أمن

لبنان يكثف جهوده لإحباط تهريب المخدرات

نهاد طوباليان

حبوب كبتاغون وجدت مخبأة في مواد بناء بمستودع في الغازية جنوبي لبنان خلال مداهمة نفذت مؤخرا، كانت مرسلة إلى السودان عبر ساحل العاج من خلال مرفأ بيروت. [فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي]

حبوب كبتاغون وجدت مخبأة في مواد بناء بمستودع في الغازية جنوبي لبنان خلال مداهمة نفذت مؤخرا، كانت مرسلة إلى السودان عبر ساحل العاج من خلال مرفأ بيروت. [فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي]

بيروت - أحبطت القوى الأمنية اللبنانية مؤخرا محاولة لتهريب أكثر من 5.4 مليون حبة كبتاغون عبر مرفأ بيروت، في واحدة من بين سلسلة عمليات ضخمة لتهريب المخدرات أحبطت خلال الأشهر الماضية.

وكشفت وزارة الداخلية في 1 تشرين الثاني/نوفمبر أنه تم العثور على الحبوب التي بلغ عددها 5 ملايين و415 ألف حبة في مستودع بمنطقة الغازية جنوبي لبنان، حيث كانت مخبأة في مواد بناء.

وذكرت الوزارة أنها كانت في طريقها إلى السودان عبر ساحل العاج، مع أنه لم يتضح ما إذا كانت هذه هي الوجهة النهائية.

وخلال الأشهر الماضية، أحبطت قوى الأمن عددا من عمليات تهريب المخدرات الضخمة، علما أن المواد المخدرة كانت مرسلة إلى الأسواق الخليجية، وذلك بعدما كثفت قوى الأمن جهودها مؤخرا لتفكيك شبكات التهريب.

حبوب كبتاغون تم ضبطها خلال مداهمة نفذت مؤخرا في الغازية جنوبي لبنان، كانت مخبأة في مواد بناء. [فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي]

حبوب كبتاغون تم ضبطها خلال مداهمة نفذت مؤخرا في الغازية جنوبي لبنان، كانت مخبأة في مواد بناء. [فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي]

وفي كانون الثاني/يناير، أحبطت عملية تهريب شحنة كبتاغون كانت مخبأة في أكثر من 430 صندوقا من الشاي في طريقها إلى السعودية عبر توغو.

كذلك في كانون الأول/ديسمبر 2021، ضبطت الجمارك اللبنانية 9 ملايين حبة كبتاغون كانت مخبأة في شحنة برتقال بمرفأ بيروت لإرسالها إلى الكويت.

وفي هذا الإطار، قال وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي للمشارق إنه تم اعتقال عدد من الأشخاص خلال المداهمة التي تمت في الغازية، مشيرا إلى أن "التحقيقات، كما التوقيفات، لا زالت مستمرة"

وأكد أن الوزارة تعطي التعليمات لكافة الأجهزة الأمنية لتكثيف العمل الأمني والاستقصائي وأعمال الرقابة والتدقيق والتفتيش على المعابر الحدودية وعلى كامل مساحة الأراضي اللبنانية من أجل مكافحة تهريب المخدرات.

وتابع "تقوم الوزارة بالتنسيق بين الأجهزة كافة ومتابعة كل التفاصيل، بما يؤدي لكشف المزيد من عمليات نقل وتهريب المخدرات وحماية لبنان وسمعته".

وأضاف أن هذه العمليات الأمنية المعززة تحمي أيضا "الدول الشقيقة والصديقة من أضرار تهريب المخدرات".

المهربون يستخدمون المدن الإفريقية

وبدوره، أوضح المحلل السياسي جورج شاهين للمشارق أن عملية التهريب الأخيرة "تشبه إلى حد بعيد العمليات التي كشفت سابقا، وكانت ستتم إما عبر مرفأ بيروت أو مطار بيروت الدولي".

وذكر أن الشبكة هي واحدة من عدة شبكات تستخدم مدنا إفريقية عديدة كنقاط انطلاق لإضاعة التحقيقات والجهود التي تبذلها الهيئات الدولية لملاحقة عمليات تهريب المخدرات.

وقال إن الشحنة التي تمت مصادرتها في المداهمة الأخيرة كانت ستذهب باتجاه أبيدجان في ساحل العاج ومنها إلى السودان، حيث كانت ستقسم وتوزع على مصر ودول الخليج.

وأشار إلى أن هذه استراتيجية تعتمدها الشبكات الكبرى المتخصصة بتهريب المخدرات.

وذكر شاهين أن قوى الأمن، ومن بينها الجيش ومخابرات الجيش وفرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي اللبناني، تملك الكثير من المعلومات حول الشبكات المحتملة التي تتقن الإتجار بالمخدرات والبشر.

ولفت إلى أن هذه شبكات كبيرة تمول نفسها ويتمركز معظمها في نقاط على طول الحدود اللبنانية-السورية وفي الداخل السوري، وتستخدم المعابر غير الشرعية بين البلدين.

وبحسب شاهين، هناك تعاون بين الشبكات السورية واللبنانية ولديها من يتولى تسلم المخدرات في الخليج وإفريقيا.

وأشار إلى أن الشبكة التي تتحرك بالغازية "قامت بعمليات مماثلة قبل 6 أشهر وبعملية كبرى في العام 2020 حسب التحقيقات الأولية"، قائلا إنها تنشط بين أفريقيا والخليج ولبنان.

وتابع أن تهريب المخدرات قد كبد الاقتصاد اللبناني خسائر بملايين الدولارات.

وأوضح أن ذلك "دفع الأجهزة الأمنية وغرف التجارة والصناعة اللبنانية لإبداء استعدادها للتعاون بتجهيز المرفأ والمطار بأجهزة سكانر".

وأضاف أنه في حين أن ذلك من شأنه مساعدة الأجهزة الأمنية على الكشف عن شبكات التهريب، إلا أن "تركيب هذه المعدات لم يستكمل".

الكبتاغون في معاقل حزب الله

ومن جانبه، قال الكاتب السياسي جورج عاقوري للمشارق إن الكبتاغون هو "مخدر مصنع وليس زراعيا وتنتشر مصانعه بالبقاع، وتحديدا بالمناطق الحاضنة لحزب الله والمناطق الحدودية مع سوريا".

وتابع "يعلم الجميع أن عمليات التهريب وتبادل الكبتاغون عبر الحدود اللبنانية-السورية يتم بإشراف حزب الله، لأن الحدود خاضعة له ويسيطر عليها وعلى منافذها".

وأضاف أن "حزب الله معني مباشرة بالكبتاغون وبتغطيته تجار المخدرات، بحيث نرى أشهر تجار المخدرات أمثال نوح زعيتر بالصفوف الأمامية بمجمل مهرجانات حزب الله".

واعتبر أن تداعيات تهريب الكبتاغون إلى الخارج "مسيئة جدا للبنان لأنها لا تضرب صورة لبنان فقط، بل علاقاته مع الدول الصديقة أيضا، لأن المستهدف الرئيسي بالمخدرات هي دول الخليج".

وقال إن لبنان دفع ثمنا باهظا نتيجة إغلاق الدول الخليجية أبوابها بوجه استيراد منتجاته الزراعية بعد اكتشافها أن الشحنات تستخدم لتهريب المخدرات.

وأشار إلى أن ذلك انعكس سلبا على اقتصاد لبنان وتسبب بضرر كبير على المزارعين الذين منعت منتجاتهم من التصدير.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500