أكد مسؤولون في السعودية أن السلطات المحلية تشن حربا على شبكات تهريب المخدرات والإتجار بها، وقد نجحت في ضبط كميات كبيرة من الحبوب المخدرة غير المشروعة بفضل عمليات المراقبة المتواصلة وبلاغات المواطنين.
وأضافوا أن الكمية الكبيرة من المخدرات التي تمت مصادرتها في العمليات الأخيرة تثبت أن من يدير التهريب هو "جهة نافذة" وليس مجموعات أو عصابات صغيرة، وذلك في إشارة إلى الحرس الثوري الإيراني باعتباره المسؤول الأساسي.
ونتج عن التنسيق بين المديرية العامة لمكافحة المخدرات وهيئة الزكاة والضرائب والجمارك أكثر العمليات شمولية وأهمية حتى الآن في إطار معركة القضاء على المخدرات.
وذكر مسؤولون سعوديون في 1 أيلول/سبتمبر أنه أثناء سير العمليات الروتينية لمكافحة المخدرات، تعقب عناصر الأمن شاحنة محملة بالمخدرات إلى حين وصولها إلى الميناء الجاف في الرياض.
وأقدمت قوات الأمن في المحطة على إلقاء القبض على المهربين وهم 6 سوريين و2 باكستانيين، كما صادرت ما يقارب 47 مليون حبة أمفيتامين كانت مخبأة في الشاحنة داخل شحنة طحين.
وفي 26 تشرين الأول/أكتوبر، قالت المديرية العامة لمكافحة المخدرات إنها أحبطت محاولة لتهريب أكثر من 68 طنا من القات وطن ونصف من الحشيش وأكثر من 153 ألف حبة من مادة غير محددة.
كذلك في 19 تشرين الأول/أكتوبر، أحبطت السلطات السعودية محاولة أخرى لتهريب 4 ملايين حبة أمفيتامين تقريبا إلى المملكة.
وقال المتحدث باسم المديرية العامة لمكافحة المخدرات محمد النجيدي إن الحبوب المخدرة التي تم ضبطها كانت مخبأة داخل شحنة من الفلفل.
ومن جانبه، ذكر الرائد جمال النخيفي من الشرطة السعودية، أنه بالإضافة إلى تتبع شبكات توزيع المخدرات في الداخل، تنفذ المديرية العامة لمكافحة المخدرات عمليات رصد ومراقبة على مدار الساعة لتتبع تهريب المخدرات إلى المملكة.
وأوضح النخيفي أن المواطنين السعوديين يتواصلون بانتظام مع الحكومة لتقديم بلاغات عن تجار المخدرات والأنشطة المشبوهة الأخرى عبر خط الهاتف الساخن المخصص لمكافحة المخدرات (995) أو عبر البريد الإلكتروني [email protected].
وأضاف أن الجهات الحكومية تعمل بناء على هذه البلاغات، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تعكس وعي المجتمع بشأن هذه القضية.
عمليات تهريب مدارة من الحرس الثوري الإيراني
وتابع النخيفي أنه بالإضافة إلى تهريب الأسلحة، تورط الحرس الثوري الإيراني ووكلاؤه في تهريب المخدرات إلى المملكة والمنطقة.
وقال "من واجب كل مواطن سعودي المشاركة في تقديم البلاغات نظرا لما تسببه هذه المواد من انعكاسات سلبية على صحة من يتعاطاها ولأن تواجدها في البلاد يعد مشكلة خطيرة".
وأردف أن المسؤولين السعوديين يكافحون تهريب وتوزيع جميع أنواع المواد المخدرة بما في ذلك القات والحشيش والأدوية المخدرة التي يمكن أن تؤدي إلى الإدمان.
ومن جهته، قال الخبير العسكري السعودي منصور الشهري إنه يتم إحباط محاولات تهريب المخدرات إلى البلاد بشكل شبه يومي.
ولفت إلى أن "كميات المخدرات المضبوطة كبيرة جدا".
وأشار إلى أن الشحنة المؤلفة من 47 مليون حبة أمفيتامين التي تم ضبطها، تؤكد على أن عمليات التهريب ليست مدارة من قبل "مهربين صغار أو حتى عصابات، بل تتعلق بوقوف جهة كبيرة وراءها".
وأضاف الشهري أن التقارير والتحقيقات التي تجريها دول الخليج تظهر أن المخدرات تهرب إلى السعودية من سوريا ولبنان من قبل الحرس الثوري وأذرعه في المنطقة وعلى رأسهم حزب الله اللبناني.
وتابع "يبدو أن الحرس الثوري الإيراني يحاول ضرب المجتمع السعودي بالمخدرات" في ظل محاولاته الفاشلة بتهديد الأمن وشن هجمات بالطائرات المسيرة.
وأكد أنه للتصدي لذلك، هناك تنسيق عالي المستوى بين الأجهزة الأمنية السعودية التي تتحرى عن أي معلومة يقدمها المواطنون ولو كانت صغيرة، وتتتبعها للوصول إلى شبكات التهريب الأكبر.
حرب متواصلة ضد المخدرات
وأشار الشهري إلى أن الحكومة السعودية أحبطت غالبية محاولات التهريب الأخيرة عن طريق البر أو البحر، في حين تكبد الحرس الثوري تكاليف باهظة لأفعاله في وقت هو بالفعل في وضع اقتصادي ضعيف.
وأردف أنه لهذه الأسباب، من المرجح أن يتراجع عدد عمليات مكافحة تهريب المخدرات، إذ سيتم احتواء التهريب نفسه.
أما فاضل الهندي المشرف في مركز البحوث الإنسانية والاجتماعية التابع لجامعة الملك عبد العزيز، فقال إن نجاح القوات الأمنية في المملكة يؤكد على جديتها في حربها ضد المخدرات.
وأكد للمشارق أن "الأمر الآخر الجيد هو التفاف المواطنين حول القوى الأمنية وتحولهم إلى أعين وآذان لها في معظم مناطق المملكة"، مشيرا إلى أن هذا الأمر ساعدها في اختراق حلقات التهريب.
وختم قائلا إن "ما يتم تهريبه ليس مجرد بضائع مهربة للإفلات من الجمارك، بل هو مواد تصيب فئة الشباب، ولذلك يعتبرها الجميع تهديدا للمجتمع برمته".