بروكسل -- فرض الاتحاد الأوروبي الخميس، 21 تموز/يوليو، عقوبات على 10 مواطنين سوريين بعد اتهامهم بتجنيد مرتزقة لدعم روسيا في غزوها أوكرانيا.
وكانت روسيا قد غزوت الدولة المجاورة لها في 24 شباط/فبراير.
وأضيفت أسماء السوريين، إلى جانب شركتين أمنيتين خاصتين، إلى قائمة العقوبات الأوروبية ونشرت في الجريدة الرسمية للكتلة المؤلفة من 27 عضوا.
وشملت هذه القائمة صاحب خطوط أجنحة الشام عصام شموط الذي يعرف بأنه حليف مقرّب من الرئيس السوري بشار الأسد.
وتخضع خطوط أجنحة الشام أيضا للعقوبات الأميركية.
وفي هذا السياق، اتهم العقيد في الجيش صالح العبد الله بتجنيد جنود من اللواء 16 التابع له، والذي عمل إلى جانب القوات الروسية في سوريا، للقتال في أوكرانيا.
كذلك، قيل إن محمد السلطي قائد جيش التحرير الفلسطيني، وهي قوة مدعومة من النظام السوري تنشط فقط في سوريا، انخرط في عمليات تجنيد لاجئين فلسطينيين للقتال في أوكرانيا إلى جانب روسيا.
وفرضت عقوبات أيضا على شركتين أمنيتين خاصتين هما شركة سند للحراسة والخدمات الأمنية وشركة الصياد لخدمات الحراسة والحماية التي تدير مجموعة فرعية تعرف باسم "صائدو داعش".
وتعمل شركة سند تحت إشراف مجموعة فاغنر، وهي شركة خاصة للمرتزقة الروس وتقوم بحماية المصالح التجارية الروسية في سوريا، ومن بينها استخراج النفط والغاز والفوسفات.
أما شركة الصياد، فترتبط أيضا بمجموعة فاغنر وهي متهمة "بدورها النشط في تجنيد المرتزقة السوريين للقتال في ليبيا وأوكرانيا".
وقد انتشرت الشركات الأمنية الخاصة، والعديد منها تابع لقوى أجنبية، في سوريا خلال السنوات الماضية.
وفي حين أنه من غير المستغرب رؤية شركات خاصة تؤمن خدمات الحراسة وحماية عمليات نقل الأموال والأفراد، إلا أن تلك الشركات أصبحت في سوريا بوابة تستخدمها الدول والجهات الفاعلة للسعي وراء تحقيق أهدافها.
المرتزقة يغذون الحرب الروسية
وبدأ المرتزقة الروس بالتدفق إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب القوات الروسية بعد غزو روسيا للبلاد في 24 شباط/فبراير.
وقالت مصادر في سوريا إن القوات الروسية المتمركزة في سوريا تتولى عملية تدريبهم ونقلهم.
وذكرت مصادر بمنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة للمشارق أنه جرى في شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل تجنيد 500 عنصر من المرتزقة في سوريا للمشاركة في الحرب في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية.
وتم إرسال المجندين الجدد إلى أوكرانيا على شكل كتائب صغيرة يتألف كل منها من 25 مقاتلا، وذلك عبر قاعدة حميميم الجوية الخاضعة للروس في محافظة اللاذقية.
هذا وساعدت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري القوات الروسية على التعرف على المتطوعين السوريين ذوي الخبرة في القتال داخل المدن والذين كانوا قد حاربوا سابقا في ميليشيات أو قوات مسلحة سورية تحت إشراف ضباط روس.
وأشار مسؤول أوروبي في نيسان/أبريل إلى أن عدد مرتزقة مجموعة فاغنر الذين يدعمون القوات الروسية في أوكرانيا وبينهم عناصر من سوريا وليبيا، يصل إلى 20 ألف عنصر.
وإلى جانب أوكرانيا، يتواجد مرتزقة روسيا في سوريا وفنزويلا والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي وليبيا وتشاد ومدغشقر.
وفي حديث لصحيفة واشنطن بوست مطلع آذار/مارس، ذكر رئيس قيادة العمليات الخاصة في إفريقيا الأدميرال البحري الأميركي ميلتون ساندز، "يأتي عناصر مجموعة فاغنر ليزعزعوا أكثر استقرار البلاد وينهبوا الموارد المعدنية ويكسبوا أكبر قدر ممكن من المال قبل أن يغادروا".
وتابع "يصبح البلد في كل مرة أفقر وأضعف وأقل أمنا".
عدد ضحايا متزايد في أوكرانيا
هذا وقد أصبحت مجموعة فاغنر أكثر استماتة في تجنيد عناصر جدد في ظل تزايد عدد الضحايا في أوكرانيا.
وذكر رئيسا المخابرات الأميركية والبريطانية خلال الأسبوع الجاري أن نحو 15 ألف روسي قتلوا في عملية غزو أوكرانيا التي تدوم منذ 5 أشهر، وقدرا أن الرئيس فلاديمير بوتين قد تكبد خسائر أكثر بكثير مما كان متوقعا.
وفي هذا الإطار، قال رئيس جهاز المخابرات البريطانية إم آي 6 ريتشارد مور يوم الخميس، إن عدد الـ 15 ألف قتيل كان "على الأرجح تقديرا متحفظا" وشكّل "ضربة موجعة" لبوتين الذي كان يتوقع انتصارا سريعا.
أما مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيل بيرنز، فذكر أن الاستخبارات الأميركية قدرت الخسائر الروسية "بنحو 15 ألف قتيل ولربما 3 أضعاف من الجرحى".
ومع ازدياد عدد الضحايا، اتهمت روسيا باستخدام شباب الشرق الأوسط كوقود لحروبها، مكررة المقاربة نفسها التي اعتمدتها سابقا باستخدام المرتزقة في سوريا وبلدان أفريقية متعددة في هجومها على أوكرانيا.
وأشار مراقبون إلى أن هذه الاستراتيجية مصممة للحد من الخطر الذي يتعرض له الجنود الروس وخفض عدد الضحايا الروس من أجل منع حصول أي حالة توتر في الداخل الروسي.
وذكرت المنظمة غير الحكومية سوريون من أجل الحقيقة والعدالة التي سجلت شهادات ومقابلات مع أقارب لمجندين لسوريين أرسلوا إلى أوكرانيا، أن المال يلعب دورا أساسيا في عملية التجنيد.
وأوضحت مصادر أن العديد من السوريين الذين يسجلون أسماءهم للانضمام إلى صفوف المرتزقة هم في الواقع بحاجة ماسة إلى المال، إلا أن سجل روسيا بدفع الرواتب لم يكن موثوقا به بحسب بعض الشهادات ومن المرجح أن تكون هذه هي الحال أكثر فأكثر في المستقبل.