بيروت - نشر وسيم بديع الأسد صورة جمعته بأحد أباطرة المخدرات في لبنان نوح زعيتر والضابط في الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري محمد زعرور المتورط إلى حد كبير بتجارة المخدرات، وأرفقها بتعليق "أحلى إخوة".
كذلك، نشر الأسد وهو ابن عم الرئيس السوري ومتهم من الكثيرين بتحويله سوريا إلى دولة مصنّعة للمخدرات، مؤخرا صورة اللقاء الثلاثي الذي جرى يوم 17 كانون الثاني/يناير في فندق الشيراتون بدمشق على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفاد موقع بلدي نيوز بأن الصورة تقدم دليلا إضافيا على أن النظام السوري وشبكات حزب الله تقوم بتوزيع الكبتاغون بواسطة أقارب بشار الأسد علما أن شقيقه ماهر يتولى قيادة الفرقة الرابعة، وبواسطة عناصر حزب الله.
وأشار الموقع إلى أن زعيتر زار مرارا وعلنا مناطق معينة من سوريا كالزبداني وبلودان واللاذقية والقرداحة، وهو مطلوب للأجهزة الأمنية اللبنانية.
ويبدو جليا أنه صديق لنظام الأسد، وذهبت وسائل الإعلام الموالية للنظام في سوريا حتى إلى حد وصفه بأنه "حليف جدير بالاحترام".
وتعليقا على صورة "الإخوة"، قال محللون لبنانيون للمشارق إنها تثبت أن النظام السوري وحزب الله حولا سوريا إلى دولة مصدرة للمخدرات.
وذكروا أنه من الواضح أن نوح زعيتر الفار من العدالة والمطلوب من الإنتربول لتورطه في زراعة الحشيش والإتجار به في لبنان، هو "حليف أساسي" في زراعة وتصنيع المخدرات نظرا لخبرته الطويلة في هذا المجال.
وفي حديثه للمشارق، اعتبر المدير التنفيذي للمؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان (لايف) نبيل الحلبي، أن "صورة زعيتر مع وسيم الأسد تعكس استراتيجية النظام وحزب الله".
وأضاف أن زعيتر هو أبرز بارونات المخدرات المطلوبين في لبنان، مشيرا إلى أنه "حول سوريا إلى دولة مصدرة للمخدرات، ولا سيما الكبتاغون.
وكشف الحلبي أن "لنوح شركاء في مصانع المخدرات في سوريا، ويدير عملياته المنظمة العابرة للحدود بين البلدين باستخدامه المعابر غير الشرعية الخاضعة لحزب الله".
واعتبر أن قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا لعام 2019 (قانون قيصر) "دفع بالنظام مع شريكه حزب الله إلى التحايل على العقوبات".
وأوضح "لقد فعلوا ذلك بتحويل اقتصاد سوريا لاقتصاد أسود بتجارته بالمخدرات والبشر والأعضاء البشرية عبر نافذين من الفرقة الرابعة وحزب الله".
المؤتمنون على تهريب المخدرات
ومن جانبه، أوضح منسق جنوبيون للحرية حسين عطايا للمشارق أن "نوح زعيتر هو الرجل الأول بزراعة الحشيشة وتجارة المخدرات بلبنان، وطور زراعته بعد العام 2014 كشريك لحزب الله والفرقة الرابعة".
وقال إن زعيتر اتخذ من منطقة القصير في ريف حمص الشمالي مقرا لزراعة الحشيشة وتجارتها، كونها أراض صالحة للزراعة وخاضعة لسيطرة حزب الله والفرقة الرابعة.
وأضاف عطايا أنه "أنشأ ورشا صغيرة لصناعة الكبتاغون"، لافتا أن زعيتر "يعتبر من الحلفاء المخلصين لنظام الأسد ومن المقربين لماهر الأسد".
وتابع أنه كونه حليفا للنظام السوري الذي بات اليوم يستخدم تصنيع وتجارة الكبتاغون كمصدر دخل رئيسي، "يتمتع [زعيتر] بحماية قوية" إذ يعتمد النظام عليه بشكل كبير لتوفير المال.
ومن جهته، أكد مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني للمشارق، أن "المنبع الأساسي لشبكات ترويج الكبتاغون والمخدرات هو حزب الله الذي نقل صناعته وزراعته للمخدرات لسوريا".
وتابع "باتت الشراكة بينه والنظام السوري عضوية وبنيوية تدر عليهما أرباحا كبيرة"، مضيفا أن "هذه الشراكة بين نوح زعيتر وحزب الله والنظام السوري" تعد أساسيا في هذه العمليات.
حملة للقضاء على المخدرات
هذا وبذل لبنان ودول أخرى في المنطقة ولا سيما السعودية، جهودا كبيرة لمكافحة المخدرات وضبط الشحنات في مختلف الموانئ البحرية والمعابر الحدودية البرية.
وقال عبد الغني إن "استمرار محاولات تهريب المخدرات للخليج برغم ضبط بعضها، هو مؤشر على شراكة النظام وحزب الله وما يملكان من شبكة توزيع وتهريب واسعة".
ورأى مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسان قطب أنه في هذه الأثناء، أضعفت العقوبات الأميركية على إيران قدرة هذه الأخيرة على تمويل أذرعها في المنطقة.
وأكد أن حزب الله والنظام السوري بشكل خاص، "يعتمدان كليا على الدعم الإيراني".
وأضاف أنه "في هذه الأثناء، أثر الحصار الأميركي على مسارب التهريب والتبييض والتجارة غير الشرعية التي يديرها حزب الله بأميركا اللاتينية وأفريقيا، على إمكانات الحزب المالية".
وختم قائلا "فباتت تجارة المخدرات البديل للدعم المالي الإيراني".
ما دمتم تكافحون المخدرات، ولديكم القوة المناسبة، لماذا لاتقصفون معامل المخدرات؟!
الرد1 تعليق