تدفقت يوم الاثنين، 6 شباط/فبراير، العروض الدولية لتقديم المساعدة لتركيا وسوريا في جهود الإنقاذ، عقب أقوى زلزال يسجل منذ نحو قرن وزلزال آخر أصغر وقعا حصل بعد ساعات.
وارتفعت حصيلة الوفاة الإجمالية لتتجاوز الـ 2300 حالة وفاة لدى وقت إعداد هذا المقال.
وتسبب الزلزال الذي حصل فجرا بهزات أرضية شعر بها سكان لبنان وقبرص، ووصل وقعها حتى إلى غرينلاند.
وأدى الزلزال إلى انهيار العديد من المباني، مع توقعات بأن ترتفع حصيلة الوفيات مع استمرار جهود الإنقاذ. وقد تضرر العديد من المواقع التاريخية في تركيا، بما في ذلك مسجد يعود إلى القرن الـ 13 وقلعة مشيدة على تل.
ووقع الزلزال الأول في تمام الساعة 4:17 دقيقة فجرا بالقرب من مدينة غازي عنتاب التركية والتي تضم نحو مليوني نسمة، حسبما ذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وتسبب الزلزال الأول الذي أعقبه بعد ساعات زلزال أصغر بقليل وأكثر من 50 هزة ارتدادية، بمحو أقسام كاملة من مدن رئيسة في منطقة تركية يقطنها ملايين الأشخاص الذين فروا من الحرب في سوريا وصراعات أخرى.
ووصف مدير عام المركز الوطني السوري لرصد الزلازل رائد أحمد الزلزال بأنه "أضخم زلزال يسجل في تاريخ المركز".
ʼالوضع أصعب من الرصاصʻ
وفي سوريا، قالت الخوذ البيضاء إن الفرق تبذل الجهود لإنقاذ الناس العالقين تحت أنقاض المباني وحذرت من أن "حصيلة الوفيات قد ترتفع حيث أن الكثير من الأسر لا تزال عالقة".
وأظهرت الصور التي بثها التلفزيون التركي عمال الإنقاذ وهم يحفرون في الركام في معظم المدن الكبرى الواقعة على طول الحدود مع سوريا.
وقد سجل بعض من أعنف الدمار بالقرب من مركز الزلزال بين قهرمان مرعش وغازي عنتاب، حيث دمرت أقسام كاملة من المدن تحت الثلوج المتساقطة.
وأوردت وزارة الصحة السورية وقوع أضرار في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس.
وحتى قبل وقوع المأساة، غالبا ما كانت المباني تنهار في حلب التي كانت تعد مركز سوريا التجاري في مرحلة ما قبل الحرب، جراء البنية التحتية المتداعية والتي عانت من نقص الرقابة في فترة الحرب.
وفي مستشفى الرحمة في محافظة إدلب شمالي غربي سوريا، وصف أسامة عبد الحميد الزلزال الضخم الذي دمر منزله في عزمارين بالقرب من الحدود السورية مع تركيا قبل ساعات.
فقال "كنا ننام بأمان وإذ شعرنا بهزة أرضية قوية جدا".
وأضاف "أيقظت زوجتي واصطحبنا أولادنا وركضنا باتجاه باب المنزل".
وتابع "ما أن فتحنا الباب حتى سقطت البناية كلها".
وفي غضون لحظات، وجد عبد الحميد نفسه تحت ركام المبنى. ومات كل جيرانه، لكن أسرته خرجت على قيد الحياة.
وتم نقل أفراد الأسرة إلى مستشفى في بلدة دركوش الواقعة على الحدود التركية.
وفي مدينة حلب الشمالية، قال أنس حبش "نزلنا الدرج كالمجانين" عند وقوع الزلزال، حاملا ابنه ومصطحبا زوجته الحامل إلى خارج الشقة.
وأضاف "ما أن وصلنا إلى الشارع حتى رأينا عشرات العائلات وهي في حالة خوف ورعب".
وتابع "لم أشعر بهذا الإحساس طيلة سنوات الحرب".
وقال "كان الوضع أصعب بكثير من القذائف والرصاص".
الاستجابة الدولية
هذا وتدفقت يوم الاثنين عروض تقديم المساعدة الدولية بجهود الإنقاذ لسوريا ولتركيا التي تقع في واحدة من أنشط مناطق الزلازل في العالم.
وقدمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج ودول أخرى كثيرة تعازيها على الفور وعرضت تقديم المساعدة.
وقالت الإمارات إنها ستقيم مستشفى ميدانيا في تركيا، في حين سترسل قطر عمال إنقاذ وإمدادات طوارئ.
وذكر الاتحاد الأوروبي أنه سيرسل فرق إنقاذ إلى تركيا، بينما عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقديم "المساعدة الضرورية".
وتعهدت فرنسا والمملكة المتحدة وأوكرانيا وإسبانيا وبولندا وجمهورية التشيك وسويسرا بإرسال المساعدات، إلى جانب حليفتي النظام السوري روسيا وإيران.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس في تغريدة إن إسبانيا سترسل إلى تركيا طائرات مسيرة وفرقة من وحدة الطوارئ العسكرية التابعة لها، وهي فرع من القوات المسلحة مسؤول عن تقديم مساعدات في حالات الكوارث.
هذا وسترسل بولندا إلى تركيا مجموعة بحث وإنقاذ مؤلفة من 76 رجل إطفاء و8 كلاب إنقاذ، حسبما أعلن وزير الداخلية البولندية ماريوس كامينسكي.
وبدورها، قالت هيئة مكافحة الحرائق التشيكية إنها سترسل فريق بحث وإنقاذ حضري يتألف من 68 عنصرا إلى تركيا.