تربية

الحوثيون يحاولون تحديد ʼسلوكʻ الطلاب

نبيل عبد الله التميمي من عدن

تجمع لأطفال يمنيين في مدرسة بصنعاء خلال فترة الاستراحة في 16 أيلول/سبتمبر، في مطلع العام الدراسي الجديد. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

تجمع لأطفال يمنيين في مدرسة بصنعاء خلال فترة الاستراحة في 16 أيلول/سبتمبر، في مطلع العام الدراسي الجديد. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

أكد مراقبون وتربويون يمنيون للمشارق أن الحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران قاموا مؤخرا بتعديل المنهج الدراسي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم ليشمل تقييمًا لـ"سلوك" الطلاب.

وبينوا أن ذلك يشير إلى تقييم الطلاب استنادًا إلى مشاركتهم في الأنشطة التي تنظمها الميليشيا، واصفين هذه الطريقة بأنها محاولة لتحوير العملية التربوية لخدمة أجندة الحوثيين.

وكانت وزارة التربية والتعليم التابعة للحوثيين قد أصدرت قرارًا في 17 كانون الأول/ديسمبر بإضافة مادة "السلوك" إلى منهج المرحلتين الأساسية والثانوية، بحيث يتوجب على الطالب النجاح بها.

وقال مدير إحدى المدارس الخاصة في جنوب صنعاء إن الحوثيين "عبثوا" بالنظام التعليمي "وأفرغوا المدارس من جوهرها وهدفها المتمثل في إنشاء جيل واع ومتعلم".

وأضاف المدير في حديثه للمشارق، طالبًا عدم الكشف عن اسمه، أن إضافة مادة "السلوك" إلى المنهج من دون معايير واضحة ستجبر الطلاب على دعم الحوثيين والجهة الداعمة لهم، أي إيران.

وتابع أن هذه محاولة واضحة من قبل الحوثيين لتخريب النظام التربوي وبناء "جيش من الموالين لهم".

وأشار إلى أن الحوثيين قاموا في التعميم الذي أصدروه بتكليف معلمي الفصول وغيرهم بالإشراف على مهمة تقييم مستويات "سلوك" الطلاب بالتنسيق مع معلمين آخرين.

ولفت إلى أن "الأنشطة المدرسية في الفصول أو خارجها لا تنفذ إلا تحت إشراف عناصر الجماعة على مستوى مكاتب التربية والمناطق التعليمية".

وقال المدير إن ذلك يشكل ضغطًا على الطلاب ويلقنهم أفكار الحوثيين.

ʼعملية غسل فكري للطلابʻ

ومن جانبها، قالت سيناء أحمد، وهي مشرفة صف تاسع بإحدى المدارس الخاصة، إن المادة الجديدة تركز على سلوك الطلاب ومشاركتهم في الفعاليات والأنشطة المدرسية التي تنفذ حسب تعليمات جماعة الحوثي.

وأضافت للمشارق أن الحوثيين عينوا مندوبين في كل صف دراسي بكل مدرسة، مشيرة إلى أن بعض الطلاب هم من عناصر الميليشيا.

وتابعت أنه "لذلك، فالطلبة مجبرون على القبول بأنشطة وأفكار الحوثي التي لا تتلاءم مع طبيعة وثقافة الشعب اليمني".

وأوضحت أحمد أن فرض المادة الجديدة على الطلاب ترقى "لعملية غسل فكري بالفكر الطائفي".

وبدوره، قال الباحث السياسي نبيل البكيري إن إضافة مادة "السلوك" إلى المناهج هي "عمل منظم الهدف منه التحكم بالعملية التعليمية من خلال منح مشرفي المدارس التابعين للجماعة صلاحية التدخل في إنجاح وإفشال من يريدون حسب الانتماء للجماعة والقبول بأفكارها".

وأضاف البكيري في حديثه للمشارق أن "الأخطر في إضافة هذه المادة هو مسألة تحديد ماهية السلوك المطلوب وغير المطلوب، حسب منظومة الجماعة وأهدافها".

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي وضاح الجليل للمشارق إن جماعة الحوثي "دمرت منظومة التعليم ومؤسساته".

وذكر أن إضافة مادة "السلوك" لتكون شرطًا من شروط نجاح الطلاب وانتقالهم إلى المستوى الدراسي التالي "تأتي من باب الضغط على عليهم وإجبارهم على الالتزام" بتعاليم الحوثيين وفكرهم.

وأشار إلى أن هذا القرار الجديد سيستخدم لإجبار الطلاب وعائلاتهم الرافضة للحوثيين على قبول فكر الميليشيا.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500