قال نشطاء سوريون إن مستوطنة روسية ظهرت في شوارع مدينة تدمر خاوية وبدأت تتوسع بسرعة، وإن من يسكنها الآن ويسيطر عليها هم مرتزقة مجموعة فاغنر وعملاؤها.
وكان معظم أهالي تدمر الحديثة البالغ عددهم 50 ألف نسمة قد نزحوا بسبب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لحل مكانهم في نهاية المطاف عناصر ميليشيات تابعة للنظام، بينهم عناصر مجموعة فاغنر.
وبعد إهمالها وتدميرها، تحولت تدمر إلى شبه "مدينة أشباح" ، لكنها تشهد اليوم طفرة نشاط مع تدفق المرتزقة الروس وعمال مناجم الفوسفات والعاملين في حقول النفط والغاز إليها سعيا وراء النفوذ والأموال.
وفي حديثه للمشارق، قال الناشط الإعلامي عمار صالح إن "منطقة تدمر تشهد تحركات جديدة، رصد معظمها في مطار تدمر العسكري وفي أجزاء من مدينة تدمر".
وأكد الأهالي ونشطاء محليون آخرون رصد قدوم ما لا يقل عن مائة عنصر جديد من المرتزقة إلى المنطقة، إلى جانب طائرات ومدرعات.
وأضاف صالح أن الطائرات العسكرية الروسية التي وصلت إلى المطار وبقيت فيه تضم طائرات مقاتلة من طراز سوخوي 24 ومروحيات من طراز كا-226 ومي-35إم.
ورصد الأهالي أيضا حركة غير اعتيادية في مطار تدمر ومدينة تدمر، حيث ينتشر عناصر مجموعة فاغنر عند مدخلها الشمالي القريب من "مربعها الأمني".
وأوضح أن هذا الأمر يعكس الأولويات الراهنة للمجموعة، مشيرا إلى أن عناصرها في تدمر يحمون بشكل أساسي المصالح الاقتصادية لروسيا في المنطقة.
حماية الأرباح
بدوره، قال الصحافي السوري محمد العبد الله للمشارق إن "المربع الأمني" في مدينة تدمر الذي تسيطر عليه قوات فاغنر الروسية وبعض العناصر من الشرطة العسكرية الروسية، يضم مراكز عسكرية وثكنات لمجموعة فاغنر.
وأضاف أن استشاريين مختصين بالغاز والبترول يعيشون هناك أيضا، إلى جانب فنيين من شركة إيفرو بوليس المملوكة من ليغفيني بريغورين ، وهو مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومالك مجموعة فاغنر.
وتابع أن شركة إيفرو بوليس حازت على عقود طويلة الأمد من الحكومة السورية تحصل بموجبها على نسبة 25 في المائة من عائدات النفط والغاز في المناطق التي تخضع لسيطرة عناصر فاغنر.
وأشار إلى أنه لزيادة أرباحها، أضافت الشركة بنودا خاصة بالتشغيل وإعادة التشغيل من قبل فنيين تابعين لها.
وذكر أن عناصر فاغنر يقومون بتوفير الحماية للفنيين في مقرات سكنهم، كما يؤمنون تنقلاتهم اليومية من وإلى حقول الغاز والنفط، بالإضافة إلى توفير "الحماية" للحقول نفسها.
وأكد العبد الله أن عناصر مجموعة فاغنر يؤمنون أيضا محيط معمل الأسمدة الكيماوية الواقع عند أطراف حمص، ويوفرون الأمن كذلك حول قسم كبير من مناجم الفوسفات في تدمر.
'منطقة روسية بالكامل'
من جهته، قال الناشط من دير الزور جميل العبد، إن المنطقة حول المربع الأمني الخاص بمجموعة فاغنر تتوسع "وباتت منطقة روسية بالكامل".
وأضاف أن "الداخل إلى المنطقة بالكاد يسمع أي لغة غير اللغة الروسية"، وأنه منذ فترة ثلاثة أشهر تقريبا، يقوم عناصر مجموعة فاغنر بتخفيض عدد السوريين الداخلين إلى منطقتهم في تدمر.
وتابع أن غالبية الأفراد الذين يُسمح لهم بدخول المنطقة هم من مزودي المؤن أو العاملين مع الروس في المنشآت المدنية أو السائقين.
وأوضح أن السوريين التابعين لفاغنر وبعض الجماعات الموالية لها، خصوصامن يسمون بـ "صائدي الدواعش" ، يستفيدون من حماية أمنية مشددة.
وأشار إلى أن أماكن إقامتهم هي عند أطراف المربع الأمني للمجموعة، كما يتم تكليفهم بمهمات حراسة في المنطقة وبصورة رئيسة في منطقة الصحراء الشرقية (البادية).
وتحدث عن شائعات يُزعم أنها تستند إلى وثائق مسربة، تفيد أن رواتب عناصر مجموعة فاغنر تبلغ أضعاف ما يتقاضاه السوريون التابعون لها.
وأثار هذا الأمر موجة من البلبلة أججها الكشف عن فضائح أخرى تتعلق بعناصر فاغنر، مثل سرقة آثار من منطقة تدمر الأثرية.