عدن -- قال محللون إنه رغم مصلحة الصين الاقتصادية في الإمارات وسعيها سرا لإنشاء موطئ قدم في ميناء خليفة الإماراتي، لم تظهر التزاما للدفاع عن الإمارات.
وفي كانون الثاني/يناير، هاجم الحوثيون المدعومون من إيران الإمارات بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة المسلحة، في حين قامت في مطلع شباط/فبراير ميليشيا عراقية مرتبطة بإيران وتطلق على نفسها اسم ألوية الوعد الحق بتبني هجوم نفذ بوابل آخر من الطائرات المسيرة على الإمارات.
وكتب الزميل غير المقيم في مجلس الأطلسي أحمد أبودوح في 3 شباط/فبراير، أن "ضربات الحوثيين استهدفت بلدا يعيش فيه الكثير من المواطنين الصينيين ويعمل فيه عدد كبير من شركاتهم".
وأوضح أن "الإمارات تستضيف أكثر من 200 ألف مواطن صيني يديرون أكثر من 6000 شركة. وتشكل أيضا المركز اللوجستي الأكبر للتجارة الصينية، ويعبر فيها أكثر من 60 في المائة من السلع الصينية في المنطقة".
ومع ذلك، التزمت الصين الصمت إلى حد كبير إزاء الضربات الأخيرة على الإمارات.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي فيصل أحمد إن عدم رغبة الصين في دعم وحماية شريكها الاقتصادي والتجاري يعود إلى "اتفاقها الاستراتيجي مع إيران والذي يمتد على 25 عاما،" والذي يمتد للمجال العسكري.
وأضاف أن التعاون بين الصين والإمارات محصور بالمجال الاقتصادي ولا يشمل الأمن. وتابع في حديثه للمشارق أن هذا أمر مثير للعجب، ذلك أن "المصالح الاقتصادية قد تخسر الكثير إذا تعرضت لهجمات إرهابية".
ولفت أيضا إلى التقارير الأخيرة التي أظهرت سفنا مموهة كسفن تجارية من نوع يستخدمه عادة الجيش الصيني لجمع المعلومات الاستخبارية، وهي تدخل ميناء خليفة.
ورجح أن يكون هذا النشاط لخدمة المصالح الخاصة للصين ومصالح شريكها الاستراتيجي إيران، عوضا عن مصالح الإمارات.
شراكة مع الخليج
وبدوره، قال عبد السلام محمد مدير مركز أبعاد للأبحاث والدراسات إنه على غرار الإمارات، لا توجد شراكة أمنية بين الصين ودول الخليج الباقية، وتنحصر الشراكة على الجانب الاقتصادي والتجاري.
وذكر أنه عوضا عن ذلك، "ترتبط دول الخليج بشراكات أمنية وعسكرية مع الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن الدعم الأميركي للإمارات يأتي في إطار دعمها للأمن الإقليمي.
ومن جانبه، قال المحلل السياسي وضاح اليمن عبد القادر إن التعاون الأميركي مع الإمارات يشمل توقيع اتفاقيات عسكرية بين الجانبين وفق المصالح المشتركة.
وأكد أن علاقات الإمارات مع الصين تنحصر على الجانب التجاري، معللا عدم تعاون بيجين مع الإمارات في الجوانب الأمنية والعسكرية بـواقع أن "للصين اتفاقات عسكرية مع إيران وروسيا".
وقال المحلل السياسي محمود الطاهر إن التعاون الأميركي مهم في ظل محاولة إيران إعادة رسم خارطة المنطقة لتوسيع مشروعها.
وطالب الطاهر الولايات المتحدة بالعمل على القضاء على خطر وكلاء إيران بشكل كامل، إذ أنهم سيبقون مصدر تهديد دائم لحلفائها.
انتشار أميركي
وذكر سلاح الجو الأميركي أن سربا من مقاتلات رابتور أف-22 التابعة له وصل إلى قاعدة الظفرة الجوية "في إطار استعراض متعدد الأوجه للدعم الأميركي".
وجاء الانتشار الذي نظم في 12 شباط/فبراير ردا على مجموعة هجمات نفذت في كانون الثاني/يناير وهددت القوات الأميركية والإماراتية.
وأعلن سلاح الجو الأميركي في بيان أن "وزارة الدفاع الأميركية أمرت بالانتشار السريع لطائرات الجيل الخامس بالتنسيق مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان".
وأضاف البيان أن مقاتلات أف-22 "ستنضم إلى مجموعة من القدرات الجوية القتالية المشتركة والمتحالفة والشريكة المتواجدة أصلا في مختلف أنحاء المنطقة".
وقال قائد سلاح الجو التاسع الفريق غريغ غيو إن "وجود مقاتلات رابتور سيعزز الدفاعات القوية أصلا للدول الشريكة وسيشكل تحذيرا للقوى المزعزعة للاستقرار مفاده أن الولايات المتحدة وشركاءها ملتزمون بإحلال السلام والاستقرار في المنطقة".
وذكر سلاح الجو أن الولايات المتحدة أرسلت أيضا مدمرة الصواريخ الموجهة يو.أس.أس كول إلى أبو ظبي للتعاون مع بحرية الإمارات، حيث ستستمر بتأمين استخبارات الإنذار المبكر وبالتعاون في مجال الدفاع الجوي.
وأضاف أن هذه "الأفعال مجتمعة تشكل إشارة واضحة على أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الإمارات كشريك استراتيجي".
وفي هذا الإطار، كان الخبير السياسي الإماراتي عبد الخالق عبدالله ممن رحبوا بالدعم الأميركي للإمارات في أعقاب الهجمات.
وقال على تويتر "أهلا بالمقاتلات أف-22 رابتور الأميركية التي وصلت إلى عاصمة الإمارات أبو ظبي"، واصفا إياها بأنها "أفضل وأقوى مقاتلة".