أمن

تهريب السلاح من الحرس الثوري للحوثيين يهدر فرصة إحلال السلام باليمن

نبيل عبد الله التميمي ووكالة الصحافة الفرنسية

عناصر من الحوثيين المدعومين من إيران يشاركون وهم يحملون السلاح في مسيرة بصنعاء في 27 كانون الثاني/يناير. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

عناصر من الحوثيين المدعومين من إيران يشاركون وهم يحملون السلاح في مسيرة بصنعاء في 27 كانون الثاني/يناير. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن -- انطلقت محادثات بشأن الحرب اليمنية في العاصمة السعودية يوم الأربعاء، 30 آذار/مارس، ولكن الخبراء يقولون إنه لا يمكن إحراز إلا تقدم حقيقي قليل للغاية في غياب الحوثيين المدعومين من إيران والذين لم يشاركوا في المحادثات.

ويستضيف مجلس التعاون الخليجي المحادثات التي تستمر أسبوعا في الرياض بمشاركة المبعوث الأممي هانس غراندبرغ والمبعوث الأميركي إلى اليمن تيم لندركينغ.

وذكر ماجد المذحجي مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية أنه "من غير الواضح إلى أين ستؤدي مباحثات الرياض".

وتابع أن "جدول أعمال الاجتماع عام للغاية وستكون المحادثات محصورة بطرف واحد ولن تشمل الحوثيين. وفيما يتعلق بمسار السلام، لن تؤدي إلى شيء لأن الحوثيين ليسوا حاضرين".

الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف يتحدث خلال مؤتمر عن حرب اليمن في العاصمة السعودية الرياض في 30 آذار/مارس. [فايز نورالدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف يتحدث خلال مؤتمر عن حرب اليمن في العاصمة السعودية الرياض في 30 آذار/مارس. [فايز نورالدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

وقال دبلوماسي عربي مقيم في الرياض تحدث إلى وكالة الصحافة الفرنسية شريطة عدم الكشف عن هويته إنه بغياب الحوثيين "ينقص [المحادثات] جزءا مهما من المعادلة".

ورفض الحوثيون الانضمام إلى المحادثات.

تواصل تهريب الأسلحة

وأعلنت الجماعة يوم السبت عن وقف إطلاق النار، وقد التزمت به حتى اليوم.

ولكن الخطوة تأتي بعد سلسلة هجمات نفذت ضد السعودية.

فيوم الجمعة، أطلقت الجماعة المدعومة من إيران طائرات مسيرة وصواريخ على 16 هدفا في السعودية، فطالت محطة توزيع منتجات نفطية تابعة لأرامكو في جدة، مما تسبب باندلاع حريق في صهريجي تخزين.

وقبل بضعة أيام من ذلك، أطلقت سلسلة من الطائرات المسيرة والصواريخ عبر الحدود على منشآت مدنية في السعودية.

واستخدمت الصواريخ الموجهة الإيرانية لمهاجمة محطة تحلية للمياه في الشقيق ومنشأة توزيع للنفط تابعة لأرامكو في جيزان.

كذلك، دمر التحالف العربي زورقين مسيرين قبالة ساحل الحديدة، وعلى ما يبدو كان الحوثيون يخططون لاستخدامهما في هجمات على ناقلات النفط التي تعبر مضيق باب المندب.

وقال نبيل عبد الحفيظ وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان إن هجمات الحوثيين تدل على "نوايا إيران الخبيثة تجاه أمن واستقرار المنطقة بسبب استمرار تهريبها للسلاح للحوثيين".

وأضاف أن "إيران تخادع المجتمع الدولي والولايات المتحدة عندما تطالب بالعمل على رفع العقوبات عليها"، مشيرا إلى المحادثات المتواصلة التي قد تؤدي إلى عودة إيران إلى شروط الاتفاق النووي لعام 2015.

وقال مسؤولون إن إيران استمرت بتهريب الأسلحة إلى الحوثيين، مما يؤجج حالة التوتر الإقليمية ويطيح بفرصة إحلال سلام دائم في اليمن.

وأشار عبد الحفيظ إلى أن شبكات التهريب التابعة للحرس الثوري الإيراني حاولت بصورة متكررة انتهاكحظر توريد الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة والذي يمنع إمداد الحوثيين بالسلاح.

وأضاف "لا تكاد تمر فترة إلا ونسمع عن ضبطيات الأسلحة الإيرانية من البحرية الأميركية".

وفي كانون الأول/ديسمبر على سبيل المثال، ضبطت البحرية الأميركية 1400 بندقية من طراز أيه كيه-47 وذخائر من على متن قارب صيد في بحر العرب الشمالي، يشتبه بأنها أرسلت من إيران.

وفي كانون الثاني/يناير، خلص تقرير سري للأمم المتحدة إلى أن آلاف قاذفات الصواريخ والرشاشات وبندقيات القنص وغيرها من الأسلحة التي صادرتها البحرية الأميركية في بحر العرب، هي على الأرجح مرسلة من مرفأ في إيران.

ʼيد إيران في اليمنʻ

وأكد عبد الحفيظ أن رفع العقوبات عن إيران سيزيد على الأرجح من عمليات تهريب السلاح للحوثيين "وسنرى مزيدا من الهجمات الحوثية".

وتابع أن إيران تسعى إلى التأثير في مفاوضاتها بشأن الاتفاق النووي عبر التسبب بحالة عدم استقرار في المنطقة.

وأضاف أن جماعة الحوثي تلعب دورا في هذا المخطط كونها "يد إيران في اليمن"، لافتا إلى أنه لهذا السبب تعمل على وضع عقبات أمام مبادرات السلام.

وبدوره، ذكر عبد السلام محمد مدير مركز أبعاد للدراسات أن "الحرس الثوري الإيراني هو الحاكم في إيران عسكريا وهو من يدير ميليشياتها في الخارج"، مشيرا إلى أن إيران ووكلاءها تشكل خطرا على الاستقرار الإقليمي.

وأكد أن الحركة الحوثية هي "أداة من أدوات الحرس الثوري في المنطقة وبالتالي لا يمكن أن تتوقف عن أنشطتها إلا إذا طلب منها ذلك بواسطة غرفة العمليات في إيران".

ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت إن شبكات التهريب التابعة للحرس الثوري أصبحت على مدى السنوات تتميز بكفاءة عالية وباتت تساعد الحرس في توليد الدخل، مما يسمح له بالاستمرار بتمويل وكلائه في المنطقة.

وأضاف أنه في هذه الأثناء، يعتمد 80 في المائة من سكان اليمن على المساعدات في ظل أزمة إنسانية تسببت بها الحرب التي تدوم منذ 7 سنوات.

وأشار إلى أنه رغم المعاناة الإنسانية الهائلة، إلا أن "إيران والحوثيين لا يهمهم سوى تهريب الأسلحة المصنعة في روسيا والصين وإيران".

وأكد ثابت أن الجماعة الحوثية برهنت مرارا وتكرارا أنها عبارة عن "سلاح يحمي مصالح إيران وحلفائها"، وليست جماعة تتحرك بما يتماشى مع مصالح اليمن وشعبه.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500