عدن - قال ناشطون حقوقيون في اليمن إن الحرب التي بدأت قبل 7 سنوات تؤثر على الأطفال أكثر من غيرهم، سواء بشكل مباشر على الخطوط الأمامية أو بشكل غير مباشر من خلال تداعيات الصراع السلبية.
ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، قُتل أو شُوه 10 آلاف طفل يمني منذ آذار/مارس 2015، عندما تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الحكومة اليمنية بعد انقلاب الحوثيين.
وإثر زيارته إلى اليمن، قال المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر في اجتماع إحاطة للأمم المتحدة عقد في جنيف يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر، "لقد وصل الصراع في اليمن إلى مرحلة مخزية".
واضاف "منذ آذار/مارس 2015 قُتل أو شُوه 10 آلاف طفل، أي ما يعادل 4 أطفال يوميا".
وتابع إلدر أن العديد من الحوادث التي تشهد موت أو إصابة أطفال لا تزال غير موثقة، مشيرا إلى أن 4 من كل 5 أطفال، أي ما مجموعه 11 مليون طفل، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في اليمن.
وفي هذه الأثناء، كشف أن نحو 400 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، وأكثر من مليوني طفل تسربوا من المدارس.
معاناة متزايدة
من جانبه، قال المحلل السياسي محمود الطاهر إن إنهاء معاناة الشعب اليمني، وخصوصا الأطفال، يتم عبر العمل "من أجل السلام".
وأضاف أنه بعد أن عشنا الحرب مدة 7 سنوات، "لم نجد إلا زيادة المعاناة وتفاقم آثارها السلبية".
وشدد على ضرورة عمل منظمات الأمم المتحدة بما فيها اليونسيف، على التركيز على السلام والضغط على جميع الأطراف لتحقيقه.
وبدوره، قال وكيل وزارة حقوق الإنسان نبيل عبد الحفيظ للمشارق، إن عدد الأطفال الذين قتلوا أو تشوهوا أكبر بكثير مما تتحدث عنه التقارير.
وأوضح أن "جماعة الحوثي ارتكبت قائمة من الانتهاكات المتعلقة بقضايا الطفولة وفي مقدمتها التجنيد المتعمد الذي يجبر الأهالي على دفع أبنائهم لجبهات الحوثي".
وذكر نائب مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة مروان نعمان، أن 2000 طفل جندتهم جماعة الحوثي قد قتلوا خلال حرب الجماعة المدعومة من إيران في حربها على مأرب.
وقد عقد اجتماع ركز على حماية الأطفال وضحايا النزاع المسلح، على هامش الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر.
ومن الوقائع التي قدمت حينها، تجنيد الحوثيين أكثر من 35 ألف طفل منذ عام 2014، 17 في المائة منهم دون سن الـ 11 عاما، علما أن 6729 طفلا يقاتلون على جبهات الحوثيين.
الأطفال حطب للحرب
ومن جهته، قال وكيل وزارة الصحة عبد الرقيب الحيدري إن "انقلاب الحوثي أثر بشكل مباشر على القطاعات الخدمية".
ولفت إلى أنه "في مقدمتها انهيار القطاع الصحي الذي لم يعد يعمل منه سوى أقل من نصف قدراته".
وتابع أن ذلك فاقم انتشار الأوبئة، مما زاد من ضعف الفئات التي هي أصلا الأضعف من المجتمع، وبمقدمها الأطفال.
وأضاف أن الوضع الراهن في اليمن هو مأساوي للأطفال الذين يسقطون ضحية القصف والهجمات الصاروخية وانفجار الألغام الأرضية وتدهور الخدمات العامة.
ويتم كذلك تجنيدهم واستخدامهم كحطب للحرب.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي المقيم في اليمن فارس النجار إن تقرير اليونيسف هو "انعكاس للأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد بسبب الحرب وخلفت أكبر أزمة إنسانية عرفتها الإنسانية في العصر الحديث".
وأضاف أن هناك "أكثر من 21 مليون يمني يحتاجون لمساعدات إنسانية".
وأشار النجار إلى أن عدد الضحايا من الأطفال في تزايد مستمر بسبب اشتداد الأزمة الاقتصادية واستمرار تدهور العملة الوطنية وزيادة التضخم.
وأكد النجار أن اليمن بحاجة لزيادة الدعم وترشيد إدارة توزيع المساعدات ويجب أن تتدخل الحكومة للمساعدة سواء بعملية التنسيق الواسع مع الأمم المتحدة لحشد الجهود والموارد وتنظيم توزيع هذه المساعدات.
ودعا الأمم المتحدة إلى تعزيز جهودها لحماية الأطفال والتخفيف من معاناتهم والعمل على وقف الحرب.