قال مسؤولون سعوديون إن السعودية كثفت جهودها من أجل وقف تهريب المخدرات غير القانونية والحبوب المخدرة من لبنان وسوريا، حيث يقع مقر صناعة المخدرات التابع لحزب الله.
وتم خلال الأشهر الماضية ضبط كميات كبيرة من الكبتاغون، وهو منشط من نوع الأمفيتامين انتشر على نطاق واسع خلال الحرب بسوريا، أثناء دخولها إلى موانئ المملكة بعد إخفائها بداخل مختلف أنواع الشحنات.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن أخر عملية ضبط لمثل هذه الشحنات حصلت في 22 تموز/يوليو، عندما اكتشفت السلطات السعودية نحو 15 مليون حبة كبتاغون في ميناء جدة المطل على البحر الأحمر.
وأشارت الوكالة إلى أن الحبوب وجدت "مخبأة في آلة مصممة لتصنيع الكتل الخرسانية"، وذلك في شحنة تجارية كانت مرسلة من الخارج.
كما نفذت عمليات ضبط كبرى أخرى لحبوب كبتاغون بالمملكة في حزيران/يونيو ونيسان/أبريل.
وفي هذا السياق، قال المحلل العسكري السعودي منصور الشهري إن منظومة المراقبة البحرية للمملكة، والتي تضم هيئات كخفر السواحل والسلطات الجمركية، نجحت في مكافحة تهريب المخدرات.
وذكر أن ذلك يتم "على الرغم من صعوبة المراقبة الدقيقة لكل السواحل بسبب المسافات البحرية الشاسعة، بالإضافة إلى التفنن بطرق التهريب من فواكه وخضار ومعدات".
جهود متواصلة لمنع تهريب المخدرات
وأشار إلى أن الشحنات القادمة من لبنان أو سوريا حيث يدير حزب الله صاعة المخدرات غير القانونية، أصبحت محط شبهات ويتم تفتيشها بصورة دقيقة للتأكد من خلوها من المخدرات.
ولكن الشهري ذكر أن عمليات التهريب ليست جميعها منظمة وبكميات كبيرة، بل يتم إلقاء القبض بصورة منتظمة على مهربين يحاولون إدخال كميات متواضعة من المخدرات بطرق بدائية.
ولفت إلى أن السعودية قد نجحت في كشف وضبط ملايين الحبوب المخدرة بفضل الخبرات المتراكمة لمسؤوليها الأمنيين.
وقال إنه تم تزويد هيئة الزكاة والضريبة والجمارك ومكتب المخدرات وخفر السواحل "بأحدث الأجهزة والتقنيات للكشف على جميع الشحنات التي تدخل المملكة".
وأكد على أهمية دور وحدات الكلاب البوليسية.
ولكن رغم كل الجهود، دخلت بعض كميات الكبتاغون إلى المملكة.
حزب الله يعزل لبنان
وبدوره، قال سامي غيط الباحث في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية للمشارق إن حزب الله يضع مصالحه المادية والاستراتيجية فوق أي اعتبار، بما في ذلك مصلحة الشعب اللبناني.
وأوضح أن لبنان الذي يعاني من أزمة اقتصادية حادة، بحاجة إلى مساعدات مالية عاجلة من دول الخليج، ولكن تتخذ معظم هذه الدول مواقف معادية لحزب الله لأسباب منها تدفق المخدرات إليها من لبنان.
وأشار إلى أن العديد منها وضع شروطا مقابل الاستثمار وتقديم المساعدات للبنان، متهما حزب الله بمواصلة عزل لبنان ودفعه أكثر إلى أحضان الحرس الثوري الإيراني.
وتابع أن تهريب المخدرات يشكل مصدر دخل أساسيا للحزب المدعوم من إيران، وتحدثت معلومات عن وصول حجم هذه التجارة إلى 5 مليارات دولار في السنة..
وأضاف أن جهود تعطيل أنشطة تهريب المخدرات التي ينفذها حزب الله في المنطقة، من شأنها إضعاف الحزب والحد من هيمنته وأنشطته المعادية.
ومن جهته، اعتبر جمال النخيفي الرائد في الشرطة السعودية أن أنشطة تهريب المخدرات التي ينفذها حزب الله هي تهديد لدول المنطقة.
وتابع أن التهريب يستخدم من قبل وكلاء الحرس الثوري في إيران من أجل زعزعة الاستقرار وتسهيل عملية التوغل، "وهذا ما نراه يحصل فعلا في لبنان وسوريا والعراق واليمن".
ولفت النخيفي إلى أن السلطات الأمنية السعودية تواجه عمليات تهريب المخدرات داخل البلاد، وعند المعابر البرية والموانئ البحرية.
وذكر أن بلاغات قدمها مواطنون ساعدت في الجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة السعودية لكشف تجار المخدرات داخل المملكة واعتقالهم، وهو ما يشير إلى ارتفاع درجة الوعي المجتمعي في السعودية.