أمن

غواصات بريطانية تعزز الوضعية الدفاعية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي

فريق عمل المشارق

أول غواصة نووية من فئة أستوت يتم إخراجها من ديفونشاير دوك هول في مصنع إنتاج بي إيه إي سيستمز في مدينة بارو إن فورنيس الإنجليزية يوم 8 حزيران/يونيو 2007. وأطلقت دوقة كورنوال كاميلا اسم إتش أم أس أستوت على الغواصة الجديدة التي هي الأولى من 4 غواصات من الطراز نفسه. [بول إليس/وكالة الصحافة الفرنسية]

أول غواصة نووية من فئة أستوت يتم إخراجها من ديفونشاير دوك هول في مصنع إنتاج بي إيه إي سيستمز في مدينة بارو إن فورنيس الإنجليزية يوم 8 حزيران/يونيو 2007. وأطلقت دوقة كورنوال كاميلا اسم إتش أم أس أستوت على الغواصة الجديدة التي هي الأولى من 4 غواصات من الطراز نفسه. [بول إليس/وكالة الصحافة الفرنسية]

عملت التطورات الأساسية التي أدخلت على قدرات الغواصات البريطانية على تحسين الوضعية الدفاعية لقوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، مع تمكينها من توسيع قدراتها في مختلف أنحاء العالم، وذلك في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا والقلق المتزايد من التدخل الإقليمي للصين وإيران.

وكانت البحرية الملكية قد طلبت في 31 آب/أغسطس الماضي إنتاج غواصة إتش أم أس أنسون، وهي أحدث غواصة من فئة أستوت.

ويبلغ طول الغواصة التي تعمل بالطاقة النووية 97 مترا مع معدل إزاحة للمياه يصل إلى 7800 طن، وهي الخامسة من بين 7 غواصات ضمن فئة أستوت.

وباتت الغواصتان السادسة والسابعة في مرحلة إنتاج متقدمة بمدينة بارو إن فورنيس الإنكليزية.

صورة تظهر الغواصة يو إس إس ويست فرجينيا وهي غواصة صواريخ باليستية من فئة أوهايو تابعة للبحرية الأميركية، في موقع لم يعلن عنه في المياه الدولية ببحر العرب يوم 19 تشرين الأول/أكتوبر. [القيادة المركزية الأميركية]

صورة تظهر الغواصة يو إس إس ويست فرجينيا وهي غواصة صواريخ باليستية من فئة أوهايو تابعة للبحرية الأميركية، في موقع لم يعلن عنه في المياه الدولية ببحر العرب يوم 19 تشرين الأول/أكتوبر. [القيادة المركزية الأميركية]

وتعد الغواصات من فئة أستوت أكبر وأحدث وأقوى غواصات هجومية تشغلها البحرية الملكية على الإطلاق، وتجمع بين أجهزة استشعار وتصميم وأسلحة رائدة عالميا في سفينة متعددة الاستخدامات، بحسب ما ذكرته الشركة المصنعة بي إيه إي سيستمز.

وكتب بيتر سوسيو لصالح ناشيونال إنترست في تموز/يوليو 2020، "بحسب المعلومات يمكن للغواصة التي يبلغ طولها 320 قدما [97.5 مترا] أن تنزلق عبر الماء بسلاسة وبدون صوت بفضل البلاط المتطور المقاوم للصوت، في حين يستطيع نظام سونار الخاص بها اكتشاف الأجسام من على بعد 3000 أميال بحرية [5556 كيلومترا]، أي ما يعادل المسافة بين القناة الإنجليزية ومدينة نيويورك".

وتابع "يمكن استخدام مفاعلها النووي الذي يخدم 25 سنة، لإعادة تدوير الهواء والماء ما يسمح للغواصة بالإبحار حول الكرة الأرضية دون أن تطفو على السطح".

ولا يحدد نطاق ومدة عمل هذه الفئة من الغواصات إلا بكمية الطعام المتوفرة للطاقم.

