عدالة

عُمان تضبط شبكة تهريب دولية للكبتاغون بدعم من السعودية

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

حارس أمن ينشر لافتات إعلامية في مركز رشد التخصصي للإرشاد الأسري في الرياض بتاريخ 15 حزيران/يونيو. وتتم في العيادة الخاصة علاج المدمنين على المخدرات.

حارس أمن ينشر لافتات إعلامية في مركز رشد التخصصي للإرشاد الأسري في الرياض بتاريخ 15 حزيران/يونيو. وتتم في العيادة الخاصة علاج المدمنين على المخدرات.

مسقط -- أعلنت عُمان يوم الخميس، 22 حزيران/يونيو، عن تفكيك شبكة تهريب مخدرات وضبط أكثر من 6 ملايين حبة كبتاغون خلال مداهمة نفذتها شرطة عُمان السلطانية بالتعاون مع السعودية.

وقالت وكالة أنباء عُمان الرسمية إن الشرطة تعقبت ونصبت كمينا "بالتعاون مع السلطات السعودية لشبكة دولية تهرب كميات كبيرة من المخدرات والمؤثرات العقلية".

وأشارت إلى أن الشبكة تهرب المخدرات عبر الحدود البرية والبحرية.

وذكرت أنه "تم ضبط 6 ملايين حبة كبتاغون خلال العملية"، لافتة إلى أن المخدرات كانت قد خزنت في مخابئ عدة وكان من المقرر تصديرها.

ضباط من المديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية يقومون في 1 آذار/مارس 2022 بفرز أقراص الكبتاغون التي تم ضبطها خلال عملية خاصة في جدة. [فايز نورالدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

ضباط من المديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية يقومون في 1 آذار/مارس 2022 بفرز أقراص الكبتاغون التي تم ضبطها خلال عملية خاصة في جدة. [فايز نورالدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 27 تموز/يوليو تظهر فيها أكياس من حبوب كبتاغون تم ضبطها، وذلك في مقر الشرطة في بلدة كفر شيما اللبنانية جنوبي بيروت. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 27 تموز/يوليو تظهر فيها أكياس من حبوب كبتاغون تم ضبطها، وذلك في مقر الشرطة في بلدة كفر شيما اللبنانية جنوبي بيروت. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

وتابعت أن "طريقة التمويه التي اعتمدها المهربون كانت ذكية، ولكن الرقابة الأذكى التي نفذتها إدارة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية التابعة لشرطة عُمان السلطانية والسلطات السعودية أدت إلى إحباط عملية التهريب".

وكانت الكمية المضبوطة كبيرة بالنسبة لعُمان التي تعلن عادة عن عمليات ضبط أصغر بكثير، رغم أن القوات البحرية الدولية تقوم بصورة دورية بمصادرة كميات هائلة من المخدرات بما في ذلك الهيروين من على متن قوارب في خليج عُمان.

وأظهر فيديو نشرته الشرطة على مواقع التواصل الاجتماعي ضباطا وهم يفرغون أكياسا بلاستيكية معبأة بحبوب الكبتاغون من علب كرتونية بيضاء ومستوعبات بلاستيكية دائرية الشكل.

ولم تحدد السلطات العمانية وجهة شحنة المخدرات، ولكن السعودية المجاورة تعتبر أكبر سوق لمادة الأمفيتامين.

يُذكر أن الغالبية العظمى من الكبتاغون الموجود في المنطقة يتم إنتاجها في سوريا ولبنان ويتم تهريبها إلى سوقها الاستهلاكي الأساسي في الخليج، علما أن الاسم كبتاغون مشتق من مادة مخدرة مشروعة كانت تستخدم لمكافحة الخدار.

وأصبحت سوريا رائدة عالميا في إنتاج الكبتاغون ويتم تهريب الكثير منه عبر لبنان بواسطة حزب الله الذي هو حليف النظام السوري.

كما أن الدائرة المقربة من بشار الأسد متورطة حتى العظم في التجارة غير القانونية وتمكّن وتسهّل عملية تحقيق أرباح طائلة عبر تصنيع وتهريب الكبتاغون وغيره من المخدرات عبر المنطقة.

حرب المملكة على المخدرات

وتحركت السعودية بعد أن أصبحت سوقا رئيسيا للكبتاغون، فتراجعت عن قرار وقف عقوبة الإعدام في قضايا المخدرات وشنت حملة واسعة أدت إلى زيادة كبيرة في الاعتقالات.

