عدالة

شركة روسية تغري الشباب السوري للقتال في أوكرانيا وليبيا

نهاد طوباليان

صورة تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مرتزقة تم تجنيدهم من قبل شركة أمنية خاصة تديرها روسيا، وهم يرفعون العلمين السوري والروسي في الصحراء السورية.

صورة تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مرتزقة تم تجنيدهم من قبل شركة أمنية خاصة تديرها روسيا، وهم يرفعون العلمين السوري والروسي في الصحراء السورية.

بيروت -- ذكرت جهة تراقب تطورات الحرب أن "شركة أمنية خاصة" خاضعة لسيطرة روسيا مهمتها حماية مصالح الكرملين في سوريا تقوم بتجنيد الشباب السوريين ليخدموا في مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر.

حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في 20 نيسان/أبريل، إن شركة الصياد لخدمات الحراسة والحماية تعمل على استقطاب عناصر جدد لتجنيدهم في مناطق سيطرة النظام السوري.

ويتم تدريب هؤلاء المجندين ونشرهم في صحراء سوريا الشرقية (البادية) أو ليبيا أو أوكرانيا، حيث تشن روسيا حربا غير مبررة.

وقد حصلت شركات الحماية والأمن الخاصة في سوريا على تراخيص عبر وزارة الداخلية بموجب المرسوم التشريعي رقم 55 لعام 2013 الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد.

صورة تظهر مرتزقة تم تجنيدهم من قبل شركة أمنية خاصة تديرها روسيا في صحراء سوريا في إعلان تجنيد نشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

صورة تظهر مرتزقة تم تجنيدهم من قبل شركة أمنية خاصة تديرها روسيا في صحراء سوريا في إعلان تجنيد نشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويقدم المرسوم آلية وغطاء تستطيع القوى الأجنبية مثل روسيا وإيران بواسطتهما إنشاء تواجد مسلح لها في سوريا.

وعدد من هذه الشركات ممول وموجه من قبل روسيا أو إيران، وتكون عادة مدارة من قبل ضباط سابقين في جيش النظام والاستخبارات السورية، إذ أن المرسوم ينص على ضرورة أن يكون صاحب الشركة سوري الجنسية.

وجهة مجهولة

وفي 16 نيسان/أبريل، نشرت شركة الصياد إعلان تجنيد عبر قناتها على تطبيق تلغرام، وجهته إلى مقدمي الطلبات الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و46 عاما.

وبعد أن نشر الإعلان وبقي متوفرا لساعات معدودة فقط، تجمع حوالي 2000 شخص أمام مقر الشركة بقرية الصايد في ريف حمص، علما أن الشركة لم تختر إلا المئات منهم.

ولم يتم إبلاغ الشباب السوريين الذين انضموا إلى الشركة بأماكن نشرهم، وهم في حالات عدة مستميتون للحصول على أية وظيفة مدفوعة.

وأثار ذلك تكهنات بشأن وجهتهم، وقد عبّر بعض السوريين عن مخاوف من إمكانية إرسالهم إلى ليبيا أو أوكرانيا.

وتأسست شركة الصياد عام 2017 ويديرها فواز ميخائيل جرجس. ويعتبر الاتحاد الأوروبي هذا الأخير مسؤولا عن تجنيد مرتزقة سوريين للقتال بأوكرانيا، لذا فقد قام بفرض عقوبات على الشركة.

وتشكل الظروف الاقتصادية القاسية والمتدهورة السبب الرئيسي وراء إقبال الشباب السوري على شركة الصياد، بحسب ما ذكره موقع السويداء 24 الإخباري.

وتزعم الشركة الأمنية الخاصة أنها ستدفع رواتب تتجاوز بنسبة كبيرة ما قد يحصل عليه الشباب في الميليشيات المتنوعة الموالية للنظام، رغم ورود شهادات كثيرة عن مجندين لم يتقاضوا ما وعدوا به.

