عدالة

الحوثيون يتحولون إلى تهريب المخدرات جراء العقوبات على إيران

نبيل عبد الله التميمي من عدن

مجموعة من الحوثيين ومناصريهم يمضغون القات في صنعاء عام 2015. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

مجموعة من الحوثيين ومناصريهم يمضغون القات في صنعاء عام 2015. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

قالت السلطات اليمنية للمشارق إنه كانت هناك زيادة ملحوظة في الأشهر الأخيرة في كميات المخدرات التي يتم تهريبها إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون (أنصار الله) في اليمن.

وهم يعزون تلك الزيادة في تهريب المخدرات، على الأقل جزئيًا، لحاجة الحوثيين لإيجاد مصادر إيرادات بديلة فيما تخفض إيران من دعمها لأذرعها بسبب ضغوط العقوبات.

ووفقًا لمسؤولي الأمن في عدن، فقد أتلفت السلطات القضائية في عدن يوم 28 تشرين الأول/أكتوبر 250 كجم من الكوكايين تم اكتشافها في ميناء عدن.

وكانت قوات التحالف العربي قد أعلنت في 23 تشرين الأول/أكتوبر احباط تهريب شحنة مخدرات مخبأة داخل حاوية سكر من بين 15 حاوية قادمة من البرازيل.

وقال التحالف العربي إن الشحنة المهربة كانت في طريقها للحوثيين بإشراف من حزب الله اللبناني.

وشدد أحمد لملس محافظ عدن على أهمية اليقظة الأمنية "لمواجهة هذه الأنشطة الإجرامية، بما فيها تهريب المخدرات".

وأكد أن تجارة المخدرات غير القانونية "تسبب أضرارًا اجتماعية واقتصادية".

وكانت النيابة الجزائية المتخصصة بمحافظة مأرب قد أتلفت في شهر يناير/كانون الثاني 3343 كيلوغرامًا من الحشيش المخدر قدرت قيمتها السوقية بنحو تسعة ملايين دولار.

وأوردت وسائل الإعلام المحلية أن قوات الأمن ضبطت الحشيش في مأرب في الأشهر الأخيرة من عام 2019، بحسب جمال عمير، وهو مسؤول قضائي في مأرب.

وفي ذلك الوقت، قال مدير قسم التحقيقات الجنائية بمأرب إنه قد تمت إحالة 64 قضية متعلقة بالمخدرات إلى النيابة الجزائية المتخصصة العام الماضي.

من جانبه، قال نبيل عبد الحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان للمشارق إن الحوثيين مسؤولون عن الزيادة في كميات المخدرات التي تدخل اليمن.

وأضاف أن الميليشيا ضالعة في تهريب المخدرات لتمويل أنشطتها، وأن مقاتليها أيضًا يستخدمون المخدرات لتحسين أدائهم في ساحات المعارك.

المخدرات مقابل السلاح والمال

وكان الحرس الثوري الإيراني، الذي يدعم الحوثيين، قد اتهم منذ فترة طويلة بمساعدة الميليشيا اليمنية في تهريب المخدرات.

حيث قال المحلل السياسي عادل الشجاع للمشارق إن "الميليشيات التابعة للحرس الثوري تعتمد على المخدرات لكي تقايض بها السلاح والمال".

وأضاف أن "بيع المخدرات هو أمر شائع أيضًا لدى حزب الله اللبناني الذي لجأ أعضاؤه لزراعة الحشيش والآن يساعدون في تدريب الحوثيين".

ولحزب الله تاريخ طويل من التورط في تجارة المخدرات. وتعود جذور تلك التجارة إلى سهل البقاع في لبنان، وهي منطقة ريفية نائية ازدهرت فيها زراعة الحشيش والأفيون.

وقد استغل حزب الله هذا الأمر لمصلحته، ومن ثم تمدد لاحقًا إلى أسواق مخدرات أخرى، والآن يشتهر بأنه أحد أكبر مشغلي شبكات تجارة وتهريب المخدرات في المنطقة والعالم.

وأوضح الشجاع أن "الحوثيين يسيرون على نفس النهج، وقد دفعهم إلى السعي لإيجاد مصادر جديدة للإيرادات فشل الحرس الثوري الإيراني في إمدادهم بالأموال بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران في إطار "حملة الضغط الأقصى" التي تنفذها.

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت للمشارق إن الحوثيين قد زادوا مؤخرًا من كمية المخدرات التي يهربونها إلى اليمن كوسيلة لتمويل أنشطتهم نظرًا لأنه لم يعد بوسع إيران أن تدعمهم بنفس المستوى.

وأضاف أن الحوثيين يستخدمون اليمن "كمنطقة عبور" لنقل المخدرات إلى الأسواق المستهدفة الأكثر ازدهارًا.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500