حقوق الإنسان

إهمال طرابلس اللبنانية والشمال السوري رغم الحاجة الماسة إلى مساعدات في أعقاب الزلزال

نهاد طوباليان

تسبب الزلزال الذي ضرب سوريا وشمالي سوريا أيضا بأضرار في عدد من المدن اللبنانية، ولا سيما طرابلس. [منظمة يوتوبيا]

تسبب الزلزال الذي ضرب سوريا وشمالي سوريا أيضا بأضرار في عدد من المدن اللبنانية، ولا سيما طرابلس. [منظمة يوتوبيا]

تسبب الزلزال بانهيار أسقف بعض المتاجر في بعل الدراويش، وهي منطقة منكوبة فيها عدد من المباني القديمة بطرابلس شمالي لبنان. [منظمة يوتوبيا]

تسبب الزلزال بانهيار أسقف بعض المتاجر في بعل الدراويش، وهي منطقة منكوبة فيها عدد من المباني القديمة بطرابلس شمالي لبنان. [منظمة يوتوبيا]

لحقت أضرار بمنزل سوزان درويش في باب التبانة جراء الزلزال. [سوزان درويش]

لحقت أضرار بمنزل سوزان درويش في باب التبانة جراء الزلزال. [سوزان درويش]

تعرضت بلدة جنديرس شمالي سوريا لدمار هائل إثر الزلزال الذي هز تركيا وسوريا في 6 شباط/فبراير، وباتت بعض المباني التي بقيت صامدة عرضة للانهيار، ما أدى إلى انتقال العديد من السكان إلى الخيم. [رمضان سليمان]

تعرضت بلدة جنديرس شمالي سوريا لدمار هائل إثر الزلزال الذي هز تركيا وسوريا في 6 شباط/فبراير، وباتت بعض المباني التي بقيت صامدة عرضة للانهيار، ما أدى إلى انتقال العديد من السكان إلى الخيم. [رمضان سليمان]

منظر الدمار في أحد أحياء جنديرس شمالي سوريا. [رمضان سليمان]

منظر الدمار في أحد أحياء جنديرس شمالي سوريا. [رمضان سليمان]

بيروت -- لا تزال سوزان درويش تعيش رعب زلازل 6 شباط/فبراير التي هزت تركيا وشمال سوريا ووصلت ارتداداتها إلى لبنان.

وقالت درويش، وهي من طرابلس شمالي لبنان وتقيم في الطابق السادس من مبنى يقع في حي باب التبانة الفقير مع زوجها و4 أولاد وحفيد، إن الزلزال "أيقظ الجميع لأن البيت اهتز بنا بشكل مخيف".

وتابعت "وجدنا أنفسنا ندور حول أنفسنا لا نعرف أين نختبئ".

ويمكن رؤية آثار الزلزال بوضوح في تصدعات وتفسخات جدران وأعمدة المبنى.

تسبب الزلزال الكارثي الذي سجل 7.8 درجة على مقياس ريختر وضرب مناطق من تركيا وسوريا في 6 شباط/فبراير بدمار كبير في بلدة جنديرس السورية المصورة هنا. [رمضان سليمان]

تسبب الزلزال الكارثي الذي سجل 7.8 درجة على مقياس ريختر وضرب مناطق من تركيا وسوريا في 6 شباط/فبراير بدمار كبير في بلدة جنديرس السورية المصورة هنا. [رمضان سليمان]

وأضافت "بيتنا بحاجة لأعمال ترميم كبيرة ونعيش خوف انهياره علينا".

وقد كشف الزلزال المدمر حقائق مخفية بلبنان، إذ أن ارتداداته طالت كل لبنان تقريبا وخلفت تصدعات في المباني، ولا سيما في طرابلس.

وكلف رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وزارة الداخلية بالتواصل مع كل البلديات لإجراء مسح للمباني المتصدعة.

ولكن أهالي الأحياء القديمة، الذين يعيش بعضهم في مبان مهددة بالسقوط، ذكروا أنه لم يتم مسح هذه المباني.

وقال ربيع المصري، وهو أحد الأهالي، للمشارق إنهم لم يروا "أية منظمة أو مؤسسة رسمية تجوب المنطقة للوقوف على حال بيوتنا".

مشاكل متفاقمة جراء الزلزال

ويقيم المصري وعائلته في الطابق الرابع بمبنى قديم بحي بعل الدراويش في طرابلس. ومنذ زلزال تركيا، يسكنون في خيمة نصبها جاره بالشارع.

وأوضح "استيقظنا [في 6 شباط/فبراير] على بيت يرقص فينا. من حينه نعيش رعبا حقيقيا لأن سقف وجدران البيت تشققت وتهاوى جزء من الشرفة".

وتابع أن بيوت بعل الدراويش قديمة ولا تستطيع مقاومة أية هزة، مؤكدا أنها عرضة للانهيار في أية لحظة.

وفي هذا السياق، قال عضو بلدية طرابلس ورئيس لجنة الأبنية التراثية خالد تدمري إن الزلزال زاد من مشاكل مباني طرابلس القديمة.

وأوضح أنه لم يتم إجراء أي كشف على هذه المباني منذ الحرب اللبنانية وجولات العنف المتتالية في المدينة بين حيي جبل محسن وباب التبانة المتخاصمين في الفترة الممتدة بين 2007 و2014.

