أمن

الحرب على تهريب المخدرات مشتعلة في الشرق الأوسط

فريق عمل المشارق

صورة التقطت أثناء جولة نظمها الجيش الأردني تظهر الجنود وهم يقومون بدوريات على طول الحدود مع سوريا لمنع التهريب، وذلك يوم 17 شباط/فبراير. [خليل المزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت أثناء جولة نظمها الجيش الأردني تظهر الجنود وهم يقومون بدوريات على طول الحدود مع سوريا لمنع التهريب، وذلك يوم 17 شباط/فبراير. [خليل المزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]

تتكرر عمليات ضبط المخدرات في منطقة الشرق الأوسط أكثر فأكثر، مع ضبط كميات أكبر منها خلال الأشهر الأخيرة.

وأحبطت السلطات السعودية الأسبوع الماضي محاولة لتهريب أقراص الكبتاغون إلى المملكة، واعتقلت اثنين من المشتبه بهم على خلفية الاشتباه بمشاركتهما في شحنة المخدرات، حسبما أعلنت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك يوم 22 نيسان/أبريل.

ويعد اكتشاف أكثر من 3.7 مليون حبة كبتاغون مخبأة في أعمدة حديدية في ميناء الدمام على الخليج العربي خامس عملية ضبط للمخدرات على الأقل في السعودية هذا العام.

فيوم 1 نيسان/أبريل، صادرت السلطات السعودية أكثر من 1.5 مليون قرص كانت مخبأة في شاحنات في معبر الحديثة مع الأردن.

سفينة سطحية مسيرة من طراز سيل درون إكسبلور والفرقاطة المصرية ئي إن إس الإسكندرية (F911) تعملان في البحر الأحمر دعما لقوة المهام المشتركة 153 التي شكلت مؤخرا. [البحرية الأميركية]

سفينة سطحية مسيرة من طراز سيل درون إكسبلور والفرقاطة المصرية ئي إن إس الإسكندرية (F911) تعملان في البحر الأحمر دعما لقوة المهام المشتركة 153 التي شكلت مؤخرا. [البحرية الأميركية]

وقبل شهر، اعتقلت السلطات ثلاثة مشتبه بتورطهم بنقل 28 ألف حبة كبتاغون في أحد أحياء مدينة جدة على البحر الأحمر.

وفي شباط/فبراير، عثرت السلطات على أكثر من 2 مليون حبة كبتاغون في مينائي جدة وضبا.

وفي كانون الثاني/يناير، ضبطت السلطات أكثر من 3 مليون قرص في جدة.

وقال المتحدّث باسم المديرية العامة لمكافحة المخدرات، الرائد محمد النجيدي، إن "سلطات المملكة أحبطت في السنوات الستة الماضية محاولات لتهريب أكثر من 600 مليون حبة أمفيتامين" قادمة من لبنان وحده.

واتّهمت "ميليشيا حزب الله الإرهابية" بأنّها "المصدر الرئيس لتهريبها وتصنيعها".

تهريب منظم

ووفق مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، يتم تصنيع الكبتاغون في الغالب بلبنان وسوريا.

واستخدم الكبتاغون على نطاق واسع من قبل المقاتلين في الحرب السورية حيث يقاتل حزب الله دعما للنظام في انتهاك واضح لسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية التي يتبعها لبنان.

ووفق إحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية، تم ضُبط أكثر من 25 مليون حبة من الكبتاغون في جميع أنحاء المنطقة منذ بداية العام وحده.

وقال النجيدي "هناك طرق تهريب مختلفة، منها الفواكه والخضروات والإطارات والصخور ومواد البناء والأثاث".

ووفق تقرير جديد لمعهد نيو لاينز، فإن تجارة الكبتاغون في منطقة الشرق الأوسط قد تزايدت بسرعة كبيرة في عام 2021 لتصل إلى أكثر من 5 مليار دولار أميركي.

ويمثل هذا الرقم قفزة مقارنة بتقدير يصل إلى نحو 3.5 مليار دولار أميركي في عام 2020، ولا يعكس إلا قيمة التجزئة للأقراص التي ضبطت العام الماضي، والتي قدرها المعهد بأكثر من 420 مليون.

وفي الأردن، اعترض الجيش منذ بداية العام أكثر من 17 ألف لفة حشيش و17 مليون قرص كبتاغون.

وأوردت بي بي سي يوم 18 نيسان/أبريل، أن هذه الأرقام تقارن بـ 15.5 مليون قرص كبتاغون ضبطت في عام 2021، و1.4 مليون قرص فقط ضبطت في عام 2020.

