حقوق الإنسان

طاجكستان تعيد أكثر من مائة من مواطنيها من مخيمات سوريا إلى ديارهم

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

طفل ينظر من حافلة نقل مليئة بالنساء والأطفال من عائلات مقاتلي داعش بعد تسليمهم من قبل السلطات الكردية في سوريا إلى طاجكستان في عام 2022. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

طفل ينظر من حافلة نقل مليئة بالنساء والأطفال من عائلات مقاتلي داعش بعد تسليمهم من قبل السلطات الكردية في سوريا إلى طاجكستان في عام 2022. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

دوشنبه، طاجكستان -- أعلنت وزارة الخارجية الطاجيكية يوم الأحد، 21 أيار/مايو، أن طاجكستان أعادت إلى البلاد عددا إضافيا من النساء والأطفال بلغ 104 أفراد من سوريا، حيث تم تجنيد مئات مواطنيها في جماعات متطرفة.

وقال المتحدث باسم الوزارة إن المجموعة ضمت 31 امرأة و73 طفلا، إلى جانب "5 مواطنين من كازخستان، هم أم وأطفالها الأربعة، بطلب من السلطات الكازاخستانية".

وغالبية الأجانب المحتجزين في المخيمات التي يديرها الأكراد في شمالي شرقي سوريا هم من زوجات وأطفال المقاتلين الذين جندوا من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وسافر الرجال إلى سوريا والعراق للقتال لصالح داعش إلى جانب آلاف المقاتلين الأجانب الآخرين الذين جُندوا بفعل الجهود الدعائية للتنظيم.

وقتل الكثير منهم هناك، فتركوا وراءهم أرامل علقن مع أطفالهن في سوريا حيث يواجهون سلسلة من المشاكل.

وفي تموز/يوليو الماضي، سلمت الإدارة الكردية في شمالي وشرقي سوريا 146 امرأة وطفلا من طاجكستان مرتبطين بعناصر من داعش، وذلك في أول عملية من نوعها لإعادة المواطنين إلى الدولة السوفيتية السابقة.

وأشارت حكومة طاجكستان إلى أنه في مطلع أيار/مايو، كان لا يزال هناك ما يقدر بـ 600 امرأة وطفل طاجيكي في العراق وسوريا.

ويتم احتجاز الغالبية في سوريا بمخيمين مكتظين ومليئين بالجرائم في محافظة الحسكة شمالي شرق البلاد، هما الهول وروج.

وتأتي مساعي إعادة المواطنين إلى البلاد وسط أعمال عنف متواصلة مرتبطة بمتطرفين متواجدين داخل المخيمين وتقارير عن قيام داعش بتجنيد الشباب فيهما.

وفي العام الماضي، أطلقت قوات سوريا الديموقراطية (قسد) وقوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) حملة واسعة لملاحقة خلايا داعش في الهول في أعقاب موجة من أعمال القتل والخطف داخل المخيم.

واكتشفت القوات الأمنية أن خلايا داعش كانت تستخدم الخيم في المخيم من أجل تدريب الأطفال على حمل الأسلحة واستخدامها ومن أجل نشر الفكر الإرهابي.

وتم العثور على أدوات تعذيب، إضافة إلى عبوات ناسفة وهواتف وأجهزة كمبيوتر محمولة كانت تعود إلى التنظيم.

واستخدمت بعض الخيم كـ"محاكم شرعية"، حيث كان يتم احتجاز السكان المعارضين لداعش وتعذيبهم على يد متطرفين.

مناشدات متكررة لإعادة المواطنين إلى ديارهم

وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش، يتجاوز عدد المحتجزين في المخيمات والسجون في شمالي شرقي سوريا 41 ألف مواطن أجنبي وغالبيتهم تحت سن الـ 12 سنة، وهم محتجزون على خلفية روابط بتنظيم داعش.

وقد أطلقت السلطات الكردية مناشدات متكررة للدول لإعادة مواطنيها إلى ديارهم، ولكن لم تسمح الحكومات الأجنبية إلا بعودة مجموعة قليلة خوفا من تهديدات أمنية وردود فعل سياسية داخلية.

وجعلت الولايات المتحدة أيضا من هذا الملف أولوية.

وفي بيان صدر بتاريخ 23 آذار/مارس وهي الذكرى الرابعة لهزيمة داعش على الأرض في سوريا، أعادت وزارة الخارجية الأميركية تأكيد التزامها بإيجاد ودعم الحلول لعشرات الآلاف من المعتقلين الذين لا يزالون محتجزين في الهول وروج.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان بتاريخ 18 آذار/مارس، إن الأطفال في الهول "معرضون لخطر تلقينهم عقيدة العنف بشكل يومي"، مضيفة أن المراهقين من أبناء الأجانب "عبّروا عن رغبة بالعودة إلى بلدهم الأم".

وفي هذا السياق، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إيريك" كوريلا في 6 نيسان/أبريل إن "هذه المخيمات لا تشكل فقط بؤرة للمعاناة البشرية، بل هي أيضا خطر أمني دائم ذلك أن الأطفال المتواجدين فيها والذين يتجاوز عددهم الـ 30 ألف فرد عرضة لفكر داعش".

وتابع أن "الحل طويل الأمد الوحيد لهذه الأزمة هو إعادة التأهيل الناجحة وإعادة المواطنين إلى ديارهم وإعادة دمج سكان مخيمي الهول وروج في بلدانهم الأصلية".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500