وقال مراقبون إنه نظرا لعزل روسيا عن النظام المالي العالمي نتيجة حربها على أوكرانيا، من المستبعد أن تتمكن من دفع تلك الرواتب.

وفي هذا السياق، قال مجند يبلغ من العمر 46 عاما وأصله من درعا وطلب استخدام اسم "حسن" المستعار خوفا على سلامته، للمشارق إنه بانتظار اتصال شركة الصياد به لإعلامه بوجهة مهمته.

وأشار إلى أن عمله في الزراعة والبناء منذ العام 2018 لم يؤمن له دخلا كافيا لإعالة عائلته، واضطر إلى إخراج أحد أبنائه من المدرسة وإرساله إلى سوق العمل عوضا عن ذلك.

حافز مالي

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن بحوزته معلومات تشير إلى أن شركة الصياد "تجند الشباب السوري كمقاتلين لعمليات داخل الأراضي السورية"، وتحديدا الصحراء الشرقية التي تعتبر مقر مجموعة فاغنر.

وذكر أن فاغنر خففت من تواجدها في الصحراء الشرقية التي تعد استراتيجية نظرا لوجودمناجم الفوسفات وحقول الغاز فيها، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأوضح أنه ما من معلومات دقيقة عن أعداد المجندين، علما أن المال يشكل حافزا للشباب السوري للانضمام إلى الشركة كونهم يواجهون أوضاعا اقتصادية صعبة وبطالة، وهم غير واعين لتبعات العمليات العسكرية التي سيطلب منهم الانخراط فيها.

وتابع أن "معظم من يسارع للتجند تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة".

ومن جهته، قال المسؤول عن موقع السويداء 24 ريان معروف إن مجموعة فاغنر بدأت بتجنيد الشباب السوري عام 2020 عبر شركة الصياد المسجلة رسميا لدى النظام السوري.

وأضاف للمشارق أن الشركة الأمنية الخاصة تقوم بتجنيد العناصر تحت ذريعة ملاحقة فلول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لغرضين اثنين.

وأوضح أن "الغرض الأول هو للداخل السوري، والثاني للعمليات الخارجية بالتنسيق مع القوات الروسية".

وأشار إلى أن "مجموعة من المجندين أرسلت سابقا إلى ليبيا وأوكرانيا عبر مطار حميميم العسكري".

ʼمهمات داخلية وخارجيةʻ

ولفت معروف إلى أن الإعلان الذي نشرته الصياد على تطبيق تلغرام في نيسان/أبريل ذكر أن الشركة بحاجة إلى مقاتلين "لمهمات داخلية وخارجية".

وقال إن مقدمي الطلبات تدفقوا إلى مقر الشركة بالقرب من قاعدة الفرقة 118، حيث خضعوا لفحوص صحية وأخرى خاصة باللياقة البدنية.

وأضاف أنه سمع أن نحو 119 ألف مجند التحقوا بالشركة في عام 2022.

وفي هذا الإطار، قال مواطن يبلغ من العمر 26 عاما وأصله من السويداء وطلب استخدام اسم "جمال" المستعار إنه قرر الالتحاق بالصياد بعد رؤيته إعلان التجنيد.

وأوضح للمشارق "حين بدأت الحرب بسوريا كنت بسن الـ 14 وبالمرحلة الإعدادية، وانقطعت عن الدراسة بالمرحلة الثانوية بعد انتقالنا للبنان والعمل مع والدي لتأمين لقمة العيش لعائلتي".

وتابع "بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية بلبنان، عدت لسوريا تهريبا نهاية العام 2019 كوني مطلوبا للخدمة العسكرية [وعرضة للاعتقال والتجنيد]".

وتم هناك تجنيده من قبل مجموعة فاغنر وإرسال للقتال في ليبيا.

وذكر "حرمنا استمرار تدهور الأوضاع بسوريا كجيل شباب من أية خيارات للعيش الكريم لذلك"، مشيرا إلى أن ندرة فرص العمل والظروف في سوريا ستجبره على "معاودة التجربة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500