أمن

ʼصائدو داعشʻ تخفي النية الحقيقية للمرتزقة: حماية المصالح الروسية في سوريا

وليد أبو الخير

أحد عناصر صائدو داعش يحرس حقلا نفطيا في صحراء تدمر بسوريا. ويقول مراقبون إنه على الرغم من مزاعم بأن المجموعة متواجدة في سوريا لمحاربة داعش، إلا أنها تركز أكثر على حماية المصالح الاقتصادية الروسية. [صائدو داعش/تويتر]

أحد عناصر صائدو داعش يحرس حقلا نفطيا في صحراء تدمر بسوريا. ويقول مراقبون إنه على الرغم من مزاعم بأن المجموعة متواجدة في سوريا لمحاربة داعش، إلا أنها تركز أكثر على حماية المصالح الاقتصادية الروسية. [صائدو داعش/تويتر]

تُظهر أشرطة فيديو نشرتها عبر الإنترنت وسائل إعلامية روسية عناصر مفتولي العضلات من "صائدو داعش"، وهي شركة أمن خاصة تدعمها روسيا في سوريا.

ويبدو عناصر هذه المجموعة من المرتزقة، وهم مدججون بالسلاح ويحملون شارات مميزة على أذرعهم تتضمن جمجمة مخيفة وعليها هدف أحمر، كمحاربين متشددين يحاربون فلول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ولكن في واقع الأمر، مضى بعض الوقت منذ أن كان تنظيم داعش هدفا للشركة.

وقال مراقبون إن التركيز الحقيقي لصائدو داعش هو تأمين المصالح الاقتصادية العديدة والمتنوعة لروسيا في سوريا.

مرتزقة صائدو داعش بالقرب من تدمر في سوريا عام 2017. [صائدو داعش/تويتر]

مرتزقة صائدو داعش بالقرب من تدمر في سوريا عام 2017. [صائدو داعش/تويتر]

عناصر مسلحون بمجموعة صائدو داعش، وهي شركة أمن خاصة روسية تعمل في سوريا، يظهرون في أحد آبار النفط في ريف دير الزور. [صائدو داعش/تويتر]

عناصر مسلحون بمجموعة صائدو داعش، وهي شركة أمن خاصة روسية تعمل في سوريا، يظهرون في أحد آبار النفط في ريف دير الزور. [صائدو داعش/تويتر]

وتعتبر روسيا التي تدخلت في الحرب السورية لدعم النظام الوحشي للرئيس السوري بشار الأسد، موارد سوريا الطبيعية على أنها جائزة كبرى وقد سلّطت انتباهها على الاستفادة من نسبة كبيرة من مشاريع إعادة الإعمار.

وقد عملت سرا على توسيع نطاق وجودها المسلح في سوريا عبر إنشاء شركات أمن خاصة، مستغلة بذلك المرسوم التشريعي رقم 55 لعام 2013 الذي أصدره الأسد.

وتعد إحدى أكبر الشركات، شركة الصياد لخدمات الحراسة والحماية التي تدير صائدو داعش، وينتشر عناصرها في أنحاء مختلفة من صحراء سوريا الشرقية (البادية) ودير الزور وحماة وريف دمشق.

وتم نشر عناصر صائدو داعش وشركة سند وهي شركة أمنية أخرى تديرها روسيا في شرق سوريا بشكل أساسي من أجل حماية الاستثمارات الروسية في قطاع النفط والغاز والفوسفات وحراسة الطرق التي تؤدي إلى تلك المنشآت.

تأمين المصالح الروسية

وفي هذا السياق، قال الناشط الإعلامي جميل العبد وهو من دير الزور، قال إن "مجموعة صائدو داعش ظهرت في بادئ الأمر خلال الفترة الأخيرة من معارك الغوطة بريف دمشق، وبعدها ظهرت في بادية تدمر ومنطقة عقيربات وريف دير الزور".

وأضاف أن المجموعة ظهرت مؤخرا في ريف حماة وحمص، مشيرا إلى أن حجمها قد زاد إذ باتت تضم ما لا يقل عن 5000 عنصر ينتشرون في مناطق بعيدة نسبيا حيث تقع مناجم الفوسفات وحقول الغاز والنفط.

وأوضح أن هذه المناطق خاضعة لسيطرة روسيا بصورة مباشرة أو من خلال عقود طويلة الأمد مع الحكومة السورية.

يُذكر أن شركة الصياد قد أنشأت ومولت ودربت في بادئ الأمر من قبل الجيش الروسي في محافظة اللاذقية، من أجل محاربة داعش في الصحراء السورية، وقد تم ترخيصها كشركة أمن خاصة في آذار/مارس 2017.

وبعد ذلك تولت مجموعة فاغنر مهمة التدريب.

ويقع مقر شركة الصياد في مدينة السقيلبية في حماة ويديرها فواز ميخائيل جرجس المعروف بعلاقاته الوثيقة بروسيا ويسافر إليها بصورة متكررة.

وقد قلّد الرئيس فلاديمير بوتين وساما لابن جرجس في عام 2018 "تقديرا لخدماته وتضحياته لوطنه".

وقال المحامي السوري بشير البسام إن صائدو داعش وهي شركة تابعة لشركة الصياد، يتم الترويج لها بقوة من قبل وسائل الإعلام الروسية الرسمية التي تضخم إمكانياتها القتالية وحجم عملياتها.

وأضاف أن روسيا تستخدم الشركات الخاصة مثل مجموعة فاغنر وصائدو داعش، لدعم مصالحها في سوريا تحت ستار الإنكار المقبول.

وقال سامي داوود وهو من محافظة حماة، إنه يتم استقطاب السوريين للعمل لصالح صائدو داعش بوتيرة سريعة تحت ذريعة العمل بشركة الصياد.

وأضاف داود أن المتقدمين للعمل يخضعون للتدريب على يد عناصر جماعة فاغنر بشكل مباشر.

إرسال المجندين الجدد إلى ليبيا

وفي مؤشر آخر على أن شركة الصياد والشركات التابعة لها لا تركز على محاربة تنظيم داعش، تقوم الشركة بتجنيد مرتزقة سوريين لإرسالهم إلى ليبيا.

وفي ليبيا، يواصل الكرملين من خلال مجموعة فاغنر، دعم الجهود غير الناجحة للقائد العسكري خليفة حفتر لإسقاط الحكومة المعترف بها دوليا.

ولفت داوود إلى أن شركة الصياد عملت على توسيع عملياتها في معظم المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، ونفذت مؤخرا عمليات تجنيد في محافظة السويداء جنوبي غربي البلاد.

وأضاف أنه في محافظة السويداء، تم تجنيد عشرات الرجال السوريين للقتال في ليبيا إلى جانب المرتزقة الروس ومرتزقة من جنسيات أخرى.

وأوضح أنه تم نقل المجندين الجدد إلى قاعدة حميميم الخاضعة لروسيا بمحافظة اللاذقية، ويتم من هناك نقلهم إلى ليبيا حيث يشاركون في دورة تدريبية عسكرية قصيرة لبضعة أيام فقط قبل الزج بهم في الصفوف الأمامية للقتال.

ووفق داود، فإن من يقاتلون في ليبيا [...] يعملون في ظل ظروف صعبة ويعانون من نقص في الإمدادات الطبية والغذائية.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500