وتقوم المملكة بشكل دوري بالإعلان عن عمليات ضبط حبوب الأمفيتامين من دون تحديد ما إذا كانت كبتاغون أو مواد مخدرة أخرى.

وقال تاجر مخدرات سعودي يبلغ من العمر 37 سنة وطلب أن يعرّف باسم ابراهيم، إنه أجبر على التحرك بحذر أكبر في ظل تكثيف المملكة حربها ضد المخدرات ومكافحتها موجة تدفق الكبتاغون من سوريا ولبنان.

وذكر من مدينة جدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر لوكالة الصحافة الفرنسية أن العديد من عملائه اعتقلوا خلال الأسابيع الماضية، بحيث تمت مصادرة عدد من شحنات المخدرات الضخمة أثناء دخولها المملكة.

وقتل ما لا يقل عن ضابطي أمن سعوديين خلال عمليات ضبط المخدرات مؤخرا، منهما ضابط قتل الأسبوع الماضي، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية.

وقال ابراهيم الذي يبيع الكبتاغون والحشيش بشكل أساسي "اعتقل مؤخرا العديد من عملائي في مجمع خاص. لم يحصل ذلك سابقا أبدا".

وذكر مسؤول أمني أن أعمال العنف التي يرتكبها مستهلكو المخدرات دفعت بالسلطات إلى شن الحملة.

وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول للتواصل مع الصحافة، إن هذه الأعمال شملت حالة حصلت مؤخرا حيث قتل مدمن على المخدرات والديه عبر سكب الوقود وإضرام النار عليهما.

استهداف التجار والمستخدمين

وفي مختلف أنحاء جدة، تحث لافتات نشرت على جانب الطرقات المواطنين على الإبلاغ عن أية أنشطة مرتبطة بالمخدرات للسلطات.

وفي حين أن حملات مكافحة المخدرات السابقة استهدفت شحنات مهربة، تستهدف المبادرة الأخيرة التجار والمستخدمين في البلاد.

وفي هذا السياق، قالت كارولين روز من معهد أبحاث نيولاينز "في العام الماضي أو العامين الماضيين، شهدنا زيادة في الاعتقالات بالداخل واستخدام عقوبة الإعدام (في قضايا المخدرات)".

وذكرت أن التحول من عمليات الضبط الحدودية إلى اعتقال التجار يعود جزئيا إلى "تركيز على القضايا الأمنية المرتبطة بالكبتاغون واعتراف بمدى تعقيد بعض هذه الشبكات".

وتهدف الحملة أيضا إلى إبعاد المخدرات عن أيادي الشباب السعودي في بلد 51 في المائة من سكانه البالغ عددهم 32.2 مليون نسمة هم تحت سن الـ 30.

وذكر المحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي أن "السعودية تنفذ مشروعا اقتصاديا ضخما... والشباب هم نواة هذا المشروع".

ارتفاع نسبة الإدمان

وباتت تظهر تداعيات تفشي المخدرات مع وجود أكثر من 200 ألف مدمن في السعودية، بحسب أرقام وزارة الصحة التي نشرتها وسائل الإعلام المحلية.

وقال حمد الشيحان من مركز رشد التخصصي للإرشاد الأسري إن عددا أكبر من الأشخاص يسعون وراء العلاج من الإدمان، لا سيما بسبب خوفهم من الاعتقال.

وذكر مدير قسم العلاج من مكتبه حيث كان ينتظر ما لا يقل عن 10 شبان، "بعد الحملة الأخيرة ارتفعت الأعداد في المركز".

وأوضح "نستقبل حاليا ألف شخص بالشهر مقارنة بمائة شخص فقط سابقا".

وقال إن الكبتاغون وغيرها من المخدرات الشبيهة بالأمفيتامين هي من الأكثر استهلاكا في المملكة. وذكر أن أعمار غالبية مرضاه تتراوح بين 17 و21 سنة ونصفهم من النساء.

وأشار العقيلي إلى أنه إذا كان مرضى الشيحان يخشون فعلا الاعتقال، فهذا يعني أن الحملة ناجحة.

وتابع أن "الرسالة مفادها أنك إذا لم تكن تخاف على صحتك، فستخاف من الحكومة".

والشهر الماضي، حذر وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف التجار والمهربين مؤكدا أنهم لن يتمكنوا من الهروب.

وقال "لا نزال في بداية الحملة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500