تسلط عملية نشر المقاتلة الهجومية إيه-10 ثاندر بولت 2 التابعة للقوات الجوية الأميركية مؤخرا في قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات، الضوء على الشراكة القوية بين الإمارات والولايات المتحدة وفرنسا وتعاونها المستمر لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي 31 آذار/مارس، نشرت القوات الجوية الأميركية أول مقاتلات إيه-10 في قاعدة الظفرة الجوية قبل عدة أسابيع من الموعد المحدد وفي أعقاب سلسلة هجمات على القوات الأميركية في سوريا نسبت إلى الميليشيات التابعة لإيران.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن الانتشار سيدعم الحرب العالمية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
قال العميد ديفيد ر. لوبيز قائد جناح الاستطلاع الجوي 380 التابع للقوات الجوية الأميركية إن وصول مقاتلة إيه-10 إلى الظفرة "سيعزز قدرتنا على توفير القوة الجوية والدفاع عن المنطقة".
وأكد أن ذلك سيقدم "فرصا إضافية للتعاون مع مضيفينا الإماراتيين".
وتستضيف قاعدة الظفرة الجوية التي تقع على بعد نحو 32 كيلومترا جنوبي أبو ظبي وتديرها القوات الجوية الإماراتية، وحدة جناح الرحلات الجوية 380، وهي أحد أكثر الأجنحة القتالية تنوعا في القوات الجوية.
وتكمن مهمة جناح الاستطلاع الجوي 380 في توفير معلومات استخبارية على ارتفاعات عالية وفي جميع الأحوال الجوية والمراقبة والاستطلاع والقيادة والسيطرة جوا، إضافة إلى تأمين إعادة التزود بالوقود جوا في العمليات العسكرية ضد داعش (عملية العزم الصلب) وسابقا العمليات التي كان يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان (عملية الدعم الحازم).
وأوضحت القوات الجوية الأميركية أن الجناح مجهز بمسيرات من أجل تأمين قوة جوية قتالية في عمليات جوية مشتركة مع الجيش الأميركي ومشاة البحرية والبحرية وقوات التحالف الدولي.
ويأتي الجناح مزودا بمسيرات إم كيو-9 ريبير التي تم تصميمها لتحديد ومعالجة وتعقب واستهداف التهديدات الناشئة الخطيرة والاشتباك معها وتقييمها، سواء كانت ثابتة أو متحركة.
وتستطيع مقاتلات إم كيو-9 أيضا جمع المعلومات الاستخبارية جوا.
ويعرف عن جناح الاستطلاع الجوي أنه عمل مع مقاتلات إف-15سي إيغل وإف-15إي سترايك إيغل وإف-22إيه رابتور وكيه سي-10إيه إكستندر وإي-3 سانتري (أواكس) ويو-2 دراغون لايدي وإي كيو-4 غلوبل هاوك.
تعاون دولي
ولطالما كانت الظفرة مركزا لتعاون القوات الأميركية والفرنسية والإماراتية.
واستضافت الإمارات الجيش الأميركي في القاعدة منذ عام 2002. ويتمركز فيها نحو 2000 من الجنود والعاملين الأميركيين.
يُذكر أن أول مقاتلة من طراز إف-35 لايتنيغ 2 تابعة للقوات الجوية الأميركية نشرت في الشرق الأوسط، وصلت إلى قاعدة الظفرة الجوية في نيسان/أبريل 2019.
وتستضيف القاعدة أيضا الجناح المقاتل التابع لسلاح الجو الإماراتي والذي يتكون من سرب شاهين الأول والثاني والثالث وهي مجهزة بمقاتلة لوكهيد مارتن إف-16إي/إف ديزرت فالكون.
وتمتلك القوات الجوية الإماراتية ما مجموعه 80 طائرة من طراز إف-16إي/إف (المعروفة أيضا باسم إف-16 بلوك 60) والتي تستطيع إطلاق صواريخ إيه آي إم-120 أمرام وصواريخ إيه جي إم-84 هاربون وصواريخ إيه جي إم-88 هارم وقنابل موجهة بالليزر.
ويضم الركن الشمالي الغربي من قاعدة الظفرة الجوية، سربي المقاتلات 71 و76 التابعين للقوات الجوية الفرنسية ويستخدمان مقاتلات داسو ميراج 2000.
