دبلوماسية

الشكوك تحوم حول التزام إيران بوقف إرسال الأسلحة إلى الحوثيين

نبيل عبد الله التميمي

الآلاف من البنادق الهجومية من طراز إيه كيه-47 نقلت إلى سطح مدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس ذي سوليفناز خلال عملية جرد في 7 كانون الثاني/يناير. صادرت القوات البحرية الأميركية 2116 بندقية هجومية من طراز إيه كيه-47 من سفينة صيد كانت تمر عبر طريق بحري من إيران إلى اليمن. [البحرية الأميركية]

الآلاف من البنادق الهجومية من طراز إيه كيه-47 نقلت إلى سطح مدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس ذي سوليفناز خلال عملية جرد في 7 كانون الثاني/يناير. صادرت القوات البحرية الأميركية 2116 بندقية هجومية من طراز إيه كيه-47 من سفينة صيد كانت تمر عبر طريق بحري من إيران إلى اليمن. [البحرية الأميركية]

عدن -- قال مراقبون سياسيون إن فشل إيران في وقف تهريب الأسلحة والمخدرات إلى الحوثيين يلقي بظلال من الشك على نواياها الفعلية فيما يتعلق بإحلال سلام دائم في اليمن.

وأثار اتفاق سعودي إيراني تم توقيعه في آذار/مارس الآمال بإنهاء حرب اليمن المستمرة منذ ثماني سنوات، ومع ذلك تواصل إيران تسليح الحوثيين وتدريبهم، علما أن الاتفاق الذي توسطت فيها الصين لم يتطرق إلى هذه القضية.

وقال المبعوث الأميركي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ، في 11 أيار/مايو، إن التقارب الأخير بين السعودية وإيران لم يمنع طهران من إرسال أسلحة إلى الحوثيين.

وأضاف ليندركينغ "ما زلت قلقا بشأن دور إيران، وأعني أنه خلال فترة الحرب، قامت [إيران] بتسليح وتدريب وتجهيز الحوثيين لمحاربة السعودية ومهاجمتها".

أكياس مخدرات غير مشروعة نقلت إلى سطح زورق الاستجابة السريعة لخفر السواحل الأميركي غلين هاريس لجردها، وذلك خلال عملية مصادرة في خليج عمان يوم 10 أيار/مايو. تم اعتراض السفينة في المياه الدولية بعد مغادرتها ميناء تشابهار الإيراني. [البحرية الأميركية]

أكياس مخدرات غير مشروعة نقلت إلى سطح زورق الاستجابة السريعة لخفر السواحل الأميركي غلين هاريس لجردها، وذلك خلال عملية مصادرة في خليج عمان يوم 10 أيار/مايو. تم اعتراض السفينة في المياه الدولية بعد مغادرتها ميناء تشابهار الإيراني. [البحرية الأميركية]

إيرانيون يزورون معرض أسلحة ومعدات عسكرية في طهران يوم 2 شباط/فبراير 2019. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

إيرانيون يزورون معرض أسلحة ومعدات عسكرية في طهران يوم 2 شباط/فبراير 2019. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

وعلى الرغم من أنه لم تحدث أي هجمات منذ أكثر من عام، إلا أن "الإيرانيين واصلوا تهريب الأسلحة والمخدرات إلى ساحة الصراع"، على حد قوله.

وفي تعليق نُشر في 19 نيسان/أبريل، قالت مجموعة الأزمات الدولية إن إيران لم تظهر بعد استعدادها لتقديم تنازلات حقيقية، لا سيما فيما يتعلق بتزويد الحوثيين بالأسلحة المتطورة.

وأضافت "حتى لو أرادت إيران الالتزام، فإن نفوذها على الحوثيين وقدرتها على إقناع الجماعة بقبول اتفاق سياسي [...] ما يزالان موضع تساؤل".

وتابعت أن تمديد الهدنة الرسمية الذي قد يؤدي بعد ذلك إلى وقف دائم لإطلاق النار، سيكون خطوة أولى مهمة نحو تحقيق سلام دائم.

وقال الباحث في مجموعة الأزمات الدولية أحمد ناجي للمشارق إنه على الرغم من تصريحات إيران "لم نشهد بعد مواقف أو خطوات عملية على الأرض".

وأضاف "نأمل أن يكون هناك تغيير في الأسابيع المقبلة".

محاولات لتهريب الأسلحة

من جانبه، قال نائب وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان في اليمن نبيل عبد الحفيظ إذا كانت إيران تدعم تحقيق السلام في اليمن، ستدفع الحوثيين إلى السعي لإحلال السلام.

