أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الثلاثاء، 22 تشرين الثاني/نوفمبر، أن إيران بدأت بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60 بالمائة في منشأة فوردو للتخصيب تحت الأرض التابعة لها والتي تقع جنوبي طهران.
وذكرت الوكالة أن ذلك يضاف إلى الإنتاج الذي بدأ في منشأة نطنز في نيسان/أبريل 2021، مضيفة أن إيران خططت أيضا "للتوسع بصورة كبيرة في إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب مع تخصيب سداسي فلوريد اليورانيوم بنسبة تصل إلى 5 بالمائة أو إلى 20 بالمائة في فوردو".
وقالت الوكالة إنها "ستخطر إيران بنيتها زيادة وتيرة وكثافة أنشطة التحقق التي تقوم بها" في منشأة فوردو التي أعيد افتتاحها منذ 3 سنوات بعد فشل الاتفاق النووي لعام 2015.
وذكرت الوكالة الرقابية العالمية في بيانها أن إيران "تستمر [في منشأة نطنز] بتطوير أنشطة التخصيب" وأنها تعتزم اليوم إنشاء مبنى إنتاج ثان.
وجاء بيان الوكالة بعدما أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي يوم الثلاثاء أن إيران قد بدأت بإنتاج اليورانيوم المخصب حتى نسبة 60 بالمائة للمرة الأولى في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم.
وتأتي الخطوة وسط فشل الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية والذي يعرف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، كما أنها تأتي في إطار رد إيران على تبني الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرا لقرار توجيه اللوم لها.
فأقر مجلس المحافظين التابع للوكالة قرارا يوم 17 تشرين الثاني/نوفمبر ينتقد فيه إيران على امتناعها عن التعاون.
يذكر أن منشأة فوردو النووية المحصنة إلى حد كبير والتي تقع على بعد نحو 180 كيلومترا جنوبي طهران، مبنية تحت الأرض لحمايتها من الضربات الجوية أو الصاروخية.
ʼتفريغ خطة العمل الشاملة المشتركة من مضمونهاʻ
وبموجب شروط خطة العمل الشاملة المشتركة، كانت إيران قد وافقت على تعليق العمل في منشأة فوردو وتحديد نسبة تخصيبها اليورانيوم بـ 3.67 بالمائة، وهي نسبة كافية لمعظم الاستخدامات المدنية.
ولكن بدأت إيران في عام 2019 بانتهاك التزاماتها المحددة بموجب الاتفاق. فأعادت افتتاح منشأة فوردو وبدأت بتخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى.
وفي كانون الثاني/يناير 2021، قالت إيران إنها تعمل على تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة في فوردو.
وفي هذا السياق، دانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا يوم الثلاثاء توسيع إيران لبرنامجها النووي، قائلة إنها تتخطى "بأشواط" الحدود التي وضعت في خطة العمل الشاملة المشتركة.
وقالت الحكومات الأوروبية في بيان مشترك إن إيران "اتخذت [الآن] خطوات أساسية إضافية لتفريغ خطة العمل الشاملة المشتركة من مضمونها".
وأوضحت أنه عبر تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 بالمائة في منشأة فوردو، فإن إيران تتحدى جهود الحد من انتشار الأسلحة النووية عالميا.
وأكدت الدول الأوروبية الثلاث أن "هذه الخطوة التي تنطوي على مخاطر كبيرة تتعلق بالانتشار النووي، ليس لها أي تبرير مدني موثوق".
وتابعت "سنستمر في التشاور إلى جانب الشركاء الدوليين، بشأن أفضل طريقة للتعامل مع التصعيد النووي الإيراني المتواصل".
سلوك متهور
ومع تأرجح الاقتصاد الإيراني على حافة الإفلاس وتزايد عزلة البلاد، سعت وراء احتمال إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، مما قد يسهل رفع العقوبات.
ولكن أثارت أفعال النظام الإيراني والحرس الثوري الإيراني في الداخل وفي المنطقة، مخاوف القوى الغربية ودول المنطقة والمنظمات الحقوقية.
وفي ظل التدقيق في انتهاكات طهران لحقوق الإنسان، قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلنكين في تشرين الأول/أكتوبر إنه لا يرى مجالا لإعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة.
ويوم 7 أيلول/سبتمبر، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها لا تستطيع أن تضمن الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي.
وأوضح تقرير الوكالة أنه لم يحدث "أي تقدم" في معالجة المسائل بشأن وجود مواد نووية في الماضي في 3 مواقع غير معلن عنها في إيران.
وأضاف أن مدير عام الوكالة رافاييل غروسي "يزداد قلقا إزاء عدم تواصل إيران مع الوكالة بشأن مسائل الضمانات العالقة خلال فترة إعداد التقرير هذه".
وتضغط الوكالة على إيران لتوضيح مسألة اكتشاف آثار لمواد نووية في 3 مواقع لم تعلن عنها، علما أن هذه نقطة حساسة رئيسية أدت إلى تمرير قرار سابق لانتقاد إيران من قبل الوكالة في حزيران/يونيو الماضي.
وفي 29 حزيران/يونيو، قال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية إنه "خاب أمل" الولايات المتحدة من المحادثات غير المباشرة مع إيران في الدوحة والتي سهّل تنظيمها وسطاء من الاتحاد الأوروبي، مضيفا أنه "لم يتم إحراز أي تقدم".
كذلك في 17 حزيران/يونيو، أشارت وكالة رويترز إلى وثيقة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكرت أن إيران تصعد عملية تخصيب اليورانيوم أكثر وأكثر عبر الاستعداد لاستخدام أجهزة طرد مركزي متقدمة طراز آي.آر-6 في موقع فوردو تحت الأرض تستطيع أن تنتقل بسهولة بين مستويات التخصيب.
هذا ونقل معهد الولايات المتحدة للسلام عن تقرير مسرب للوكالة يوم 7 حزيران/يونيو قوله إن إيران خزنت أكثر من 18 ضعفا كمية اليورانيوم المخصب المسموح بها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، واصفا الأمر بأنه "غير مسبوق".