وتعد ميراج 2000 مقاتلة من الجيل الرابع متعددة المهام ومزودة بمحرك واحد. وهي مجهزة لحمل مجموعة من الصواريخ جو-أرض والأسلحة، بما في ذلك القنابل الموجهة بالليزر.
وتنفذ فرنسا عمليات من القاعدة الجوية منذ فترة طويلة من الزمن، وتؤمن هذه الأخيرة القدرة على إعادة التزود بالوقود وقدرات أرض-جو.
وساعدت فرنسا أيضا الإمارات في المراقبة الجوية عبر استخدام مقاتلات رافال المتمركزة في القاعدة الجوية الفرنسية في أبو ظبي.
ومنذ تسعينيات القرن الماضي، وقعت الإمارات اتفاقيات دفاعية متتالية مع فرنسا، أبرزها اتفاقية 2008 التي منحت فرنسا أول قاعدة عسكرية دائمة لها في الخليج في مطار الظفرة العسكري.
وبحسب وزارة القوات المسلحة الفرنسية، يبلغ عدد القوات الفرنسية المتمركزة في الإمارات نحو 650 جنديا.
تعزيز الشراكات
وفي السياق نفسه، واصلت القوات الجوية الأميركية تعزيز شراكاتها وقدراتها في قاعدة الظفرة الجوية.
وفي وقت سابق بشهر آذار/مارس، تمت تعبئة طياري وجنود الولايات المتحدة المتمركزين في القاعدة لنشرهم في مواقع منفصلة جغرافيا، ضمن مناورات الانتشار القتالي السريع الذي أطلق عليه اسم عملية أجايل سبارتن.
ويشير الانتشار القتالي السريع إلى مفهوم تشغيلي تقوم بموجبه القوات الجوية الأميركية بالانتشار سريعا في منطقة وتنفذ عمليات متفرقة ومستدامة باستخدام شبكات من القواعد الجوية الثابتة والصعبة مع عتاد سابق التموضع وعمليات جسر جوي.
وخلال المناورات أطلقت الفرق واستعادت 9 مرات إم كيو-9 ريبير في 3 مواقع شبكية مفترضة مختلفة، وذلك بعد نجاحها في نقل 36 طنا من المعدات إلى هذه المواقع الصعبة وإنشاء وظائف الدعم التشغيلي الضرورية.
ووفقا لبيان للجيش الأميركي صدر في آذار/مارس، قال الرقيب جون ويتفيلد وهو مشرف صيانة عمليات الأركان الجوية في جناح الاستطلاع الجوي 380، "كان هدفنا وضع حجر الأساس لنمط قابل للتكرار ومستدام ويمكن التنبؤ به، لتتمكن قاعدة الظفرة الجوية من إنتاج قوة جوية".
وظهر التعاون في العمل بين القوات الأميركية والإماراتية في كانون الثاني/يناير 2022، عندما اعترضت صاروخين باليستيين أطلقهما الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران باتجاه القاعدة.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في حينه إن القوات الأميركية "واجهت تهديدين صاروخيين داخليين باستخدام عدة صواريخ باتريوت اعتراضية تزامنت مع جهود القوات المسلحة الإماراتية".
وأكدت القيادة أن "الجهود المشتركة نجحت في منع كلا الصاروخين من إلحاق الضرر بالقاعدة".
وردا على هذا الهجوم ووابل من الهجمات الأخرى التي نفذت طوال شهر كانون الثاني/يناير مهددة القوات الأميركية والإماراتية، تم نشر سرب من مقاتلات إف-22 رابتور التابعة للقوات الجوية الأميركية في الظفرة، "ضمن استعراض متعدد الأوجه للدعم الأميركي"، حسبما أفادت القوات الجوية الأميركية.
وأضافت أن الولايات المتحدة أرسلت أيضا المدمرة المحملة بالصواريخ الموجهة يو إس إس كول إلى أبو ظبي للتعاون مع البحرية الإماراتية.
ويعد التعاون الأميركي أساسيا في ضوء محاولة إيران إعادة رسم خريطة المنطقة لتنفيذ أجندتها الخاصة.
وأضافت أن الولايات المتحدة أرسلت أيضا المدمرة المحملة بالصواريخ الموجهة يو إس إس كول إلى أبو ظبي للتعاون مع البحرية الإماراتية.
الرد1 تعليق