وقال إن 1500 مبنى في طرابلس وضواحيها مهددة بالانهيار.

وتابع "نحن بحاجة لخلية أزمة تملك المقدرات اللوجستية والمالية لإطلاق عملية ترميم وتدعيم كل المباني المهددة بالسقوط ... قبل فوات الأوان".

كما أن "غالبية أبنية باب التبانة وضهر المغرب وبعل الدراويش تصدعت أعمدتها جراء تداعيات الزلزال الأخير"، حسبما أكد شفيق عبد الرحمن المدير التنفيذي لمنظمة يوتوبيا، وهي منظمة لبنانية غير ربحية تعمل مع المحتاجين وتروج للعدالة المجتمعية.

وذكر أنه لم يتم ترميم هذه المباني منذ عقود.

وأشار إلى أن السكان هرعوا بعد حصول الزلزال إلى الشوارع وباتوا ليلتهم بالسيارات في معرض رشيد كرامي الدولي.

عراقيل أمام تسليم المساعدات بسوريا

وفي هذا السياق، قال معارضون إن الزلزال الذي ضرب سوريا المجاورة أيضا كشف أكثر عدم إنسانية النظام السوري الذي شكّل أحد أكبر العراقيل أمام تسليم المساعدات الإنسانية الدولية بسوريا.

ويعيش نحو نصف السوريين الذين تضرروا جراء الزلزال في مناطق تقع تحت سيطرة نظام بشار الأسد الخاضع لعقوبات فرضها الغرب.

أما النصف الآخر، فيعيش في محافظة إدلب التي هي آخر معقل للمعارضة وفي أجزاء محاذية بمحافظة حلب. وتضم المنطقتان نحو 4 ملايين نسمة، ويعتمد العديد منهم على المساعدات الإنسانية بعد نزوحهم جراء الحرب.

وحدد مسؤولون مدعومون من تركيا في سوريا حصيلة القتلى في مناطق سيطرة المعارضة بـ 4537 قتيل، في حين قالت الحكومة السورية إن 1414 شخصا قتلوا في مناطق سيطرتها، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي أعقاب الزلزال، ندد ناشطون وفرق الطوارئ في شمالي غربي سوريا بالاستجابة البطيئة للأمم المتحدة، مقارنة بمناطق سيطرة الحكومة حيث تم تسليم مساعدات إنسانية أرسلت على متن طائرات إلى المطارات الخاضعة للحكومة.

وعبرت أول قافلة إغاثية للأمم المتحدة إلى المنطقة في 9 شباط/فبراير، أي بعد 3 أيام من حصول الزلزال الذي سجل 7.8 درجة على مقياس ريختر، ونقلت خيما ومساعدات إغاثية أخرى إلى 5000 سوري. وكان وصول القافلة متوقعا قبل حصول الزلزال.

وتسلم الأمم المتحدة المساعدات الإغاثية إلى حد كبير إلى شمالي غربي سوريا عبر تركيا ومن خلال معبر باب الهوى، وهي الطريقة الوحيدة لتمكين دخول المساعدات بدون موافقة دمشق.

ويقع المعبر في منطقة إدلب التي نادرا ما يزورها مسؤولو الأمم المتحدة والتي تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام المتطرفة.

وفي 13 شباط/فبراير، قالت الأمم المتحدة إن دمشق سمحت لها باستخدام معبرين آخرين في مناطق خارجة عن سيطرة النظام، وهما باب السلامة والراعي، لمدة 3 أشهر.

وذكرت الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 420 شاحنة محملة بالمساعدات الأممية عبرت إلى معقل المعارضة منذ وقوع المأساة.

النظام السوري ʼيفتقر للإنسانيةʻ

وفي هذا الإطار، قال الصحافي عبد الكريم العمر المقيم في بلدة زردنا بمحافظة إدلب "باشرت المنظمات الأممية وبعض الدول بإدخال مساعدات لمناطق المعارضة عبر معابر باب الهوى وباب السلامة والراعي الحدودية".

وتابع "لم يرسل بشار الأسد [لنا] أية مساعدة من المساعدات التي وصلت إلى سوريا. ويوحي عبر إعلامه أن حكومته تحاول إيصالها في حين تمنع المعارضة دخولها".

وأشار إلى أن الأسد يسلم المساعدات الدولية لقوات الحرس الثوري الإيراني والفرقة الرابعة بقيادة شقيقه ماهر الأسد والفرقة 25 التابعة لروسيا (فرقة النمر) والتي هي بقيادة سهيل الحسن.

وبدروه، قال الصحافي رمضان سليمان، وهو من بلدة جنديرس المنكوبة بالزلزال للمشارق، إن هناك حاجة ملحة للخيم ذلك أن أكثر من 1200 عائلة في جنديرس تعيش بسياراتها وهي بحاجة ماسة إلى المساعدة.

ولفت إلى أن النظام " لم يرسل أية مساعدة دخلت مناطقه للشمال، بحجة أن المعارضة ستسيطر عليها وتخزنها".

وأضاف سليمان "يفتقر هذا النظام للإنسانية. لا يشفق على شعبه، حتى من هم بمناطقه حرمهم من المساعدات وحولها لمستودعاته لإطعام جيشه وميليشياته".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500