سياسة

الأمل في المستقبل يلوح في ظل القيادة اليمنية الجديدة

نبيل عبد الله التميمي

يمنيون يشاركون في صلاة عيد الفطر في مسجد بصنعاء، صباح يوم 2 أيار/مايو. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

يمنيون يشاركون في صلاة عيد الفطر في مسجد بصنعاء، صباح يوم 2 أيار/مايو. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن - تسود في الشارع اليمني موجة من التفاؤل بشأن تجدد احتمال تحقيق السلام وحل الأزمة الاقتصادية في البلاد بعد انطلاق عمل مجلس القيادة المشكل حديثا بشكل رسمي.

وكان مجلس القيادة المعروف رسميا باسم مجلس القيادة الرئاسي، قد أدى اليمين الدستورية خلال جلسة البرلمان المنعقدة في 19 نيسان/أبريل.

وجرى ذلك بعد أن قام الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي في 7 نيسان/أبريل بنقل صلاحياته بشكل نهائي إلى المجلس المكون من 8 أعضاء ويرأسه رشاد العليمي.

وفي خطاب ألقاه عقب تأدية أعضاء المجلس اليمين الدستورية، قال العليمي إنه على الرغم من كون المجلس يمد يده للحوثيين لتحقيق السلام، إلا أنه ملتزم بتنفيذ مسؤوليته في استعادة الدولة ومؤسساتها.

رئيس مجلس القيادة اليمني الجديد رشاد العليمي، يحضر اليوم الأخير من مؤتمر حول النزاع في اليمن استضافه مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض يوم 7 نيسان/أبريل. [فايز نور الدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

رئيس مجلس القيادة اليمني الجديد رشاد العليمي، يحضر اليوم الأخير من مؤتمر حول النزاع في اليمن استضافه مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض يوم 7 نيسان/أبريل. [فايز نور الدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

مركبات تسير على طول الطريق الوحيد بين تعز وعدن والذي تعرض لأضرار كبيرة، في صورة التقطت يوم 23 أيلول/سبتمبر 2020. وبدأت القيادة اليمنية الجديدة مفاوضات لفتح الطريق الذي يسيطر عليه الحوثيون. [أحمد الباشا/وكالة الصحافة الفرنسية]

مركبات تسير على طول الطريق الوحيد بين تعز وعدن والذي تعرض لأضرار كبيرة، في صورة التقطت يوم 23 أيلول/سبتمبر 2020. وبدأت القيادة اليمنية الجديدة مفاوضات لفتح الطريق الذي يسيطر عليه الحوثيون. [أحمد الباشا/وكالة الصحافة الفرنسية]

وتعهد بالعمل لتحسين الاقتصاد في البلاد وضمان انتظام صرف الرواتب لجميع موظفي الدولة وانتظام وتحسين رواتب منتسبي الجيش والأمن ورواتب المتقاعدين العسكريين والمدنيين.

ووعد أيضا بتأمين استقرار العملة الوطنية وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي في اليمن، مجددا التزام المجلس والحكومة بالهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن الحكومة رفعت إلى مكتب المبعوث الأممي أسماء ممثليها الذين سيشاركون بمفاوضات فتح الطرقات المؤدية إلى تعز والتي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران.

وفي حديثه للمشارق، قال وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي "نحن أمام حقبة جديدة من تاريخ اليمن".

وأضاف أن مجلس القيادة الجديد هو "مجلس سلام، لكنه سلام عادل ومشترك يقوم على أساس إنهاء تمرد جماعة الحوثي التابعة لإيران وإنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة".

’متفائلة بالمرحلة الجديدة‘

وفي هذا السياق، قالت الطالبة في جامعة تعز نسيم القباطي، إن "ما يهم المواطن هو وقف الحرب وتخفيض الأسعار ودفع المرتبات".

وأضافت "انا متفائلة بالمرحلة الجديدة، وأؤمن أن القيادة الجديدة ستنهي الحرب وتمد يد السلام للحوثييين".

وتابعت "إذا رفضوا كما هي عادتهم، فإن استعادة الدولة بالقوة سيكون أفضل لأن المجلس جمع كل القيادات العسكرية وقيادات تشكيلات الجيش [الموالية للحكومة]".

وبدوره، ذكر المحلل السياسي عادل الشجاع أن "توحيد ودمج الوحدات العسكرية والأمنية تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية هو حجر الأساس نحو استعادة السلام والانتصار على جماعة الحوثي المدعومة من إيران".

ولفتت المواطنة ذكرى محمد التي تعمل في القطاع العام وتعيش في عدن، إلى أنها تشعر بقرب "انفراجة كبيرة لليمن بعد حرب دخلت عامها الثامن".

وأوضحت أن "عودة مجلس القيادة إلى عدن ومعه الحكومة ومجلس النواب تبشر بتحسين الأوضاع المعيشية وصرف المرتبات وتحسين الخدمات".

وأشارت محمد إلى حشد كل قيادات الدولة وسلطتها التشريعية حول مجلس القيادة، مما يعطيه القدرة على "إحلال السلام ووقف الحرب التي أكلت كل شيء".

وقالت "على جماعة الحوثي وضع مصلحة البلاد أولا ووقف عبث إيران في اليمن من أجلنا نحن الشعب".

وفي الإطار نفسه، قالت أستاذة علم الاجتماع بجامعة تعز ألفت الدبعي، إن كلمة العليمي "مبشرة بالخير لمرحلة جديدة".

ولفتت إلى "التأكيد [الذي سلطته هذه الكلمة] على مضامين تمكين النساء والشباب وضمان مشاركتهم في مؤسسات الدولة ومراكز صنع القرار وتنفيذ تحديات المرحلة الانتقالية".

بوادر اقتصادية إيجابية

ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت إن الإعلان عن تشكيل مجلس جديد وعودته إلى عدن كان لهما تأثير إيجابي على قيمة الريال اليمني مقارنة بالعملات الصعبة.

وأوضح أنه بعد الإعلان، انخفض سعر صرف الدولار في كل من صنعاء وعدن من 600 ريال يمني إلى ما دون الـ 550 ريال للدولار الواحد.

وتابع أن "ذلك أعطى مؤشرا إيجابيا للناس، إضافة إلى عودة الحكومة ومجلس النواب والتعهد بصرف المرتبات".

وأكد ثابت أن التزام الحكومة ببيانها المالي والتوصيات التي ستصدر عن مجلس النواب عند إقراره لها "سيحد من مظاهر الفساد وسيقنن المصروفات".

وذكر أن "ذلك سينعكس بشكل أو بآخر على حياة المواطنين كما سيحسن الخدمات المقدمة لهم".

وكانت الحكومة قد قالت إن إجمالي الموازنة العامة للسنة المالية الجارية يبلغ 3 تريليونات و243 مليار ريال يمني. وقدرت حجم العجز في مشروع الموازنة بـ 401 مليار ريال.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500