الرياض - أعلن رئيس اليمن يوم الخميس، 7 نيسان/أبريل، تسليم صلاحياته لمجلس قيادة جديد برئاسة رشاد العليمي، وهو مستشار رئاسي ووزير سابق للداخلية.
وتأتي هذه الخطوة، التي رحب بها المحللون بتفاؤل حذر، وسط وقف هش لإطلاق النار بين الجانبين المتحاربين في اليمن.
وقال الرئيس عبد ربه منصور هادي في بيان متلفز صباح الخميس، وهو اليوم الأخير من المفاوضات اليمنية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض، "أفوض مجلس القيادة الرئاسي تفويضا لا رجعة فيه بكامل صلاحياتي".
وأعلن هادي أيضا عن إعفاء نائب الرئيس علي محسن الأحمر من منصبه.
وسيتألف المجلس الجديد من 8 أفراد وسيكون برئاسة العليمي، وهو شخصية معروفة في المشهد السياسي اليمني.
ففي العام 2019، اختار التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية المؤلف من 16 من أكبر الأحزاب السياسية الفاعلة في البلاد، العليمي رئيسا له.
وكان يُنظر للتحالف آنذاك على أنه مهم للغاية لجهة توحيد مواقف الأحزاب السياسية خلف الحكومة الشرعية، إلى جانب إعادة إنشاء الدولة وتنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني.
وكان مؤتمر الحوار الوطني الذي اختتمت أعماله في كانون الثاني/يناير 2014، يندرج في إطار جهود المصالحة في أزمة اليمن والتي كانت تهدف إلى توجيه البلاد نحو السلام. إلا أن جهود المؤتمر تعرقلت إلى حد كبير جراء الانقلاب الذي نفذه الحوثيون في وقت لاحق من العام نفسه.
وزج الحوثيون المدعومون من إيران باليمن في حرب طاحنة دمرت البلاد وأدت إلى مقتل أو تشويه 10 آلاف طفل يمني، إضافة إلى التسبب بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وقال هادي إنه ستوكل إلى مجلس القيادة الجديد مهمة "التفاوض مع الحوثيين بشأن وقف إطلاق نار دائم".
وأشار إلى ضرورة أن يجلس المجلس إلى طاولة المحادثات "للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل، يتضمن مرحلة انتقالية تنقل اليمن من حالة الحرب إلى حالة السلام".
ʼبريق أملʻ
وفي هذا الإطار، أعطت هدنة تم التوصل إليها برعاية الأمم المتحدة وبدأ سريان مفعولها يوم السبت في أول يوم من شهر رمضان المبارك، بريق أمل في ظل الصراع الدائر.
وفي إطار الهدنة، وافق التحالف العربي على تخفيف الحصار الجوي والبحري للسماح للرحلات التجارية بالهبوط في صنعاء ودخول الوقود والمزيد من الشحنات الغذائية إلى ميناء الحديدة الذي يعد معبرا حيويا للمساعدات.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ يوم الأربعاء إنه تم تسجيل "تراجع ملحوظ لأعمال العنف" منذ سريان مفعول الهدنة، إلا أن الطرفين اتهما بعضهما البعض بـ"خروقات" صغيرة لوقف إطلاق النار.
وجاءت الهدنة بالتزامن مع المحادثات التي أجريت في الرياض بشأن اليمن. لكن الحوثيين رفضوا المشاركة في هذه المحادثات.
وقد شكك بعض المحللين فيما يمكن أن تتوصل إليه المفاوضات في غياب الحوثيين، ولكن تطورات يوم الخميس قد تساعد التحالف العربي في التحدث بصوت واحد في أي مفاوضات سلام مستقبلية.
وكان المعسكر المناهض للحوثيين قد شهد خلافات بين الانفصاليين الجنوبيين، أي المجلس الانتقالي الجنوبي، والوحدويين الشماليين الموالين لهادي، علما أن الرياض تفاوضت بشأن اتفاق لتقاسم السلطة وتشكيل حكومة جديدة في العام 2019.
وقد كانت حكومة هادي المعترف بها دوليا عالقة في صراع مع الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على صنعاء وعلى معظم المناطق الشمالية.
وكان هادي قد فر في شباط/فبراير 2015 إلى عدن التي هي اليوم العاصمة المؤقتة لليمن، قبل التوجه إلى السعودية حيث حكم في المنفى. وتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في الحرب لدعم الحكومة اليمنية في آذار/مارس 2015.
تحول ملحوظ
وقالت السعودية إنها ترحب بإعلان هادي وتعهدت بتقديم 3 مليارات دولار من المساعدات والدعم لليمن، على أن تدفع الإمارات جزءا من المبلغ.
وفي هذا السياق، قال بيتر ساليزبوري، وهو أحد كبار المحللين في الشأن اليمني بمجموعة الأزمات الدولية، عبر تويتر إن تشكيل المجلس الجديد يشكل "أبرز تحول في طريقة العمل الداخلية للتكتل المناهض للحوثيين منذ اندلاع الحرب".
ولكنه حذر من أن تنفيذ هذه الترتيبات سيكون "معقدا على أقل تقدير".
والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالمجلس وعبّر عن أمله بفتح "صفحة جديدة" في اليمن، حسبما نقلته وسائل الإعلام الرسمية.
كذلك، رحب أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف بإعلان هادي، متعهدا بدعم مجلسه لمجلس القيادة الجديد "في مهامه الهادفة إلى إحلال السلم والأمن" في اليمن.
يُذكر أن الشعب اليمني المؤلف من 30 مليون نسمة، هو بحاجة ماسة إلى المساعدة.
وتم خلال مؤتمر أممي للمانحين جمع أقل من ثلث المبلغ المستهدف، وهو 4.27 مليار دولار، الأمر الذي أثار تحذيرات بشأن بلد يعتمد فيه 80 في المائة من الشعب على المساعدات.