أمن

القواعد الأمامية تسمح للقاذفات الأميركية بالقيام بالعمليات في الشرق الأوسط وأفريقيا في أي لحظة

فريق عمل المشارق

قاذفة من طراز بي-52إتش ستراتوفورتس تابعة للقوات الجوية الأميركية أثناء إجراء الاستعدادات يوم 23 شباط/فبراير قبل التحليق إلى قاعدة مورن الجوية في أسبانيا للمشاركة في مهمة لقوة قاذفات. [القوات الجوية الأميركية]

قاذفة من طراز بي-52إتش ستراتوفورتس تابعة للقوات الجوية الأميركية أثناء إجراء الاستعدادات يوم 23 شباط/فبراير قبل التحليق إلى قاعدة مورن الجوية في أسبانيا للمشاركة في مهمة لقوة قاذفات. [القوات الجوية الأميركية]

تمكن مجموعة من القواعد العملياتية الأمامية حول العالم القاذفات الاستراتيجية الأميركية من ضرب أهداف في الشرق الأوسط وإفريقيا في أي لحظة عند اندلاع أي نزاع.

فمع تصاعد حدة التوترات بسبب غزو روسيا لأوكرانيا وسعي إيران المتواصل لتخصيب اليورانيوم حتى مستويات الأسلحة وتهديدات الصين لتايوان وخطوط الشحن الدولية، يستعد الجيش الأميركي للتحرك في حالة الضرورة لحماية حلفائه حول العالم.

وتستضيف المملكة المتحدة قاعدة جوية حيوية في فيرفورد حيث تنفذ القاذفات الأميركية بصورة روتينية مهام تدريب مع حلفاء الناتو.

وقد انتهت آخر مهمة في فيرفورد في أيلول/سبتمبر الماضي بعد مناورة استمرت شهرا عبر أوروبا بمشاركة قاذفات بي-52إتش سترافوفورتس التي نفذت عمليات إعادة تزود بالوقود في الجو وإجراءات مرافقة مقاتلات-قاذفات وتدريب وعمليات إدماج مع مجموعة منوعة من طائرات الشركاء والحلفاء.

قاذفات من طراز بي-1بي تابعة للقوات الجوية الأميركية تهبط في قاعدة أورلاند الجوية بالنرويج يوم 22 شباط/فبراير 2021. [القوات الجوية الملكية النرويجية/تويتر]

قاذفات من طراز بي-1بي تابعة للقوات الجوية الأميركية تهبط في قاعدة أورلاند الجوية بالنرويج يوم 22 شباط/فبراير 2021. [القوات الجوية الملكية النرويجية/تويتر]

وقال الجنرال جيمس هيكر من القوات الجوية الأميركية في ذلك الوقت إن مثل هذه المهام "توفر فرصة رائعة لتحسين استعدادنا المشترك وتعزيز قابلية التشغيل البيني وإظهار استعراض القوة العالمية إلى جانب حلفائنا".

وقد كانت تلك هي المرة الثانية التي تحلق فيها القاذفات بي-52 إلى قاعدة فيرفورد في عام 2022 في إطار مهمة لقوة القاذفات. وفي شباط/فبراير الماضي، وصلت أربع قاذفات إلى أوروبا، وفي عام 2021، نشرت قاذفات من طراز بي-1بي في قاعدة فيرفورد.

وتوجد قاعدة جوية أخرى تمكن قدرة الضرب السريعة هذه في مورون بأسبانيا.

ويسمح موقعها بجنوب أسبانيا للقاذفات الأميركية بالعمل عبر منطقة واسعة من الأراضي.

وكتب ديفيد سنسيوتي في مجلة أفياسيونيست في عام 2021 أن مورون "قاعدة جوية استراتيجية يمكن استخدامها من جانب أي طائرة أميركية تتحرك في اتجاه الشرق قادمة من الولايات المتحدة".

وقال إن القاعدة كثيرا ما تستخدم كنقطة توقف لكل الطائرات الأميركية التي تذهب إلى العمليات في منطقة الشرق الأوسط وما ورائها أو تعود منها.

وقد استضافت مورون عددا من القاذفات الاستراتيجية الأميركية على مدار السنوات القليلة الماضية، وآخرها يوم 27 شباط/فبراير حين أعلنت القوات الجوية نشر أربع قاذفات ثقيلة طويلة المدى من طراز بي-52 ستراتوفورتس بالقاعدة.

وتوجد أيضا قاعدة جوية عملاتية أمامية حيوية أخرى في أورلاند بالنرويج.

ففي 2021، وصلت قاذفات أميركية من طراز بي-1بي لانسر إلى أورلاند، وهي المرة الأولى التي تقوم فيها تلك القاذفات بالعمليات انطلاقا من بلد أوروبي.

