عدن - قالت وسائل إعلام حكومية إن طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران ارتطمت بمدرسة سعودية يوم الأحد، 13 حزيران/يونيو، وذلك في آخر محاولات الجماعة للهجوم على المؤسسات التعليمية أو تخريبها.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن سلطات الدفاع المدني السعودية قالت إن الضربة في محافظة عسير جنوبي المملكة لم تسفر عن وقوع أية إصابات.
ولكن أظهرت صورا نشرتها وكالة الأنباء السعودية السطح المدمر لأحد المباني، وأظهرت كذلك ما يبدو أنها أجزاء محطمة من الطائرة المسيرة.
في هذه الأثناء، قال مسؤولون يمنيون للمشارق إن الحوثيين يعتدون على النظام التعليمي بداخل اليمن حيث يواصلون استخدام المعسكرات الصيفية لتدريب المراهقين على القتال في الخطوط الأمامية من خلال غسل دماغ فكري.
وشجع الحوثيون الأهالي على إرسال أطفالهم إلى المدارس الصيفية التي افتتحت أبوابها يوم 23 أيار/مايو، زاعمين أن ذلك سيسهم في تنمية مهاراتهم واكتشاف مواهبهم.
ولكن يعرف الحوثيون باستخدامهم المراكز الصيفية السنوية للتعبئة الطائفية، إذ يستغلون العطلة الصيفية في تدريب الأطفال على أن يصبحوا جنودا، بحسب ما ذكر يحيى اليناعي المتحدث باسم نقابة المعلمين اليمنيين.
وبدوره، قال فهمي الزبيري وهو مسؤول بوزارة حقوق الإنسان، إنه "في الوقت الذي تحرص فيه المنظمات الدولية على التباعد الاجتماعي بسبب انتشار كوفيد 19، تسعى جماعة الحوثي لإقامة المراكز الصيفية لتعبئة الأطفال وتكريس ثقافة العنف والقتال".
وأكد أن هذا ينتهك حقوق الأطفال.
وحتى في الصيف الماضي في ذروة أزمة فيروس كورونا العالمية، كانت المراكز التي يديرها الحوثيون مفتوحة وتم تشجيع الأطفال على الحضور، مع أن المدارس كانت مغلقة للتقليل من انتشار الفيروس القاتل.
تدمير النسيج الاجتماعي
وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية نبيل عبد الحفيظ إنه من خلال المراكز الصيفية، يسعى الحوثيون "لتجنيد الأطفال وغسل أدمغتهم للتوجه بهم نحو ساحة المعركة".
وأضاف أن هذا يضر بشكل مباشر وكبير بالنسيج الاجتماعي في اليمن "ويمثل أيضا جريمة حرب غير عادية... ويفترض أن يتصدى لها الجميع".
ومن جانبه، قال المحلل السياسي محمود الطاهر إن "المراكز الصيفية هي خطوة من ألف خطوة ينفذها الحوثيون لإنشاء جيل طائفي ملغم بالأفكار الإرهابية".
وأضاف أن "الحوثيين يستخدمون أطفالًا كثيرين في الـ 12 من العمر كوقود في معاركهم ويعيدونهم إلى أسرهم في صناديق"، مطالبا الآباء اليمنيين بعدم إرسال أطفالهم إلى المراكز.
وأكد أنه في حالة حدوث ذلك، فهو يعني "قبولهم بقتل أبنائهم في معارك خاسرة".
وتابع أن سعي الميليشيا وراء أيديولوجية طائفية ضيقة "يعني أنها لا تعمل حسبان للسلام، كون السلام سيمنح التعايش لأبناء اليمن بمختلف تكويناتهم السياسية أو المذهبية".
هجمات على النساء والأطفال
وفي هذا السياق، حذر وزير الخارجية اليمنية أحمد بن مبارك يوم الجمعة من أن الحوثيين قد يقوضون مبادرة دبلوماسية جديدة لتحقيق السلام فيما يسعون للاستيلاء على مدينة مأرب الاستراتيجية قبل مناقشة أي وقف لإطلاق النيران.
وأشار بن مبارك إلى أن إيران التي تساند الحوثيين قد دعمت الهجمات الدموية الأخيرة، وزعم أن طهران تريد أن تستخدم اليمن كورقة ضغط للإبقاء على نفوذها في المباحثات النووية مع القوى العالمية في فيينا.
هذا وقد التقى مبعوثا الأمم المتحدة والولايات المتحدة، مارتين غريفيث وتيم ليندركينج بالوسطاء العمانيين، ويرى بعض المسؤولين انفراجة دبلوماسية.
ولكن زعم بن مبارك أن الحوثيين قد تجاهلوا جهود التواصل الدبلوماسي.
وبحسب الحكومة اليمنية، فإن الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة المفخخة التي أطلقها الحوثيون ضربت أهدافا مدنية، بما في ذلك محطة وقود وأحد مراكز الاحتجاز النسائية.
وقالت مصادر رسمية إن أكثر من 20 شخصا قتلوا الأسبوع الماضي، بما في ذلك طفل ونساء وأفراد أطقم طبية.
وبالنسبة لبن مبارك، تمثل هذه الهجمات مؤشرا على أن الحوثيين يريدون الإبقاء على الصراع مشتعلا إلى أن يستولوا على مدينة مأرب، وهو ما من شأنه أن يحول ميزان القوى.
وأشار إلى أن الهجمات أظهرت عدم احترام الحوثيين الكامل للمبعوثين الدوليين، واعتبر أن يد طهران ورائها.
وقال "أعتقد أن الإيرانيين لا يريدون أن يروا أية حركة في الملف اليمني قبل ضمان شيء في فيينا. نحن لا نقبل ذلك، ولا نريد أن يأخذ الإيرانيون اليمن رهينة".