وأضاف سوسيو "كما هي الحال مع القوارب الأخرى من فئة أستوت، يمكن لـ إتش أم أس أوداشيوس أيضا نشر فرق القوات البحرية الخاصة أثناء الغوص، وهي قوات تعمل بطريقة مشابهة لقوات العمليات الخاصة للبحرية الأميركية".

ويأتي كل قارب مزودا بما يعرف بنظام إدارة القتال وهو اسم على مسمى، وفقا لما ذكره موقع الأخبار العسكرية 1945.

وتابع الموقع "يمكن لهذا النظام أن يظهر صورا بالوقت الحقيقي لسفن العدو بواسطة السونار المتطور المزود به، وهو تطبيق يستخدم بيانات وخوارزميات في الوقت الحقيقي للحصول على صورة مفصلة للبحر أو للموقع الذي تجري فيه المعركة على السطح".

وأضاف "يمكنه البحث في الأفق والحصول على رؤية بزاوية 360 درجة دون استخدام منظار بصري".

التسلح

ويمكن أن تحمل القوارب 38 صاروخا أو طوربيدات وتعد فئة أستوت إلى جانب آخر غواصة من فئة ترافالغار التي من المفترض أن تحل أستوت مكانها، السفن الوحيدة الموجودة حاليا في خدمة البحرية البريطانية والتي يمكنها إطلاق صواريخ توماهوك للهجوم الأرضي.

ويبلغ طول صاروخ توماهوك 5.6 أمتار ويزن أكثر بقليل من طنين، وهو يحلق بسرعة تقارب سرعة الصوت ويضرب الأهداف بدقة بالغة ضمن مسافة تصل إلى ألف ميل (ألف و609 كيلومترات).

ويمكن توجيه النسخة المستخدمة أي بلوك IV، إلى هدف جديد في منتصف الرحلة وتستطيع أيضا إرسال صور عن ساحة المعركة إلى الغواصة الأساسية.

وأعلنت البحرية الملكية في حزيران/يونيو الماضي أنه في إطار برنامج تحسين بلغت كلفته 265 مليون جنيه إسترليني (300 مليون دولار)، سيتم تزويد جميع القوارب من فئة أستوت بصواريخ بلوك V توماهوك المطورة.

وتشمل التحسينات التي أدخلت على صواريخ بلوك IV القديمة، قدرة أكبر على منع محاولات التشويش أو تحويل صاروخ توماهوك عن هدفه.

وستقوم عملية التطوير أيضا بتحديث أنظمة القيادة في القوارب والدعم على الشاطئ لتلبية متطلبات وحاجات صواريخ توماهوك المحسنة.

ومن المتوقع أن يتم تسليم أول دفعة من صواريخ توماهوك المطورة بحلول عام 2024، كما حدد موعد اختبار إطلاقها من على قارب من فئة أستوت في العام التالي.

وتحمل أستوت كذلك طوربيد سبيرفيش الذي تبلغ زنته طنين تقريبا، وهو وقادر على تفجير غواصات أو سفن العدو خارج الماء، وفقا للبحرية الملكية.

وعندما يبلغ أقصى سرعته، يمكن لطوربيد سبيرفيش مهاجمة هدف على بعد يصل إلى 14 ميلا (22.5 كيلومتر). وعندما تكون سرعتة منخفضة، تزيد المسافة إلى أكثر من 30 ميلا (48 كيلومترا).

ويتم توجيه الطوربيد بسلك نحاسي أو يحاصر هدفه باستخدام سونار مدمج فيه، فيطلق شحنة متفجرة تبلغ زنتها 660 رطلا (299 كيلوغراما).

وينفجر إما عندما يضرب جسم غواصة معادية أو عندما يتم إطلاقه بواسطة فتيل تقارب صوتي أسفل الهدف.

توسيع نطاق العمليات

وفي ظل استمرار الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا في التسبب بتداعيات عدة حول العالم وبينها ارتفاع تكلفة الطاقة وازدياد المجاعة، فقد عزز أيضا بشكل غير مباشر الوضعية الدفاعية لحلف شمال الأطلسي في أوروبا.

فكثفت الدول الحليفة للمنظمة الدوريات في المياه التي اعتادت البحرية الأميركية على التحرك فيها، ما مكن الولايات المتحدة من التركيز بصورة أكبر على أماكن أخرى.

