المخبرون يساعدون السلطات السعودية على تحقيق انتصارات كبيرة في الحرب ضد المخدرات

بيروت -- أحبط مسؤولو الجمارك السعوديون بموانئ المملكة محاولات عديدة لتهريب المخدرات، ما منع شحنات منها مخفية بمختلف الأشكال من دخول البلاد.

ويمكن نسب الكثير من تلك الشحنات إلى حزب الله، حيث منشأ المخدرات هو ورش تصنيع أقراص كابتاغون في مناطق بسوريا ولبنان خاضعة لسيطرة الحزب الذي تدعمه إيران والذي له تاريخ طويل في تجارة المخدرات.

وقالت مصادر أمنية أن يقظة مسؤولي الجمارك وبلاغات المدنيين، بمن فيهم مخبرون ساخطون يشعرون أنهم تعرضوا للغش ولم يحصلوا على حصتهم من الأرباح، قد أحبطت محاولات التهريب الأخيرة.

فقد أحبطت السلطات السعودية يوم 22 نيسان/أبريل محاولة لتهريب أكثر من 3.7 مليون حبة كبتاغون مخبأة في أعمدة حديدية في ميناء الدمام على الخليج العربي.

وفي آذار/مارس، أحبطت المديرية العامة لمكافحة المخدرات السعودية محاولة أخرى لتهريب 3.3 مليون حبة إمفيتامين مخدر مخبأة بشحنة برتقال.

وفي حزيران/يونيو 2021، ضبطت السلطات اللبنانية كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون مخبأة بمولدات صغيرة كانت وجهتها الدمام بالسعودية.

وفي عملية ضبط كبيرة أخرى، اكتشف مسؤولو الجمارك السعوديون أكثر من 5 ملايين حبة كبتاغون كانت مخبأة بشحنة رمان قادمة من لبنان في نيسان/أبريل 2021.

وقد دفعت محاولات تهريب المخدرات المملكة في نيسان/ابريل الفائت لحظر استيراد الفاكهة والخضار من لبنان أو السماح بمرورها بأراضيها.

وقال المتحدّث باسم المديرية العامة لمكافحة المخدرات، الرائد محمد النجيدي في آذار/مارس، إن "سلطات المملكة أحبطت في السنوات الست الماضية محاولات لتهريب أكثر من 600 مليون حبة أمفيتامين" قادمة من لبنان وحده.

واتّهم "ميليشيا حزب الله الإرهابية" بأنّها "المصدر الرئيس لتهريبها وتصنيعها".

وقال العميد الركن السعودي عبد الله محمد الحميقاني للمشارق، إن جهود المملكة السعودية لمكافحة آفة المخدرات "واضحة وجلية لعموم المواطنين".

وأضاف أن كميات ضخمة من المخدرات غير القانونية قد ضبطت في الموانئ البحرية والبرية والجوية السعودية، وأن مصدر معظم تلك الشحنات هو "الضاحية الجنوبية لبيروت التي يسيطر عليها حزب الله".

وتابع أن "حزب الله يستهدف المملكة وشبابها بالمخدرات، ويُعّد المصدر الأكبر لها، واستخدم جميع الوسائل لتصديرها".

وأكد أن الحزب الذي تدعمه إيران "قد أضر بالمزارعين اللبنانيين بمحاولته تصدير المخدرات في شحنات الرمان والبرتقال والخضار والفاكهة"، وأنه سيستمر في فعل ذلك طالما استمر في الدوران في فلك إيران.

المرشدون والمخبرون

وأكد وزير الداخلية والبلديات اللبناني السابق، مروان شربل، أن الأجهزة الأمنية اللبنانية "تقوم بواجباتها على أكمل وجه في مجال مكافحة وتهريب المخدرات للسعودية والدول العربية، على الرغم من إمكاناتها المحدودة".

وأضاف في حديث للمشارق أن التحقيقات "ما تزال مستمرة لمعرفة مصدر التهريب ومن يقف وراءه، خصوصا شحنات الكبتاغون بالرمان والليمون".

وأوضح أن المخبرين لعبوا دورا رئيسا في كشف تلك العمليات.

وأشار إلى أن بعض المخبرين كانوا مشاركين في الصفقات، حتى أنهم عملوا في توضيب الشحنات، "لكنهم بعد ذلك أبلغوا الأجهزة الأمنية بها إثر خلافات على الصفقة وتقاسم الغنائم".

وأوضح معارض لحزب الله فضل عدم ذكر اسمه، أن للأجهزة الأمنية اللبنانية "مخبرين يدورون بفلك حزب الله".

وأضاف في حديث للمشارق أن هؤلاء المخبرين الذين يعهد حزب الله لهم بتوضيب شحنات المخدرات المعدة للتهريب للخارج، هم من يبلغون الأجهزة الأمنية حول شحنة المخدرات وموعد وصولها إلى مرفأ بيروت.

وتابع أنه "غالبا ما يشي أفراد شبكات تهريب المخدرات عن وجود شحنة وموعد شحنها للأجهزة الأمنية، وذلك لخلافات فيما بينهم على الحصص والعائدات المالية".

وللإبلاغ عن أي أنشطة مخدرات غير قانونية، اتصل بمديرية مكافحة المخدرات السعودية في وزارة الداخلية على الرقم +966 011-4629393 أو بالبريد الإلكتروني على العنوان: [email protected].

ووفق هذا المعارض، فقد كانت هناك خلافات بين الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري وحزب اللهعلى توزيع عائدات التهريب، وبيع حزب الله المخدرات على أبواب المدارس والجامعات السورية.

ودفع هذا الخلاف الفرقة الرابعة، التي يقودها ماهر شقيق الرئيس السوري بشار الأسد ولها هي نفسها تاريخ طويل في تهريب المخدرات، بإبلاغ الأجهزة الأمنية اللبنانية عن شحنات حزب الله للسعودية.

وأشار إلى أنه منذ دخول حزب الله كشريك للنظام السوري، طور نشاطه بالتهريب عبر افتتاح معابر غير شرعية وتكثيف زراعة المخدرات وإنشاء مصانع لتصنيع المخدرات في سوريا.

تهريب الأسلحة

وتقول مصادر إنه إضافة إلى تهريب المخدرات التي توفر مصادر إيرادات هامة لإيران ووكلائها، فإن إيران ووكلاءها في جميع أنحاء المنطقة منخرطون في تهريب الأسلحة.

فمن خلال وكلائها الحوثيين، حولت إيران اليمن إلى مركز لتصدير الذخائر والأسلحة إلى الجماعات الإرهابية في الصومال في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي، حسبما أضافوا.

ويتم تهريب الأسلحة الإيرانية التي تورد إلى الحوثيين في اليمن إلى الصومال، ومن هناك ربما يتم تهريبها إلى مناطق صراعات أخرى في أفريقيا، حسبما أوردت المبادرة العالمية ضد الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.

وقالت نشرة المخاطر لشهري تموز/يوليو/آب/أغسطس 2020 إن "إمدادات إيران من الأسلحة والذخائر للمتمردين الحوثيين قد وثقت على نحو جيد في سلسلة من عمليات الضبط لمراكب شراعية يعود تاريخها إلى عام 2015".

وأضافت أن "أدلة قد ظهرت تشير إلى أن بعض تلك الأسلحة الإيرانية ربما تكون قد هربت لاحقا من قبل شبكات إجرامية إلى القرن الإفريقي من اليمن (أو أن يكون حتى قد تم تحويل مسارها وهي في طريقها إلى اليمن)".