قالت قوات الأمن العراقية يوم الثلاثاء، 13 حزيران/يونيو، إنها ألقت القبض على تاجر مخدرات وصادرت 44 ألف قرص كبتاغون كان سيتم بيعها في البلاد حيث ارتفع استهلاك المادة المخدرة الشبيهة بالأمفيتامين بصورة كبيرة.
وذكرت القوات المسلحة الأردنية في بيان أن القوات الأردنية في المنطقة العسكرية الشرقية قامت في اليوم نفسه بإسقاط مسيرة كانت تحمل مخدرات، وذلك أثناء محاولتها العبور إلى المملكة من سوريا.
وكانت الحبوب الصفراء التي صودرت في العراق مغلفة بأكياس عليها صورة جمل وطبع عليها "2023"، حسبما قال جهاز الأمن القومي العراقي.
وأضاف أنه تم ضبطها في محافظة نينوى، كما تم إلقاء القبض على مهربها.
يُذكر أن تجارة الكبتاغون قد ازدادت بصورة كبيرة في المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية، وقد أكد جهاز الأمن أن الحبوب التي تمت مصادرتها كانت مرسلة لتباع داخل العراق.
وجاء في البيان أن 20 مهربا آخر اعتقلوا في مداهمات منفصلة في مختلف أنحاء البلاد.
وخلال الأشهر الماضية، نفذت الأجهزة الأمنية العراقية عمليات مصادرة واسعة للمخدرات، في ظل التحديات التي تشهدها البلاد من تجارة واستهلاك للكبتاغون والكريستال ميث، علما أن غالبيتها تتدفق إلى البلاد من إيران.
هذا وتلعب الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني دورا أساسيا في تسهيل عملية تهريب كريستال الميثامفيتامين، وهو مادة مخدرة خطيرة يسهل إدمانها وتدمر الجهاز العصبي.
ويتم أحيانا العثور على آثار منها في الكبتاغون الذي يهرب من سوريا إلى العراق.
والشهر الماضي، قالت القوات العراقية إنها ضبطت 12 مليون حبة من البنزكسول، وهي مادة صيدلانية يتم أخذها أيضا لأغراض غير طبية.
وفي آذار/مارس، صادرت السلطات 3 ملايين حبة كبتاغون عند الحدود مع سوريا التي تعد منتجا أساسيا للمادة المخدرة، وغالبا ما تنقل عبر العراق إلى وجهتها النهائية في دول الخليج.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم جهاز الأمن أرشاد الحكيم إن العراق الذي كان منطقة عبور في الماضي، شهد "على مدى أشهر معدودة" استهلاكا متزايدا للكبتاغون.
وأضاف أنه "بعد أن تم اعتقال تجار الكريستال ميث، بدأ تجار آخرون ببيع الكبتاغون".
وتابع أن "الخروقات الأمنية" على طول الحدود المشتركة بين العراق وسوريا والتي يبلغ طولها 600 كيلومتر تسمح بدخول المخدرات إلى البلاد.
وبحث وزيرا خارجية الدولتين خلال اجتماع عقد في بغداد بمطلع حزيران/يونيو الجهود المشتركة لتأمين الحدود المليئة بالثغرات.
الأردن يسقط مسيرة
وذكرت القوات المسلحة الأردنية في بيان أن القوات الأردنية قامت يوم الثلاثاء بإسقاط مسيرة أثناء محاولتها العبور إلى البلاد من سوريا.
وقال مصدر من القيادة العامة للجيش إنه "تم الكشف عن محاولة عبور الحدود بشكل غير قانوني من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية من قبل قوات حرس الحدود وقد أسقطتها هذه الأخيرة داخل الأراضي الأردنية".
وأوضح المسؤول أن ذلك تم بالتعاون مع أجهزة الأمن العسكري ومديرية مكافحة المخدرات، مضيفا أن الأردن سيواصل التعامل مع التهديدات على حدوده "بكل قوة وحزم".
وذكر المصدر أنه بعد إسقاط المسيرة، ضبطت القوات الأردنية 500 غرام من مادة الكريستال ميث التي كانت تحملها.
وفي 8 أيار/مايو، قتل تاجر مخدرات معروف في غارة جوية بمحافظة السويداء في سوريا بالقرب من الحدود مع الأردن، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن مرعي الرمثان كان يعتبر "أكثر تاجر مخدرات نفوذا في المنطقة وأهم مهرب مخدرات ومن بينها الكبتاغون إلى الأردن".
ونقلت قناة العربية أنه كانت تربطه علاقات وطيدة بإيران وحزب الله اللبناني.
وتم الكشف عن معامل كبتاغون مرتبطة بحزب الله والنظام السوري العام الماضي في السويداء التي أصبحت مركزا لتهريب المخدرات عبر المنطقة.
وأصبحت سوريا نفسها دولة منتجة للمخدرات، علما أن تجارة الكبتاغون التي بلغ حجمها 10 مليارات دولار تفوقت على كل الصادرات الأخرى وتخدم لتمويل نظام بشار الأسد الوحشي.
كذلك، أصبح الأردن ممر عبور لتجارة الكبتاغون.
وقال الجيش الأردني العام الماضي إن تجارة المخدرات من سوريا إلى الأردن أصبحت "منظمة"، فكثف المهربون عملياتهم وباتوا يستخدمون معدات متطورة من بينها المسيرات.
وخلال أول شهرين من عام 2022، قال الجيش إن القوات الأردنية قتلت 30 مهربا وأحبطت محاولات لتهريب 16 مليون حبة كبتاغون من سوريا أي ما يتجاوز الحجم الإجمالي الذي تمت مصادرته خلال العام 2021.
عائق أمام التطبيع مع سوريا
وخلال قمة عقدت في 19 أيار/مايو بمدينة جدة الساحلية في السعودية، رحبت جامعة الدول العربية مجددا بالأسد بعد أكثر من عقد.
ولكن تقف عوائق عديدة أمام التطبيع الكامل للعلاقات، وذلك في ظل تجارة المخدرات التي تشكل إحدى المسائل الشائكة بالنسبة للدول الأعضاء في الجامعة العربية.
وقال الخبير العسكري السعودي منصور الشهري للمشارق إن الحكومات العربية تضغط على سوريا لوضع حد لتهريب المخدرات، وهو "الاختبار الأصعب في عملية التطبيع".
ويعتمد النظام السوري إلى حد كبير على تجارة المخدرات، علما أن شقيق الأسد ماهر الأسد الذي يقود الفرقة الرابعة النظامية ذات السمعة السيئة والمدعومة من روسيا متورط بشكل كبير في تجارة الكبتاغون.
وذكر المحامي السوري المقيم في القاهرة طاهر المصري للمشارق إن الرئيس السوري على علم بكل تأكيد بأعمال شبكة إنتاج وتجارة الكبتاغون.
وأضاف أن الأسد لا يتخذ أي إجراء لوقف هذه الأعمال "لأنه يعي بأنها هي التي تبقيه في الحكم"، مشيرا إلى أن زوال تجارة المخدرات "ستعني زوال حكمه تماما".