جدة -- على طاولة عليها غطاء أخضر، ألقى ضابطان سعوديان آلاف أقراص الأمفيتامين البيضاء التي قاما بضبطها للتو من أحد أحياء مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر
وكان عملاء مديرية مكافحة المخدرات قد أوقفا ثلاثة أشخاص يحملون 28 ألف قرص كبتاغون أثناء عملية دهم نفذت يوم الثلاثاء، 1 آذار/مارس، وذلك في إطار جهود المملكة لملاحقة تجار ومهربي مادة الأمفيتامين المحفزة هذه.
وقال المتحدّث باسم المديرية العامة لمكافحة المخدرات، الرائد محمد النجيدي، إن "سلطات المملكة أحبطت في السنوات الستة الماضية محاولات لتهريب أكثر من 600 مليون حبة أمفيتامين" قادمة من لبنان وحده.
واتّهم "ميليشيا حزب الله الإرهابية" بأنّها "المصدر الرئيس لتهريبها وتصنيعها".
ووفق مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، يتم تصنيع الكبتاغون في الغالب بلبنان وسوريا.
واستخدم الكبتاغون على نطاق واسع من قبل المقاتلين في الحرب السورية حيث يقاتل حزب الله دعما للنظام في انتهاك واضح لسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية التي يتبعها لبنان.
ووفق إحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية، ضُبط منذ بداية العام وحده أكثر من 25 مليون حبة من الكبتاغون في جميع أنحاء المنطقة.
وقال النجيدي "هناك طرق تهريب مختلفة، منها الفواكه والخضروات والإطارات والصخور ومواد البناء والأثاث".
عمليات ضبط الكبتاغون
في كانون الثاني/يناير، قال لبنان إنه اعترض كمية كبيرة من الكبتاغون كانت مخبأة في شحنة شاي متجهة إلى السعودية.
وقال وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، إن الأقراص كانت مخبأة في شحنة شاي زنتها سبعة أطنان في مطار بيروت، ومن المرجح أن تكون قد صنعت في لبنان أو سوريا.
ويمكن القول إن إن محاولات حزب الله لتأمين دخل لمقاتليه من خلال تهريب المخدرات غير المشروع، قوضت علاقات لبنان مع دول المنطقة كما عطلت الحركة التجارية معها.
وفي حديثه للمشارق في شهر أيار/مايو السابق، قال فتحي السيد من مركز الشرق الأوسط للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، إن "حزب الله يعطي الأولوية لمصلحته الخاصة على حساب مصالح الشعب اللبناني والدولة اللبنانية".
وفي نيسان/أبريل الماضي، علقت الحكومة السعودية استيراد الفاكهة والخضار من لبنان بعد ضبط أكثر من خمسة ملايين حبة كبتاغون مخبأة في الفاكهة، في واحدة من سلسلة محاولات تهريب أحبطتها السلطات السعودية.
وقال مسؤول سعودي إن السعودية صادرت حبوب كبتاغون في الربع الأول من العام الماضي أكثر مما صادرت في عامي 2019 و2020 مجتمعين.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أبلغت السعودية عن أكبر عدد من عمليات ضبط الأمفيتامين في منطقة الشرق الأوسط/جنوب غرب آسيا في الفترة الممتدة بين أعوام 2015-2019.
ووفقا لشايع الموسى الذي يعمل في الجمارك في مرفأ جدة، يتم تفتيش جميع الحاويات القادمة إلى المملكة عن طريق أجهزة الكشف الإشعاعي.
وأضاف أنه "في حال الاشتباه، يتم نقلها لتخضع للتفتيش اليدوي".
وأوضح النجيدي أن السلطات السعودية صادرت العام الماضي أكثر من 119 مليون حبة أمفيتامين بالتعاون مع شركاء من بينهم ماليزيا والكويت والإمارات.