وقال الجنرال جيف هاريغيان قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا وإفريقيا إن "التدريب مع الحلفاء مثل النرويج يمكننا من صقل قدرات الردع والدفاع لدينا وفي الوقت نفسه تعزيز الاستقرار الإقليمي".

وجاءت مهمة القاذفة ب-1 في النرويج عقب عملية نشر ضخمة للقاذفات من طراز بي-52 في المملكة المتحدة.

وأثناء ذلك الوقت، حلقت القاذفات الأميركية في جميع أنحاء أوروبا، حيث تدربت مع مقاتلات الحلفاء وجذبت القوات الروسية إلى أفخاخ جمع معلومات استخبارية، بحسب مجلة فوربس.

وقال جيري هندريكس، وهو محلل عسكري ومؤلف كتاب "إنشاء بحرية والإبقاء عليها" (To Provide and Maintain a Navy) إن "هذا الأمر يبدو جهدا منسقا لدعم حلفائنا والبدء في الضغط على الروس بطريقة يفهمونها"، بحسب فوربس.

ويمكن لقاذفة واحدة من طراز بي-1 أن تجمع قدرة ما يصل إلى 24 من صواريخ الشبح المضادة للسفن وطويلة المدى التي يصل مداها إلى 300 ميل.

ومن ثم، فإن رحلة طيران تقوم بها عدة قاذفات طراز بي-1 يمكن أن توفر تقريبا نفس قوة النيران المضادة للسفن مثل جناح جوي كامل تابع لإحدى حاملات طائرات البحرية الأميركية، حسبما ذكرت مجلة فوربس.

وأضافت أن المدى الطويل لهذه القاذفة، الذي يصل إلى آلاف الكيلومترات بين عمليات التزود بالوقود، يعطيها الحرية في المناورة فوق منطقة واسعة من الأراضي.

مهام فرق القاذفات

هذا ويجري الجيش الأميركي بصورة منتظمة مهام فرق قاذفات عبر منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية لتعزيز الالتزام الأميركي أمام الحلفاء في المنطقة وعبر العالم.

وأجريت آخر مهمة يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر.

وأثناء المهمة، حلقت قاذفتان من طراز بي-52إتش ستراتوفورتس من ولاية لويزيانا الأميركية إلى منطقة تتضمن الشرق الأوسط ووسط آسيا ونسقت على طول الطريق مع قوات جوية من 13 بلدا حليفا، بحسب ما ذكرت القيادة المركزية الأميركية.

من جانبه، قال الليفتينانت جنرال أليكسوس غرينكويتش، قائد سلاح الجو التاسع (القوات الجوية المركزية)، "يمكننا، بالتعاون مع شركائنا، أن ننشر قوة قتالية ضخمة في منطقة عملياتنا المشتركة. ففي هذه البيئة الديناميكية، لا يمكن لأي أحد أن يعمل بمفرده".

وقال غرينكويتش عقب مناورة مماثلة شاركت فيها قاذفات في أيلول/سبتمبر إن "التهديدات ضد الولايات المتحدة وشركائنا لن تمر بدون رد".

هذا وقد تم التركيز كثيرا مؤخرا على بحر العرب، وهو الممر المائي الذي يتوجب على كل السفن الإيرانية المرور عبره للوصول إلى الموانئ العالمية، كما أنه رابط رئيس في "سلسلة اللآلئ" الصينية.

ولطالما هددت إيران بغلق مضيق هرمز الذي يربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، وبمهاجمة الغواصات في حالة اندلاع حرب.

من جهة أخرى، برزت مخاوف إزاء حملة مشاريع البنى التحتية الضخمة التي تنفذها الصين لربط برها الرئيس بالقرن الإفريقي عبر شبكة من المنشآت العسكرية والتجارية.

فخطوطها البحرية تمر عبر عدة مضايق بحرية، بينها مضيق باب المندب عند مدخل البحر الأحمر ومضيق ملقا بين المحيطين الهندي والهادئ ومضيق هرمز عند مدخل الخليج العربي ومضيق لومبوك بين جزر بالي وإندونيسيا.

وإلى ذلك، تتواصل حملة البنية التحتية العالمية لبيجين، والتي تعرف باسم مبادرة الحزام والطريق، أو حزام واحد طريق واحد، على البر وصولا إلى أجزاء أخرى من منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وإفريقيا.

لكن مشاريع الصين، التي لها ظاهريا طبيعة تجارية، تخدم غرضا مزدوجا وتسمح لجيش الصين الذي يتنامى بسرعة بتوسيع نطاق عملياته، بحسب ما يحذر المنتقدون.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500