رأى مرشحون شيعة معارضون لسياسة حزب الله أن إعلان أمين عام الحزب "حسن نصرالله" استعداده للتوجه "شخصيًا" إلى بعلبك والهرمل لدعم لائحة الحزب الانتخابية، لم تؤثر على مزاج البيئة الشيعية المعارضة بالمنطقة.
وأكدوا أن ذلك زاد الناخبين إصرارًا للمضي قدمًا بخيارهم الانتخابي في الانتخابات التي ستجري في 6 أيار/مايو، وأن المعارضة الشيعية لحزب الله في المنطقة تزداد بسرعة.
هذا وتستعد منطقة بعلبك-الهرمل لمعركة انتخابية محتدمة بين "لائحة الأمل والوفاء" التابعة لحزب الله وحركة أمل، ولائحة "الكرامة والإنماء" المعارضة برئاسة النائب الشيعي السابق يحيى شمص بالتحالف مع القوات اللبنانية وتيار المستقبل.
كما تضم لائحة الكرامة والإنماء خمسة مرشحين شيعة.
وكان حسن نصرالله قد أعلن عن استعداده للحضور في منطقة بعلبك-الهرمل يوم الانتخابات لحث المواطنين على الإدلاء بأصواتهم، بحسب ما أفاد موقع صحيفة النهار الإلكتروني يوم الثلاثاء (27 آذار/مارس).
ونقلت الصحيفة عن نصر الله قوله "إذا وجدت وهناً في الاقبال على الانتخابات، سأذهب شخصيًا إلى بعلبك والهرمل وأزورها ضيعة ضيعة لدعم لائحة الأمل والوفاء".
وأضاف "نصر الله" قائلًا "أنا لا امزح وكلامي ليس من باب التشجيع".
حرية الاختيار
ورأى الشيخ عباس الجوهري، الذي يقود لائحة انتخابية بوجه حزب الله بدائرة بعلبك-الهرمل، أن كلام نصرالله الأخير "يزيد من إصرار المواطنين للمضي قدما بخياراتهم".
وكان الجوهري من المعارضين البارزين لتدخل حزب الله في النزاع بسوريا.
وقال الجوهري في تصريح للمشارق إنه "إذا كان [نصر الله] يريد أن ينتقل من باب لباب ومن حي لآخر، كان الأجدى به أن يفعل ذلك قبلًا، ليعرف كيف يعيش هؤلاء المواطنون، وبأي فقر تركهم".
وأضاف "لكنه لا يريد سوى إسماعهم خطابات التحريض للدفاع عن [الرئيس السوري بشار] الأسد. وهذه العوامل أدت لرفض المواطنين سياساته".
وأكد أن استخدام حزب الله لحجة المقاومة لن تقدم لهم نصرًا هذه المرة، "لاكتشاف الناس دخولهم بوحول سوريا".
وقال إنه "سيأتي اليوم الذي سينتفض فيه [شيعة لبنان] لكرامتنا الوطنية في سبيل قيام دولة المواطنة والعدالة، تحترم الدين ولا تجعل من الدين مدخلًا للتدخل بأمورها".
ورأى أن حزب الله يراهن على أصوات الشيعة في الانتخابات.
ولفت إلى أن الحزب سيمنى بخيبة يوم الانتخابات، لأن أبناء المجتمع الشيعي المستضعفين والفقراء "سيصوتون ضدهم خلف الستارة".
وقال الجوهري إن "من يتلقى 500 دولار شهريًا ويرى حوله من يصرف الملايين ويبني الفلل والقصور والمنتجعات السياحية، سينتفض خلف الستارة ويصوت ضدهم".
وأضاف: "يريدون القول للحزب إنهم ليسوا غنمًا".
القرار في صندوق الاقتراع
بدوره، قال رئيس لائحة "الكرامة والإنماء" يحيى شمص إن "معركتنا ديمقراطية، ولنا الحق بالتحالف مع أي فكر ومذهب آخر، لأننا ضد التعصب والحقد، ومع وحدة الشعب".
ورأى أن صندوق الاقتراع "سيقرر من سيمثل المنطقة".
وأشار إلى أن الناخبين الشيعة لم يبدوا أي تراجع بعد إعلان نصر الله، لأن المنطقة تعاني من "الجوع والبؤس"، ولأنهم "يدركون أننا نخوض معركة ضد الجوع والفقر".
من جانبه، أوضح المرشح الشيعي على لائحة "الكرامة والإنماء" محمد حميه أن مكتب حملته الإنتخابية ببلدة طاريا "تعرض لرمي الحجارة، لكن الخسائر اقتصرت على تهشيم الزجاج وتمزيق صوري".
وقال في حديث للمشارق "نعتبر كلام نصرالله حول انتقاله للمنطقة لا حاجة له، لأنه مرحب به بالمنطقة التي احتضنته. فأهلًا وسهلًا به".
لكنه استدرك بالقول إن نصر الله منفصل عن نبض الشعب والانتخابات.
وأكد "نحن مجموعة رأت تقصيرًا كبيرًا في الإنماء وفي الاستجابة لمطالب الناس فيما يتعلق بمعيشتهم. نحن نتنافس لخدمة شعبنا، أما هو فلا".
سيدي أهل الكوفة قد عادوا.. وإن عادوا عدنَ.. لبيك يا نصر الله..سننتخب بدماء الشهداء
الرد1 تعليق