ويعد الأردن إلى حد كبير ممر عبور إلى أكبر سوق للمخدرات، وهي دول الخليج، ولا سيما السعودية.

وفي مطلع العام الجاري، قتلت قوات حرس الحدود الأردنية 27 مهرب مخدرات أثناء محاولة هؤلاء الدخول بشكل متزامن إلى مواقع مختلفة من سوريا مستغلين تساقط الثلوج.

وأحبطت إدارة مكافحة المخدرات الأردنية أيضا محاولة لتهريب 107 كلغ من الكوكايين مخبأة داخل حاوية في ميناء العقبة أثناء عبورها إلى بلد مجاور، حسبما ذكرت دائرة الجمارك الأردنية يوم 11 نيسان/أبريل.

وحذر الجيش الأردني في شباط/فبراير أن تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن أصبح "منظما"، حيث يقوم المهربون بتكثيف العمليات واستخدام معدات متقدمة، بما فيها الطائرات المسيرة.

وصرح العقيد زياد الدباس للصحافيين أثناء جولة على الحدود أن "أخطر شيء لاحظناه مؤخرا هو وجود جماعات مسلحة إلى جانب المهربين".

وأضاف أن هذه الجماعات "لديها أساليب جديدة، تشبه أساليب الجريمة المنظمة" وتستخدم "مركبات متقدمة ... وأيضا طائرات مسيرة".

الأمن البحري

وفي البحر، تعمل قوات حرس الحدود الإقليمية والقوات البحرية الدولية على ملاحقة هذه التجارة غير القانونية.

وفي هذا الإطار، أحبطت قوات حرس الحدود والشرطة العمانية خمس عمليات تهريب مخدرات على الأقل في نيسان/أبريل وحده، بما في ذلك عملية يوم 7 نيسان/أبريل في منطقة الباطنة قبالة خليج عمان ضبط خلالها 150 كلغ من المخدرات.

وصادرت فرقاطة تابعة للبحرية الملكية البريطانية أكثر من 6 أطنان من المخدرات غير القانونية من سفينة صيد أثناء قيامها بدوريات في المياه الدولية في خليج عمان يوم 2 آذار/مارس.

وكانت الفرقاطة مونتروز إتش إم إس تعمل في إطار فريق المهام المشترك 150، وهو واحد من أربعة فرق مهام تعمل في إطار القوات البحرية المشتركة، وهي شراكة تضم 34 دولة ويقع مقرها في البحرين.

واعترضت الفرقاطة كذلك سفينة صيد بلا جنسية تنقل مخدرات غير قانونية في خليج عمان في أواخر شهر كانون الثاني/يناير. وضبطت 150 كلغ من الهيروين و250 كلغ من مادة الميثامفيتامين و650 كلغ من الحشيش، بقيمة إجمالية بلغت 10 مليون دولار أميركي.

وفي الشهر نفسه، ضبطت الفرقاطة مونتروز أكثر من طن من المخدرات، بقيمة إجمالية تبلغ أكثر من 18 مليون دولار أميركي، من زورق يحمل الهيروين ومادة الميثامفيتامين والحشيش.

ويوم 17 نيسان/أبريل، دشنت القوات البحرية المشتركة رابع فرق مهامها، وهو فريق المهام المشترك 153، الذي سيكون تحت قيادة البحرية الأميركية، على أن يتم تسليم القيادة لاحقا لشريك من الحلفاء في القوات البحرية المشتركة.

وسيركز فريق المهام الجديد اهتمامه على التهديدات في البحر الأحمر، وهو طريق شحن رئيس شهد في الأسابيع الأخيرة موجة من الهجمات التي شنها الحوثيون المدعومون من إيران، وأيضا في خليج عدن.

وأوردت مجلة ديفينس نيوز أن الفريق سيتطرق أيضا للإتجار في البشر وتهريب كلا من المواد القانونية، مثل الفحم، والأسلحة والمخدرات غير القانونية.

هذا وتركز فرق المهام الثلاثة القائمة بالفعل والتابعة للقوات البحرية المشتركة، وهي فرق المهام 150 و151 و152، على الأمن البحري ومواجهة القرصنة والأمن البحري في الخليج، على التوالي.

وكانت جماعة الشباب المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة في الصومال قد استخدمت تهريب الفحم في البحر الأحمر لتمويل هجماتها.

وفي المنطقة أيضا، كان قد تم اعتراض أسلحة رُبطت من قبل البحرية الأميركية ومحللون بإيران، ومن المرجح أنها كانت في طريقها إلى الحوثيين.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

اكيد

الرد