إلى هذا، سيؤدي انضمام السويد وفنلندا المتوقع إلى حلف شمال الأطلسي إلى إضافة الترسانة البحرية للدولتين إلى وضعية الدفاع المشترك كما سيخفف العبء على البحرية الأميركية في أوروبا

وفي حزيران/يونيو الماضي، بدأت السويد في بناء غواصة بليكينج الجديدة وهي السفينة الأساسية في فئة بليكينج المكونة من وحدتين، ومن المتوقع أن يتم تسليمها عام 2027 أو 2028.

وخلال الشهر نفسه، طلبت فرنسا بناء السفينة الأساسية للغواصة النووية من فئة سوفرين (من طراز باراكودا)، وتعرف بسوفرين.

وتشير هذه المنصات الجديدة إلى تمكن البحرية الأميركية من تحويل اهتمامها إلى نقاط ساخنة جديدة، بما في ذلك بحر العرب الذي ازدادت أهميته الاستراتيجية في السنوات الأخيرة.

وفي هذا السياق، تعد غواصات البحرية الأميركية من فئة أوهايو من بين أقوى الغواصات في العالم، وستعزز بشكل كبير الموقف العالمي للولايات المتحدة وتساعد على تحقيق عنصر المفاجأة في أي صراع محتمل في بحر العرب الذي يشهد توترا متزايدا.

ويشكل بحر العرب الممر المائي الذي يتوجب على كل السفن الإيرانية عبوره للوصول إلى الموانئ العالمية، كما يمثل رابطا رئيسا في "عقد اللؤلؤ" الصيني.

ولطالما هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز ومهاجمة السفن البحرية في حال حصول حرب.

وفي هذه الأثناء، برزت مخاوف إزاء حملة مشاريع البنى التحتية الضخمة التي أطلقتها الصين خلال السنوات الأخيرة لربط برها الرئيس بالقرن الإفريقي عبر شبكة من المنشآت العسكرية والتجارية.

فتمر خطوطها البحرية عبر عدة مضايق بحرية أساسية بينها مضيق باب المندب عند مدخل البحر الأحمر ومضيق ملقا بين المحيطين الهندي والهادئ ومضيق هرمز الذي يقع عند مدخل الخليج الفارسي ومضيق لومبوك بين جزر بالي وإندونيسيا.

هذا وتتواصل حملة البنية التحتية العالمية لبيجين والتي تعرف باسم مبادرة الحزام والطريق أو حزام واحد، طريق واحد، في التمدد إلى المناطق الداخلية وصولا إلى أجزاء أخرى من منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وإفريقيا.

وحذر نقاد من أن مشاريع الصين التي لها ظاهريا طبيعة تجارية تخدم غرضا مزدوجا، ما يسمح لجيشها الذي يكبر بسرعة بتوسيع نطاق عملياته.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

اولا يمرس المقال الذي هو ليس مقالا بقدر ما هو معلومات لافزاع الاعداء ومنهم روسيا التي جعلت منها دول الغرب عدوا وتمالبت عليها وما هذا المقال الا جزء لا يتجزاء من الغرض منه وهو افزاع روسيا ... ثانيا القول في اثناء الكلام ان روسيا قد هجمت بشكل غير مبرر على اوكرانيا ... السؤال هنا وهل نمو القطاع الايمن ومن يشبهه في اوكرانيا مبرر ثانيا وهل قصف مدن الدنباس لمدة ثمان سنوات مبرر مبرر ... اذن انها حرب تنيل فيها الدول الغربيه الى اكمال ما دمرته في الحرب العالميه الثانيه في تدمير المانيا النازيه وجعلها نازيه بشكل جديد وتسليح جديد لتدمير روسيا ... انا اقول ان هذا المنحى خطير جدا على الكوكب الارضي لان روسيا تختلف عن المانيا النازيه بسبب نزعتها الانسانيه ولكن عندما تتحارب على وجودها فستتحول الى وحش كاسر بصناعة الاسلحه التي لا تخطر على بال اي احد .

الرد