كشف تقرير جديد أن شبكات تهريب الأسلحة الإيرانية تنقل قذائف آر.بي.جي وأنظمة إطلاق صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات من العراق إلى روسيا لمساعدتها في هجومها على أوكرانيا.
وأفادت صحيفة الغارديان يوم الإثنين، 11 نيسان/أبريل، أن جهود تهريب الأسلحة تتم بمساعدة الميليشيات العراقية التابعة لإيران.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مصدر ساعد في تنظيم عملية النقل، أن طهران تبرعت لموسكو أيضا بمنظومة صواريخ بافار 373 الإيرانية الصنع وأعادت منظومة صواريخ روسية من طراز إس-300 إلى حليفها الشمالي.
وأضافت أنه تم نقل ذخائر وعتاد عسكري إلى إيران عبر معبر الشلامجة الحدودي مع إيران في محافظة البصرة العراقية يوم 26 آذار/مارس.
وعلّقت مصادر حكومية عراقية والمتحدث باسم هيئة المنافذ الحدودية العراقية على النتائج التي توصلت إليها الصحيفة، قائلين إن "جهة معينة من الممكن أنها أرسلت أسلحة إلى دولة مجاورة"، حسبما نقلته شبكة إيستا الإعلامية يوم الثلاثاء.
وقال خبراء إن الميليشيات التابعة لإيران تسيطر على جزء كبير من المنطقة الحدودية مع إيران، على الرغم من أن الحكومة العراقية بدأت في تموز/يوليو 2020 تنفيذ خطة لمكافحة الفساد والتهريب والأنشطة غير المشروعة في الشلامجة ومعابر أخرى.
وأبدت إيران اهتماما ملحوظا بالمعبر الحدودي، علما أن مسؤولا إيرانيا من غرفة تجارة كرمانشاه أعلن في شباط/فبراير أن الغرفة تعتبر المعبر "بوابة للتجارة مع سوريا ولبنان أيضا".
وفي مؤتمر عُقد في 2 آذار/مارس، قال مدير منظمة تنمية التجارة الإيرانية فرزاد بلتين إن الحكومة الإيرانية تسعى إلى إنشاء خط سكة حديد مع المحافظات العراقية الجنوبية (أي البصرة وذي قار وميسان).
وأشار إلى ضرورة العمل على توحيد إدارة معبر الشلامجة الحدودي بين البلدين.
ممر نقل بين الشمال والجنوب
وذكرت صحيفة الغارديان نقلا عن قائد الميليشيا التي تسيطر على المعبر، أن الجيش الإيراني استلم الشحنة في الشلامجة وأخذها إلى روسيا بحرا.
ووفقا لمصدر ميليشياوي، قامت الميليشيات التابعة لإيران أيضا بتفكيك وشحن نظامين من تصميم برازيلي لإطلاق الصواريخ.
وأشارت الغارديان إلى أن 3 سفن شحن قادرة على حمل مثل هذه الأحمال عبرت بحر قزوين من ميناء بندر أنزالي الإيراني إلى مدينة أستراخان الروسية في هذا الإطار الزمني، علما أن 2 منها ترفعان العلم الروسي فيما ترفع الثالثة العلم الإيراني.
وقبل عقدين من الزمن، وقّعت روسيا وإيران والهند اتفاقية تحدد رؤية لممر النقل بين الشمال والجنوب، وفقا لتقرير صدر عن معهد بروكينغز في تموز/يوليو 2002.
وإن هذا الممر عبارة عن طريق للسفن والسكك الحديدية والطرق بطول 7200 كيلومتر، يستخدم لنقل البضائع بين الهند وإيران وأفغانستان وأذربيجان وروسيا وآسيا الوسطى وأوروبا.
وقال المركز البحثي ومقره واشنطن، إن الطريق يمتد من الهند عبر بحر العرب إلى ميناء بندر عباس الإيراني، حيث تعبر البضائع بعد ذلك إيران وبحر قزوين إلى موانئ في الجانب الروسي من بحر قزوين.
وأضاف أنه في الحقبة السوفياتية، مرت على طول هذا الطريق سنويا ملايين الأطنان من البضائع العابرة من أوروبا إلى إيران عبر الاتحاد السوفياتي، وبين الاتحاد السوفياتي والهند.
وقال معهد بروكينغز إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار خلال زيارة قام بها في نيسان/أبريل 2002 إلى منطقة أستراخان المطلة على ساحل بحر قزوين، إلى الأهمية الاقتصادية لممر النقل بين الشمال والجنوب.
ʼتحول في الاستراتيجية الروسيةʻ
وقالت صحيفة الغارديان إن "استخدام عالم تهريب الأسلحة من شأنه أن يشير إلى تحول جذري في الاستراتيجية الروسية، إذ تضطر موسكو بعد العقوبات الجديدة التي فرضت إثر غزو أوكرانيا إلى الاعتماد على حليفها العسكري في سوريا، أي إيران".
وقال الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط مهند حاج علي، إن نوع السلاح المعني "سيحدث فرقا كبيرا على الأرض في أوكرانيا".
وقال لصحيفة الغارديان "بات يتعين على دول أخرى مثل الصين أن تكون حذرة للغاية بشأن إعطاء أسلحة لروسيا اليوم نظرا للعقوبات الجديدة. وكجزء من هذا المحور، تريد إيران التأكد من أن روسيا لن تفقد سيطرتها في هذا الصراع".
وتابع "إذا تزعزع استقرار نظام بوتين سيكون لذلك تداعيات كبيرة على إيران خاصة في سوريا، حيث تعتمد دمشق على الدعم الجوي الروسي والتنسيق الروسي لتجنب الصراع المباشر بينها وبين إسرائيل".
وتواجه روسيا حاليا عقوبات واسعة النطاق نتيجة حربها على أوكرانيا، تشمل موادا ذات استخدامات عسكرية. ومن بين الانتكاسات الأخرى، أدت هذه العقوبات إلى نقص في القطع لدى المصنع الرئيسي للمركبات المدرعة.