عدن - في الوقت الذي تعمل فيه جميع الأطراف في اليمن من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الإجراءات الإنسانية والاقتصادية ووقف دائم لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية، تستمر الهدنة في الصمود وجهود إعادة الإعمار جارية على قدم وساق.
على الرغم من الوضع العسكري الهش والتحديات الاقتصادية والإنسانية الهائلة، لا تزال الهدنة في اليمن مستمرة حتى بعد انتهاء مهلتها، حسبما قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن لمجلس الأمن الدولي في 17 أيار/مايو.
وأكد أن أطراف النزاع يظهرون استعدادهم للانخراط بشكل بنّاء، مشددا على الحاجة إلى اتفاق أكثر شمولا واستمرار الدعم من مجتمع إقليمي ودولي متماسك ومنسق.
ومع مواصلة هذه الجهود، تساعد السعودية اليمن على إطلاق مشاريع تنموية في قطاعات الصحة والنقل والتعليم والزراعة وصيد السمك.
وفي هذا السياق، افتتح رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، آخر المشاريع في عدن يوم 10 أيار/مايو مع المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن محمد آل جابر.
ومنذ إنشاء البرنامج السعودي عام 2018، أطلق 229 مشروعا ومبادرة تنموية بينها إعادة تأهيل مستشفى عدن العام بسعة 270 سريرا وإنشاء مركز للقلب فيها.
ودشن العليمي المرحلتين الأولى والثانية من مشروع إعادة تأهيل مطار عدن الدولي ووضع حجر الأساس للمرحلة الثالثة.
ويهدف المشروع إلى تطوير المطار والارتقاء بجودة خدمات الركاب.
وشملت المشاريع في القطاع التربوي افتتاح 31 مدرسة في جميع أنحاء البلاد بينها 4 مدارس حديثة وطبع وتوزيع 548852 كتابا مدرسيا وتوفير 12978 قطعة أثاث مدرسي و26 حافلة.
وتضمنت المرحلة الثانية من مشروع "المسكن الملائم" إعادة تأهيل 170 وحدة سكنية في محافظة عدن بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومؤسسة الوليد الإنسانية.
وكانت المرحلة الأولى قد انتهت بتسليم 150 وحدة سكنية للمستفيدين.
’آمن ومستقر ومتطور‘
وقال العليمي لوسائل إعلام إقليمية إن الدور السعودي في تنمية اليمن دليل على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وقال المبعوث السعودي محمد آل جابر لوكالة الصحافة الفرنسية بعد جولة على مستشفى عدن العام والمباني السكنية القريبة ومطار عدن الدولي، "هدفنا واضح: يمن آمن ومستقر ومتطور".
وأشار آل جابر إلى أن حملة الرياض لإعادة الإعمار تشمل مليار دولار أودعت في وقت سابق من هذا العام في البنك المركزي اليمني و600 مليون دولار في صندوق المشتقات النفطية ومشاريع بقيمة 400 مليون دولار مثل مشروعي المستشفى والمطار.
ومن جانبه، قال طبيب القلب محمد أحمد ناصر للمشارق إن مستشفى عدن العام "سيشكل نقلة نوعية في تحسين جودة الخدمات الصحية في عدن والمحافظات المجاورة".
وأضاف أن مركز القلب الجديد في المستشفى هو المركز "الوحيد في اليمن الذي يقدم خدمات مجانية لعمليات القلب المفتوح والقسطرة القلبية".
وأكد ناصر أن الكادر الموجود في المستشفى "يعتبر كادرا مميزا ونوعيا ونفذ خلال فترة قصيرة عمليات نوعية لا تجرى إلا خارج اليمن".
وبدوره، قال الموظف في القطاع العام نشوان الأكحلي للمشارق، إن مستشفى عدن العام عالج الكثير من المرضى، خصوصا من ذوي الدخل المحدود.
وذكر الأكحلي أن بعض المرضى من كبار السن في عدن كانوا قد "فقدوا الأمل في علاج بعض الحالات المرضية العادية وإجراء العمليات البسيطة ومنهم والدي الذي استطاع الرؤية مجددا بعد إجراء عملية سحب المياه البيضاء".
مشاريع تنموية
وفي حديثه للمشارق، اعتبر الاقتصادي عبد العزيز ثابت أن الهدف الأساسي للمبادرات السعودية في اليمن هو "تنفيذ مشاريع تخدم القطاعات الإنتاجية وتزيد من وتيرة الإنتاج".
وأردف أن هذه المشاريع تخلق فرص عمل للقوى العاملة في الزراعة وصيد السمك وتأهيل الطرقات وقطاعات أخرى.
وأشار ثابت إلى أن البرنامج السعودي ساهم في دعم الإنتاج الزراعي والسمكي من خلال تعزيز استخدام التقنيات والنظم الزراعية الحديثة.
وتشمل هذه المشاريع إطلاق المرحلة الثانية من مشروع توفير 35 نظام ري زراعيا تعمل بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى إعادة تأهيل مواقع تخزين الأسماك لتحفيز ممارسة الصيد في عدة محافظات.
وأكد ثابت على الأهمية البالغة لهذه المشاريع، مشيرا إلى أنها ستخفف من معاناة الشعب اليمني.
وشدد على أهمية تأهيل المدارس "وكذلك تأهيل طريق هيجة العبد وهو الطريق الوحيد الذي يربط محافظة تعز بمدينة عدن".
وأغلق الحصار الحوثي الطريق إلى تعز فترة طويلة، ما أدى في وقت من الأوقات إلى خروج تظاهرات شبه يومية ضد الجماعة المدعومة من إيران.