لكنها تواصل إرسال أسلحة إلى الحوثيين، حسبما أضاف، ويظهر ذلك من عمليات ضبط شحنات الأسلحة التي حصلت مؤخرا في انتهاك لبنود الهدنة.

ففي شباط/فبراير، عرضت البحرية الأميركية مكونات صواريخ بالستية إيرانية الصنع وصواريخ مضادة للدبابات، قالتالبحرية الملكية البريطانية إنها صادرتها من سفينة قبالة عمان كانت متجهة إلى الحوثيين.

وفي 15 كانون الثاني/يناير، قامت قوات النخبة الفرنسية بدعم من الجيش الأميركي بضبط شحنة ضخمة من الأسلحة الإيرانية في خليج عمان كانت متوجهة إلى الحوثيين.

وكشفت القيادة المركزية الأميركية أنه "تم العثور على أكثر من 3000 بندقية هجومية و578 ألف طلقة و23 صاروخ موجه متقدم مضاد للدبابات".

في 6 كانون الثاني/يناير، قالت البحرية الأميركية إنها ضبطت أكثر من 2000 بندقية هجومية أثناء محاولة تهريبها على متن قارب صيد على طول طريق بحري من إيران إلى اليمن.

وفي كانون الأول/ديسمبر، صادرت القوات البحرية الأميركية مواد متفجرة وصمامات صواريخ ووقود دافع كان يجريتهريبها على سفينة صيد من إيران إلى اليمن.

وأكد تقريرصدر في 13 كانون الثاني/يناير عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهي مؤسسة فكرية للدفاع والأمن في المملكة المتحدة، أن إيران تدعم الحوثيين دعما كاملا.

وقال التقرير إنها تزودهم بـ "القاذفات والصواريخ والطائرات المسيرة التي تستخدم لمهاجمة البنية التحتية العسكرية والصناعية والمدنية السعودية في عمق أراضي المملكة".

ومن المحتل أيضا أن تكون المسيرات تستخدم لنقل الأسلحة إلى الحوثيين، وفقا لتقرير رفع في شباط/فبراير إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من قبل فريق خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن.

’ليست في عجلة من أمرها لتحقيق السلام‘

إلى هذا، اتهم الحرس الثوري الإيراني أيضابإدارة ودعم عمليات تهريب المخدرات عبر ميليشياته ، التي تدر عليه أرباحا ضخمة يستخدمها لشراء الأسلحة وتمويل أنشطتها.

وحتى تاريخه من العام الجاري، صادرت القوات البحرية المشتركة متعددة الجنسيات ما قيمته أكثر من 250 مليون دولار من المخدرات غير القانونية في المنطقة، وكان مصدر العديد من الشحنات إيران.

وتبين أن سفينتي صيد تم اعتراضهما في 8 و10 أيار/مايو في خليج عمان قد غادرتا من ميناء تشابهار الإيراني.

وكانت إحداهما تحمل ما قيمته 30 مليون دولار من الهيروين والميثامفيتامين، المعروف باسم "كريستال ميث"، أما الأخرى فكانت تحمل ما قيمته 80 مليون دولار من الهيروين.

وقال المحلل السياسي فارس البيل للمشارق إن المؤشر الحقيقي على استعداد إيران لتقديم تنازلات سيكون إذا "دفعت الحوثيين نحو [حل] سياسي وقلصت تعاونها معهم".

وأضاف أن ذلك سيشمل وقف إمداد الميليشيات بالسلاح.

وتابع أن "إيران لا تزود الحوثيين بالأسلحة فحسب، بل تزودهم أيضا بصهاريج النفط التي تدر عليهم الأموال، فضلا عن المخدرات".

من جهته، قال مدير مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبد السلام محمد إن الأسلحة الإيرانية تستمر في التدفق على الحوثيين، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة والذخيرة والرشاشات، بالإضافة إلى المخدرات المحظورة.

وأوضح للمشارق أن هذا الأمر يظهر أن إيران ليست في عجلة من أمرها لتحقيق السلام في اليمن.

كما أعلن وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي أنه تم خلال فترة الهدنة ضبط 5 شحنات أسلحة قادمة من ميناء بندر عباس الإيراني إلى مديرية حوف بمحافظة المهرة اليمنية.

وأشار إلى أن هذه المصادرة تؤكد "عدم جدية إيران في تحقيق السلام في اليمن".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500