قال مسؤولون إن تفكيك معمل لتصنيع الكبتاغون بتاريخ 16 تموز/يوليو في محافظة المثنى الجنوبية في أول عملية من نوعها، جاء في ظل تنفيذ القوات الأمنية العراقية حملة أوسع نطاقا ضد عصابات تهريب المخدرات.
وجاءت هذه العملية وسط جهود مكثفة لاحتواء ظاهرة انتشار المخدرات ومنع استخدام العراق كنقطة عبور إلى بلدان أخرى في المنطقة.
وقالت السلطات إنها لم تعثر سابقا على مختبرات تنتج المخدرات، علما أنه يتم عادة تهريب هذه الأخيرة من إيران وسوريا إلى العراق.
وذكرت أنه تم في البداية ضبط بعض معدات التصنيع في بغداد.
وتم بفضل جهود استخبارية تعقب ما تبقى منها كما تم اكتشاف المعمل في منزل بمنطقة ريفية قريبة من السماوة مركز محافظة المثنى.
وقال مسؤولون بوزارة الداخلية إن المعمل احتوى على ما يقدر بـ 27 كيلوغراما من المواد الخام المستخدمة في تصنيع حبوب الكبتاغون بالإضافة إلى "أختام خاصة".
وذكر المتحدث باسم الوزارة، اللواء سعد معن، أن قوة مشتركة من المديرية العامة لشؤون المخدرات التابعة للوزارة ووحدة الاستجابة السريعة نفذت العملية الأمنية التي أدت إلى الكشف عن المعمل.
وقال للمشارق إن هذا الاكتشاف غير اعتيادي ذلك أن معظم المخدرات تهرّب إلى العراق، ولا تنتج داخل البلاد.
وأوضح "ثمة من يريدون تحويل العراق إلى بلد يصنّع المخدرات ولا يكتفون بكونه نقطة عبور لهم".
حرب على المخدرات
وقال معن إن عملية الضبط "هي مؤشر مهم على أن القوات الأمنية متيقظة بشكل كامل إزاء نوايا العصابات وتجار المخدرات وتقوم بعمل استخباري ممتاز فتكشف عن مخططاتهم وتحبطها".
وظهر معن إلى جانب مسؤولين آخرين من المديرية العامة لشؤون المخدرات في معمل المخدرات بفيديو نشر على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد عرض هذا الفيديو أكياسا مملوءة بالحبوب والمواد الخام وآلة بدائية لضغط الأقراص.
وذكر معن "نشن حربا على المخدرات وتمكنا من استهداف تجار مخدرات بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها أجهزة الاستخبارت والأمن والقضاء".
وأضاف "نفذنا مؤخرا حملات ناجحة أدت إلى تفكيك عدة شبكات متخصصة في تجارة المخدرات والمؤثرات العقلية، وأخطرها الكريستال ميث والكبتاغون.
وقبل يومين من مصادرة المعمل، أعلنت سلطات مكافحة المخدرات عن اعتقال 3 أفراد ينتمون إلى "أخطر شبكة عالمية لتهريب المخدرات" في محافظة المثنى.
وصادرت مليوني حبة كبتاغون كانت بحوزة الرجال الثلاثة.
ويتم إنتاج الغالبية الكبرى من الكبتاغون بالمنطقة في سوريا ولبنان، ويتم تهريبه إلى السوق الاستهلاكي الأساسي في الخليج عبر الحدود الغربية للعراق.
كذلك، يتم إدخال الكريستال ميث وبعض أنواع المخدرات الأخرى كالحشيش والأفيون أيضا عبر المعابر غير الخاضعة للرقابة على الحدود الجنوبية الشرقية مع إيران.
وتتهم تقارير الجماعات المرتبطة بإيران بإدارة عمل شبكات التهريب والإشراف على صناعة المخدرات وتهريبها.
وتتهمها أيضا باستخدام نفوذها لحماية هذه التجارة غير القانونية نظرا للعائدات الهائلة التي تدرها والتي تستخدم لشراء الأسلحة وتمويل أنشطة إيران في الشرق الأوسط.
ʼإرهاب من نوع آخرʻ
وفي هذا السياق، قال الخبير الأمني فاضل أبو رغيف، إن جهود القوات الأمنية العراقية تتركز اليوم على القضاء على المخدرات، واصفا تجارة هذه المواد بأنها "إرهاب من نوع آخر".
وأوضح أنه تم إطلاق حملات وجهود مكثفة ضد مصادر المخدرات من أجل احتواء انتشارها ومنع استخدام العراق كنقطة عبور إلى بلدان أخرى في المنطقة.
وأشار إلى أن اكتشاف معمل المخدرات في المثنى جاء بسياق الحملة الأمنية المستندة إلى الاستخبارات في العراق في إطار الحرب ضد المخدرات التي تشمل كل الأجهزة الأمنية.
وخلال الأشهر الثمانية الماضية، اعتقلت القوات العراقية نحو 10 آلاف شخص اتهموا بتجارة وتهريب المخدرات خلال عمليات في بغداد والبصرة وميسان ومناطق أخرى، بحسب إحصاءات رسمية.
وبين كانون الثاني/يناير ونهاية حزيران/يونيو، تمت مصادرة إجمالي 600 كيلوغرام تقريبا من المخدرات وغالبيتها من الكريستال ميث والحشيش والكبتاغون.
وقال حسين التميمي المتحدث باسم المديرية العامة لشؤون المخدرات لوكالة الأنباء العراقية في 16 تموز/يوليو، إن كميات المخدرات التي تمت مصادرتها في النصف الأول من العام الجاري هي أعلى من تلك التي تم ضبطها خلال العامين الماضيين.
وأضاف أن عمليات الضبط تعكس "تعزيز الحملة ضد جرائم المخدرات في البلاد"، إضافة إلى نتيجة تحويل خطة عمل مكافحة المخدرات من "عمل خاص بالشرطة إلى عمل استخباري".
ولفت إلى أنها أيضا نتيجة تشكيل فريق عمل لتعقب شبكات المخدرات بالتنسيق مع أجهزة أمنية استخبارية أخرى، بما في ذلك خلية الصقور الاستخبارية.