قوة مهام بحرية فاعلة في وجه عصابات المخدرات

فشلت سفينتا صيد غادرتا ميناء شهبار الإيراني في منتصف أيار/مايو وعلى متنها شحنات ضخمة من المخدرات الفتاكة، في الوصول إلى وجهتها النهائية بفضل تيقظ قوة مهام دولية.

فأثناء عبور السفينتين خليج عُمان بتاريخ 8 و10 أيار/مايو، تم اعتراضهما من قبل سفينة استجابة سريعة تابعة لخفر السواحل الأميركي وتعمل تحت مظلة قوة المهام المشتركة 150.

وتعد قوة المهام المشتركة 150 واحدة من أصل 4 قوى مهام تديرها القوات البحرية المشتركة، وهي تحالف بحري مؤلف من 34 عضوا. وتركز على مكافحة الإرهاب والمخدرات، وقد حققت نتائج ملحوظة.

وخلال عملية الاعتراض التي نفذت في 10 أيار/مايو، قام فريق من سفينة الاستجابة السريعة التابعة لخفر السواحل الأميركي غلين هاريس بضبط 1964 كيلوغراما من الهيروين بقيمة 80 مليون دولار، وقد شارك في وقت لاحق صورة تظهر أكياسا مكدسة من المخدرات تصل حتى حافة السفينة.

وقبل يومين من ذلك، قام فريق من السفينة هاريس بضبط مخدرات من نوع الهيروين والميثامفيتامين المعروف عادة باسم الكريستال ميث بقيمة 30 مليون دولار، وكانت هذه المواد على متن سفينة صيد أخرى كانت قد غادرت من الميناء نفسه في إيران.

وفي اليوم نفسه، ضبطت فرقاطة من البحرية الملكية البريطانية تعمل أيضا تحت مظلة قوة المهام المشتركة 150، 3000 كيلوغرام من الحشيش بقيمة 6 ملايين دولار من على متن سفينة صيد كانت تعبر بحر العرب.

وفي 19 نيسان/أبريل، قامت سفينة حربية داعمة لقوة المهام المشتركة 150، بضبط 507 كيلوغراما من الهيروين بقيمة سوقية إجمالية بلغت 23 مليون دولار، وذلك على متن سفينة صيد كانت تعبر المياه الدولية في المحيط الهندي.

وفي 21 نيسان/أبريل، اعترضت مدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس بول هاميلتون قارب صيد كان يعبر خليج عُمان، فصادرت ميثامفيتامين وحشيش بقيمة 42 مليون دولار.

وقبل مصادرة البحرية الأميركية وخفر السواحل الأميركي السفينة، حاول 5 مهربين كانوا على متنها التخلص من 50 كيسا من الميثامفيتامين يزن كل منها 35 رطلا (15.9 كيلوغراما) عبر رميها في البحر.

وتم انتشال بعض هذه الأكياس.

وعرّف أفراد طاقم السفينة عن نفسهم بأنهم مواطنون إيرانيون.

وفي هذا السياق أيضا، قام فريق من سفينة استجابة سريعة تابعة لخفر السواحل الأميركي بضبط 1350 كيلوغراما من الحشيش و276 كيلوغراما من حبوب الميثامفيتامين على متن قارب صيد في بحر الحرب، وبلغت القيمة الإجمالية لهذه المخدرات 20 مليون دولار.

وحتى اليوم خلال العام الجاري، صادرت القوات البحرية الداعمة لقوة المهام المشتركة 150 مخدرات بقيمة سوقية إجمالية تقدر بأكثر من 250 مليون دولار.

ومنذ العام 2021، ضبطت القوات البحرية المشتركة أكثر من مليار دولار من المخدرات أثناء إجراء دوريات في المياه الدولية عبر الشرق الأوسط.

تركيز على الأمن البحري

ويقع مقر قوة المهام المشتركة 150 في المنامة بالبحرين وتخدم الشرق الأوسط منذ العام 1991، وتتم إدارتها بالتناوب من قبل القوات البحرية المشاركة علما أنها حاليا بقيادة البحرية الملكية البريطانية.

وشملت الدول المشاركة فيها أستراليا وكندا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا ونيوزيلندا وباكستان وإسبانيا والسعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وحتى آذار/مارس 2023، تولت قيادة قوة المهام المشتركة 150 كل من باكستان وفرنسا والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا والسعودية وهولندا وإسبانيا وإيطاليا.

وتتمثل مهمتها بتعطيل أنشطة التنظيمات الإجرامية والإرهابية عبر تقييد حرية تحركها في المجال البحري، أثناء نقلها العناصر أو الأسلحة أو الفحم والمخدرات المدرة للعائدات.

وتركز قوة المهام على الأمن البحري خارج الخليج العربي والبحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي وخليج عُمان، فتضمن إمكانية عبور حركة الشحن التجارية المشروعة بحرية في المنطقة بعيدا عن أي تهديدات من جهات غير حكومية.

وتشكل هذه المنطقة شريانا حيويا للتجارة العالمية، وتضم آلاف عمليات الشحن سنويا بما في ذلك نقل ما يزيد عن 27 مليون برميل من النفط.

وتشمل بوابات لـ 3 ممرات مائية ضيقة من الضروري أن تعبرها السفن بين خطين ساحليين، هي مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس.

يُذكر أن الأرباح الناتجة عن تجارة المخدرات التي ازدهرت منذ اندلاع الحرب في اليمن استخدمت لتمويل الأنشطة الإرهابية في شرق إفريقيا واليمن ودعم الحوثيين المدعومين من اليمن.

وفي ظل تعاون الدول الشريكة في قوة المهام المشتركة 150 من أجل منع الأنشطة غير المشروعة، باتت المياه الإقليمية أكثر أمانا للسفن التجارية، وأكثر خطرا بكثير في المقابل للتنظيمات المتورطة في أنشطة عدائية أو غير مشروعة.