مجتمع

المعارضة الشيعية لحزب الله تتوسع في سهل البقاع اللبناني

نهاد طوباليان

ملصقات تحمل صور أمين عام حزب الله حسن نصر الله تنتشر في معاقل الميليشيا بمنطقة بعلبك الهرمل، وسط تصاعد معارضة الحزب داخل المجتمع الشيعي نفسه. [المشارق]

ملصقات تحمل صور أمين عام حزب الله حسن نصر الله تنتشر في معاقل الميليشيا بمنطقة بعلبك الهرمل، وسط تصاعد معارضة الحزب داخل المجتمع الشيعي نفسه. [المشارق]

بيروت - تخرج معارضة حزب الله إلى العلن في المناطق اللبنانية الواقعة تحت نفوذ الحزب المدعوم من إيران، لا سيما في منطقة بعلبك-الهرمل في سهل البقاع.

ولا يتردد أبناء المنطقة ورجال الدين في انتقاد الحزب علنا، ومن بينهم الشيخ عبد السلام دندش من الهرمل الذي شن مؤخرا هجوما لاذعا ضد أمين عام حزب الله حسن نصر الله وكبار مسؤولي الحزب.

وقال مخاطبا قيادة الحزب، "مقاومتكم غارقة بالدولارات ومقاومتنا غارقة بالجوع والفقر".

وأضاف "أنتم تقاومون بالتخمة والغطرسة، ونحن نقاوم كذبكم كما نقاوم المرض والجهل اللذين أورثتموهما المنطقة".

وصلت الاحتجاجات التي اندلعت في لبنان أواخر عام 2019 ضد القيادة السياسية الفاسدة إلى مناطق حزب الله في سهل البقاع. [المشارق]

وصلت الاحتجاجات التي اندلعت في لبنان أواخر عام 2019 ضد القيادة السياسية الفاسدة إلى مناطق حزب الله في سهل البقاع. [المشارق]

محتجون شيعة يتظاهرون في مدينة صور بجنوب لبنان أواخر عام 2019. وعمد حزب الله إلى استخدام العنف لقمع حركات الانتفاضة الشعبية الشيعية في صور والنبطية وبعلبك منذ اندلاعها في 2019. [المشارق]

محتجون شيعة يتظاهرون في مدينة صور بجنوب لبنان أواخر عام 2019. وعمد حزب الله إلى استخدام العنف لقمع حركات الانتفاضة الشعبية الشيعية في صور والنبطية وبعلبك منذ اندلاعها في 2019. [المشارق]

وفي هذا السياق، أوضح الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي محمد علي الحسيني للمشارق، أن ثمة معارضة شيعية لهيمنة حزب الله "في مناطق نفوذ حزب الله منذ نشأته".

ولكن أكد أن هذه المعارضة تنامت خلال السنوات الأخيرة بعد أن فقد حزب الله تدريجيا كل الأغطية التي كان يستخدمها لإخفاء دوافعه الحقيقية.

وأردف "سقطت نظرية ’الحزب المقاوم‘ منذ الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، كما نظرية الحزب المكافح للإرهاب التكفيري بعد فشله وإيران في دحر الإرهاب بسوريا".

وأضاف الحسيني "وسقطت نظرية ’المدافع عن حقوق الشعب‘ بعدما ظهر للجميع أن حزب الله شريك كامل بالسلطة الفاسدة التي أفلست لبنان".

وأوضح أن "الحزب أقام دويلة داخل الدولة، مع اقتصاد مواز ومالية رديفة أفقرت البلد وأهله".

وأضاف الحسيني أن حزب الله قمع بعنف الحركات الشعبية الشيعية في صور والنبطية وبعلبك، لعجزه عن إقناع الجمهور الشيعي بصوابية موقفه وقدرته على حل مشاكله.

ولفت إلى أن حزب الله "يخشى فقدان زخمه السابق وسقوط سيطرته، لذلك تراه يحيي خطاب المقاومة من جديد والبلاد على أبواب الانتخابات النيابية".

وأكد أن المعارضة هي حقيقة ثابتة ولن يستطيع الحزب إلغاءها، لكنه توقع أن تعجز عن فرض نفسها وتحقيق خرق سياسي في الانتخابات في ظل سطوة سلاح حزب الله.

المعارضة تبلغ ذروتها

وأوضح معارض شيعي بارز من منطقة بعلبك تحفظ عن ذكر اسمه، أن المعارضة الشيعية في منطقة بعلبك-الهرمل "بلغت ذروتها" بوجه الثنائي حزب الله وحركة أمل.

ولفت إلى أن المنطقة تشكل ثقلا استراتيجيا لمشروع الحزب والحرس الثوري الإيراني منذ العام 1982 كون غالبية سكانها من الشيعة.

وذكر أن النقمة تعمّ المجتمع الشيع في هذه المناطق "لأن الغالبية هي من المزارعين وتحاصرهم الديون لعجزهم تصريف محاصيلهم بالأسواق الخارجية".

وكشف المصدر أن المعارضة الشيعية برزت في الانتخابات البلدية والنيابية السابقة، فواجهت حزب الله وفازت بمقعدين في بعلبك.

وأضاف أنها تعمل مع الجمعيات الأهلية والمرشحين المستقلين والجماعات التي تدعم الاحتجاجات الشعبية لتشكيل لائحة لمواجهة حزب الله والسلطة اللبنانية القائمة في الانتخابات المقبلة في أيار/مايو المقبل.

وتستفيد من الأجواء السياسية السائدة ونقمة المواطنين من أداء نواب المنطقة ورعاية ثنائي حزب الله-حركة أمل لهم، لتوجيه الناخبين لاختيار مرشحين خارج فلكهما.

مقاومة هيمنة حزب الله

وأكد الشاب "جهاد" وهو من بلدة شمالية في منطقة البقاع تخضع لحزب الله، أن المعارضة المحلية ضد حزب الله "لا حدود لها".

وشدد للمشارق على أن "حزب الله حرمنا من الإنماء والخدمات الاجتماعية والوظيفية، ويفرض هيمنته على شيعة لبنان بالسلاح والترهيب"، متمنيا عدم ذكر اسم عائلته خوفا من الانتقام.

وأضاف أن المشروع الأهم لحزب الله هو جعل لبنان منصة إيرانية لتنفيذ أجندتها بالمنطقة، مشيرا إلى أنه نجح في ذلك لعدم وجود مواجهة حقيقية له.

وفي حديث للمشارق، لفت الأستاذ الثانوي المتقاعد الذي كشف فقط عن اسمه الأول، محمد، أن الثنائي حزب الله-حركة أمل "نشرا الفساد ويحكمان لبنان ويتحكمان بالقرار البعلبكي".

وأكد أنه "بسببهما، نواجه ظروفا مالية سيئة للغاية وحرمانا من المساعدات والخدمات الصحية الخاضعة للمحسوبيات الحزبية، في الوقت الذي يتنعم فيه مسؤولوه بالدولارات".

وبدوره، قال منسق حراك جنوبيون للحرية حسين عطايا، إن حزب الله "يحتكر بالقوة تمثيل الطائفة الشيعية".

وأضاف أن الشيعة في لبنان أصبحوا "ملحقا لسياسته ليس إلا"، مشيرا إلى أن "مزاج أبناء الطائفة قد تغير".

وأوضح "قرروا المواجهة بعد صمت طويل لأنهم جزء من النسيج اللبناني، ويقف انتماؤهم العربي حاجزا ضد الانتماء لإيران".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500