عدن -- تتورط إيران ووكلاؤها في منطقة الشرق الأوسط على شكل كبير في تجارة المخدرات غير القانونية التي يعتمدون عليها للحصول على الأموال، وكشفت عمليات ضبط عبر المنطقة تورط فصائل مثل حزب الله اللبناني والحوثيين أيضا، وعلى نحو متزايد.
ولحزب الله سجل طويل في تجارة المخدرات غير القانونية، وينسحب الأمر نفسه على الميليشيات العراقية المدعومة من إيران، والتي تهرب أنواع مختلفة من المخدرات أو تسهل تهريبها إلى العراق عبر الحدود مع كل من إيران وسوريا.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن قوات الأمن العراقية فككت شبكة لتهريب المخدرات وصادرت نحو 6.2 مليون قرص كبتاغون من مستودع في بغداد وألقت القبض على سبعة أشخاص.
وفي الوقت عينه تقريبا، فككت القوات العراقية شبكة مخدرات ثانية بعد إلقاء القبض على شخص"وبحوزته 6 كليوغرامات من الحشيش" واحتجاز اثنين من شركائه، حسبما قالت وكالة الأمن القومي في بيان.
وأضافت الوكالة أن المتهمين العشرة "اعترفوا بوجود روابط لهم مع شبكات تهريب المخدرات الدولية".
يذكر أن جار العراق إلى الشمال الغربي، سوريا، هي المنتج الرئيس للكبتاغون في الشرق الأوسط، وهو منبه من نوع الأمفيتامين ويتم تهريبه عبر المنطقة.
وقال مسؤولون عراقيون إن تهريب المخدرات عبر الحدود من إيران إلى العراق ما يزال متواصلا على الرغم من الجهود الحكومية لاحتوائه.
وقال المحلل العسكري والاستراتيجي مؤيد سالم الجحيشي، إن "تجارة المخدرات غير القانونية تديرها ميليشيات مسلحة مرتبطة بإيران".
وأضاف أن "هذه الميليشيات مسؤولة بشكل مباشر عن تهريب المخدرات في العراق، وهو ما يشكل في الوقت الراهن أحد أكبر مصادر تمويلها".
وقال مراقبون إن معظم المخدرات التي تدخل المنطقة الكردية وبقية العراق تُهرّب من قبل فصائل مسلحة يدعمها الحرس الثوري الإيراني أو شركائه.
وتحدث المدير التنفيذي لمنظمة كردستان لمراقبة حقوق الإنسان هوشيار مالو للمشارق عن "تدفق كبير للمخدرات، ومعظمها من إيران".
وثمة أدلة متزايدة على أن الحوثيين دخلوا اللعبة الآن، مع إمداد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجماعة بالمخدرات غير القانونية وتجنيد مهربين لتهريبها نيابة عنه.
الحوثيون يقتدون بحزب الله
ويوم 4 أيار/مايو، أعلنت قوات الأمن السعودية أن الدوريات البرية في مناطق جازان ونجران وعسير بالمملكة، تمكنت من إحباط عدة محاولات لتهريب المخدرات.
وصرح المتحدث باسم المديرية العامة لحرس الحدود السعودي، العقيد مسفر القريني، أنهم ضبطوا 760 كيلوغراما من مادة الحشيش المخدر وأكثر من 45 طنا من نبات القات المخدر.
وألقوا القبض أيضا على 61 فردا على خلفية العملية، منهم 11 من الجنسية الإثيوبية و7 من الجنسية اليمنية و2 من الجنسية الباكستانية، وجرى توقيفهم وتسليمهم مع المخدرات المضبوطة إلى الجهات المختصة.
بدوره، قال وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمني، نبيل عبد الحفيظ، إن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يهرّب كميات كبيرة من المخدرات للحوثيين الذين يهربونها بدورهم إلى دول الجوار بطرق مختلفة.
وأضاف أن الفيلق جنّد لتنفيذ عمليات التهريب عبر الحدود البرية اليمنية السعودية يمنيين وأجانب، بينهم إثيوبيون.
وأوضح أن الحرس الثوري وميليشياته يعتمدون على تجارة المخدرات كمصدر دخل، مضيفا أن الحرس يحاول أن يكرر مع الحوثيين نجاح حزب الله الطويل والمزدهر في تجارة المخدرات.
وتابع أن إيران تستخدم تجارة المخدرات لتقويض استقرار خصومها في المنطقة، بمن فيهم السعودية.
وأكد أن إيران تستخدم الأرباح من التجارة غير القانونية لدعم مليشياتها وتحقيق أهدافها في "تصدير الثورة" والإضرار بأمن الخليج العربي، مطالبا القوات اليمنية والسعودية برفع مستوى اليقظة الأمنية.
وأوضح أنه طالما يُسمح باستمرار تهريب السلاح والمخدرات، فهذا يعني استمرار شريان بقاء الحرس الثوري والميليشيات التابعة له.
التهريب عبر المعابر البرية
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت إنه عبر إحباط محاولات تهريب المخدرات، كشف حرس الحدود السعودي عبث الحرس الثوري والمليشيات التابعة له "بأمن السعودية والخليج العربي واستقرارهما".
وأضاف أن مناطق إحباط العمليات في نجران وجيزان وعسير القريبة من الحدود اليمنية "تكشف تورط الحوثيين، ومن خلفه الحرس الثوري الإيراني".
وذكر أنه "من الواضح أن الحرس الثوري الإيراني هو الذي أمد الحوثيين بالتمويل الذي يحتاجونه لتنفيذ هذه العملية".
وأشار ثابت إلى استغلال الحوثيين للمهاجرين الأفارقة، ومنهم الإثيوبيين، الذين يتم تجنيدهم وإرسالهم إلى جبهات القتال أو لتنفيذ عمليات تهريب المخدرات والحشيش إلى السعودية.
وكشف المحلل السياسي محمود الطاهر أنه في كثير من الحالات، ضُبط في موانئ المملكة البحرية والجوية شحنات من المخدرات غير القانونية المخبأة في نوعيات أخرى من البضائع مثل الفاكهة.
وأضاف الطاهر "لكن الإجراءات المشددة التي اتخذتها المملكة بعد اكتشافها أطنان في المطارات السعودية، جعلت الحرس الثوري يكثف عمليات تهريب المخدرات عبر الحوثيين في اليمن".
وفي الأشهر الأخيرة، لعب المخبرون دورا رئيسا في كشف تلك العمليات، إذ قام بعض المخبرين بإبلاغ الأجهزة الأمنية عنها إثر خلافات على الصفقات وتقاسم الغنائم.