عدن - وافق المعهد الدولي للتخطيط التربوي التابع لمنظمة اليونسكو مؤخرا على تطوير خطة تعليمية تمتد على 6 سنوات لليمن بين عامي 2024 و2030.
ووافق أيضا على تنفيذ مسح تربوي شامل للفترة الممتدة بين 2024 و2025.
وبعد إنجاز عمله بالقاهرة في 28 تشرين الأول/أكتوبر، وافق المعهد على المضي قدما في إطلاق الخطة ودعم وزارة التربية والتعليم في إطار إعداد ميثاق شراكة لدعم نظام التعليم في اليمن.
وشدد نائب وزير التربية والتعليم اليمني علي العباب، على ضرورة أن تكون هذه المشاريع شاملة ومستدامة للمعلم والطالب والمنهج الدراسي وعملية التعليم برمتها.
وأكد على ضرورة أن تلبي الاحتياجات الحقيقية والملحة للمدارس وأن تغطي العجز المتزايد الذي أدى إلى تراجع مستوى التعليم وإضعاف مسار تعلم الطلاب وكفاءتهم.
وأشار إلى المعاناة التي تسود اليمن نتيجة الحرب التي أشعلها الانقلاب المنفذ من الحوثيين المدعومين من إيران في أيلول/سبتمبر 2014 بصنعاء.
وقال إن قطاع التعليم تضرر بشدة بشكل خاص، وإن تدفق النازحين إلى محافظة مأرب أجهد القطاع بصورة أكبر في ظل عجز المدارس في المناطق المضيفة عن استيعاب المزيد من الطلاب.
وكشف العباب أن أكثر من 2.5 مليون طالب هم حاليا خارج المدارس.
وفي حديث للمشارق، قال سفير اليمن لدى اليونسكو محمد جميح إن الخطة التعليمية الجديدة ستغطي جميع المحافظات اليمنية وليس فقط تلك المحررة من الحوثيين.
قطاع تعليم متعثر
ومن جهته، لفت المتحدث باسم نقابة المعلمين اليمنيين يحيى اليناعي إلى أن "الانقلاب الحوثي جعل التعليم بأركانه الأربعة أي المعلم والطالب والمنهج الدراسي والمرافق التعليمية، يتضرر بشكل مباشر وكبير".
وأوضح أن المعلمين حرموا من رواتبهم وتعرضوا في بعض الحالات للقتل والخطف والتهجير من منازلهم والتعذيب والموت.
وأشار اليناعي إلى أنه تم تسجيل أكثر من 31 ألف انتهاك بحق المعلمين بين أيلول/سبتمبر 2014 ونهاية العام.
وشدد على أهمية دعم التعليم من خلال تحديد ما هو مطلوب لتحقيق التعافي الكامل وتخفيف المخاطر المستقبلية، ويشمل ذلك وضع المعلمين على رأس قائمة أولويات إعادة التأهيل وإعادة التدريب.
وأضاف أنه يشمل أيضا دعم المعلمين عبر تحسين معيشتهم حتى يتمكنوا من أداء رسالتهم المقدسة.
ومن جهته، قال الباحث في مجال التعليم نبيل البكيري إن "واقع التعليم هو أحد مظاهر الدمار الكبير الذي حصل لليمن".
وأردف ذاكرا أن "التعليم هو أكبر ضحايا حرب ميليشيات إيران وهدف رئيسي للانقلاب الحوثي".
الدور المدمر للحوثيين
وأكد البكيري أن الحوثيين يعملون "على تجريف التعليم بواسطة تغيير المناهج وإقصاء المعلمين وجعل المدرسة مكانا غير محبب للطلبة".
ولفت إلى أن هذا الأمر ساهم في رفع معدل تسرب الطلاب.
وطالب المجتمع الدولي واليونسكو بزيادة المخصصات المالية لدعم قطاع التعليم والحرص على أن يتم تحييده في النزاعات السياسية من قبل جميع أطراف النزاع.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للمشارق إن خطة اليونسكو ما زالت "مرحلية حيث سيتم الإعداد لها لقرابة 14 شهرا والبدء بتنفيذها في العام 2024"".
وأشار إلى أن الخطة ستتطور مع تقدمها، داعيا المجتمع الدولي إلى زيادة دعم التعليم في اليمن بنسبة 30 في المائة على الأقل من إجمالي الدعم المقدم من الجهات المانحة.