باريس -- أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية يوم الخميس، 20 تشرين الأول/أكتوبر، أن فرنسا أعادت إلى البلاد 40 طفلا و15 امرأة من مخيمات في شمال شرق سوريا تضم أفراد عائلات لمقاتلين يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وذكرت الوزارة في بيان أنه "تم نقل الأطفال القصر إلى وكالات رعاية الأطفال، في حين تم تسليم الراشدين للسلطات القضائية".
وتابعت "تعبّر فرنسا عن شكرها للسلطات المحلية... لتعاونها الذي سمح بإتمام هذه العملية".
وشكّلت تلك أكبر عملية نقل من نوعها منذ تموز/يوليو الماضي، عندما قامت فرنسا عقب ضغط مورس عليها من قبل ناشطين، بإعادة 35 طفلا و16 أما من مخيمي الهول وروج الخاضعين لإدارة الأكراد.
ولطالما رفضت الحكومة الفرنسية عملية الإعادة الجماعية لمئات الأطفال الفرنسيين المحتجزين في المخيمات الكردية، متعاملة معهم كل على حدة، وهو ما انتقدته الجماعات الحقوقية معتبرة أنه إبطاء متعمد للعملية.
وفي هذا الإطار، قال بيت روهر المدير القطري المؤقت لمنظمة إنقاذ الطفولة في سوريا عقب صدور الإعلان الفرنسي، إن "إعادة هؤلاء الأطفال إلى ديارهم سيضمن تمكنهم من تخطي تجاربهم والبدء بعيش حياة طبيعية".
والأسبوع الماضي، دانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان باريس على خلفية رفضها إعادة امرأتين إلى البلاد، مؤكدة على ضرورة أن تعيد فرنسا سريعا التدقيق في الطلب الذي قدمه أهل المرأتين للسماح لهما بالعودة.
ولكن المحكمة لم تصدر حكما شاملا ينص على ضرورة أن تعيد فرنسا كل المواطنين المحتجزين في سوريا منذ انهيار "خلافة" داعش، كما سعت له الجماعات الحقوقية وحلفاء الغرب ومن بينهم الولايات المتحدة.
يذكر أن دول الغرب قد واجهت معضلة بشأن كيفية التعامل مع مواطنيها المعتقلين في سوريا منذ انتهاء العمليات العسكرية ضد داعش هناك في العام 2019.
وقرر آلاف المتطرفين في أوروبا الالتحاق بصفوف التنظيم كمقاتلين، آخذين في غالبية الأحيان زوجاتهم وأولادهم للعيش في "الخلافة" المعلن عنها في الأراضي التي تم احتلالها في العراق وسوريا.
وقبل تموز/يوليو، كانت فرنسا قد أعطت الأولوية لأمنها على حساب مخاوف مرتبطة برفاه المعتقلين، مشيرة إلى سلسلة من الهجمات التي نفذها متطرفون من داعش، ومن بينها هجمات تشرين الثاني/نوفمبر 2015 على باريس والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصا.
تسارع وتيرة الإعادة للوطن
ويوم الخميس، استلم وفد روسي في سوريا 38 طفلا من عائلات لمقاتلين يشتبه بانتمائهم لداعش لإعادتهم إلى ديارهم، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكر المسؤول الكردي عن الشؤون الخارجية خالد ابراهيم في مؤتمر صحافي في مدينة القامشلي أن السلطات الكردية في شمال شرق سوريا سلمت الأطفال إلى الوفد الروسي.
ونقل الأطفال من مخيمي الهول وروج إلى مطار القامشلي الخاضع لسيطرة النظام، حيث صعدوا على متن طائرة تحت إجراءات أمنية روسية مشددة.
هذا وطالبت السلطات الكردية مرارا وتكرارا الدول بإعادة مواطنيها من المخيمات المكتظة إلى ديارهم، وبتحمل حصتها من المسؤولية في رعاية هؤلاء وإعادة تأهيلهم.
ولكن دولا كثيرة ترددت في تحمل هذه المسؤولية، متخوفة من تهديدات أمنية وردة فعل سياسية في الداخل.
إلا أن وتيرة عمليات الإعادة للوطن قد تسارعت مؤخرا، علما أن العراق أعاد 161 عائلة من مخيم الهول إلى الأراضي العراقية يوم الثلاثاء، فيما أعلنت ألمانيا إعادة 12 من مواطنيها من مخيم روج المجاور.
يُذكر أن طاجيكستان وبلجيكا والعراق هي من الدول التي أعادت بعضا من مواطنيها، أو أعادتهم جميعا، من المخيمات السورية خلال العام الجاري.