سياسة

معارضو النظام السوري يأملون أن تعيد الحرب الأوكرانية قضيتهم إلى دائرة الاهتمام

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

فتى سوري لون وجهه بألوان العلم الأوكراني يشارك في مسيرة لإحياء الذكرى السنوية الحادية عشرة للانتفاضة ضد النظام السوري، وذلك في محافظة إدلب يوم 15 آذار/مارس. [عمر حاج قدور/وكالة الصحافة الفرنسية]

فتى سوري لون وجهه بألوان العلم الأوكراني يشارك في مسيرة لإحياء الذكرى السنوية الحادية عشرة للانتفاضة ضد النظام السوري، وذلك في محافظة إدلب يوم 15 آذار/مارس. [عمر حاج قدور/وكالة الصحافة الفرنسية]

إدلب -- احتفل آلاف المحتجين في محافظة إدلب السورية التي تسيطر عليها المعارضة يوم الثلاثاء، 15 آذار/مارس، بالذكرى السنوية الحادية عشرة لانطلاق الانتفاضة ضد النظام، بعد أن عضد أزرهم الاحتجاج العالمي على الغزو الروسي لأوكرانيا.

واحتشد أكثر من 5000 شخص في الساحة الرئيسة لمدينة إدلب بشمال غرب سوريا، حيث شاركوا في واحدة من أضخم المسيرات التي شهدتها المنطقة منذ أشهر.

وأعرب العديد من المتظاهرين عن أملهم بأن تعيد الحرب التي شنتها الداعمة الأولى للنظام السوري روسيا ضد أوكرانيا قضيتهم إلى دائرة الاهتمام.

وقال المتظاهر رضوان أطرش "ما يحدث في أوكرانيا اليوم شبيه بالوضع هنا؛ العدو هو نفسه والهدف هو نفسه".

سوريون يرفعون 'علم الاستقلال' الخاص بالمعارضة أثناء مسيرة بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة لانطلاق الانتفاضة السورية. [عمر حاج قدور/وكالة الصحافة الفرنسية]

سوريون يرفعون 'علم الاستقلال' الخاص بالمعارضة أثناء مسيرة بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة لانطلاق الانتفاضة السورية. [عمر حاج قدور/وكالة الصحافة الفرنسية]

وشهدت مدن أخرى في شمال سوريا خروج آلاف المتظاهرين إحياء لهذه المناسبة.

وكانت قبضة الرئيس بشار الأسد على السلطة معلقة بخيط رفيع بعدما تطورت الانتفاضة التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد يوم 15 آذار/مارس 2011 لتصبح حربا شاملة.

لكن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل دعما للنظام السوري في عام 2015 غير مسار الصراع وأبقى الأسد في السلطة.

ويعد الأسد من الرؤساء القلائل الذين يدعمون علانية غزو بوتين لأوكرانيا.

'تذكروا المعاناة السورية'

وفي بيان صدر بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة للحرب، قدم المرصد السوري لحقوق الإنسان تذكيرا مروعا بالخسائر البشرية: وفاة 160681 مدنيا، بيهم 25286 طفلا.

وأوضح المرصد أنه من هذا العدد، مات 49359 مدنيا جراء التعذيب في سجون النظام السوري، وقتل 52508 مدنيين في عمليات قصف وإطلاق نيران من قبل قوات النظام السوري، فيما قتل 26403 مدنيين في الغارات الجوية للنظام.

وأدت عمليات القصف التي نفذتها روسيا إلى وفاة 8683 مدنيا، بحسب المرصد، فيما قتل 2504 مدنيين آخرين في غارات جوية نفذتها روسيا أو النظام السوري.

وتابع المرصد أن العمليات العسكرية المتواصلة أسفرت عن إصابة أكثر من 2.1 مليون مدني سوري، وتسببت في نزوح نحو 13 مليون مدني.

وأشار إلى أن البنية التحتية السورية باتت مدمرة، مع تعرض المستشفيات والمدارس والممتلكات العامة والخاصة لأضرار كبيرة أو للدمار الكلي.

هذا ويعيش اليوم في منطقة إدلب نحو 4 ملايين شخص، نصفهم على الأقل من النازحين، وتعتبر آخر جيب يقاتل حكم الأسد على الرغم من سنوات من الهجمات القاتلة التي شُنت بدعم روسي.

'حصنوا مستشفياتكم'

وكانت الأعلام الأوكرانية ظاهرة للعيان في مسيرة إدلب، مثلما كانت واضحة اللافتات التي تعبر عن التضامن مع الشعب الأوكراني وتطالب باتخاذ إجراءات ضد بوتين.

وقدم مسعف كان من بين المتظاهرين في الساحة الرئيسة للمدينة نصيحة لنظرائه في أوكرانيا.

وقال علي حموش الذي يعمل في مستشفى إدلب "حصنوا مستشفياتكم بكتل أسمنتية؛ "فالعدو بوتين لا يميز بين المدنيين والجرحى والمقاتلين ".

وكانت روسيا قد استهدفت مرارا وتكرارا المنشآت الطبية في سوريا، وفقا لشهود عيان ومسعفين وجماعات حقوق إنسان.

وبحسب الأمم المتحدة، تعرض أكثر من 23 مستشفى للقصف في الفترة بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو 2019 وحدها، وذلك بعدما شنت قوات النظام السوري المدعومة من روسيا هجوما على إدلب.

وتعرض مستشفى للأطفال لقصف روسي على ما يبدو في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة الأسبوع الماضي، ما دفع الكثيرين إلى توجيه اتهامات لبوتين بارتكاب جرائم حرب.

ومع استمرار الصراع، ناشدت منظمات حقوقية المجتمع الدولي بألا ينسى القضية السورية.

وفي هذا السياق، قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند هذا الأسبوع، "فيما ننظر بصدمة وهلع لما يحدث أمامنا في أوكرانيا، فإننا نتذكر المعاناة الشديدة والمتفاقمة التي تحملها الشعب السوري".

وأضاف أن "واحدة من أكبر المآسي البشرية في زماننا قد أصبحت أسوأ على مدار العام الماضي في ظل الأزمات التي وقعت في أماكن أخرى".

'عدوان روسي مروع'

ويوم الأربعاء، حلقت الطائرات الحربية الروسية في سماء شمال سوريا لليوم الثاني على التوالي، ما أثار خوف المدنيين من عودة الغارات الروسية، حسبما أوردت صحيفة الشرق الأوسط.

وقال نشطاء في إدلب إن المقاتلات الروسية نفذت نحو 40 طلعة فوق المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في إدلب وفي حماة واللاذقية وحلب.

وأعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة في بيان مشترك إن "ترافق الذكرى السنوية هذا العام مع العدوان الروسي المروع ضد أوكرانيا ... يسلط الضوء على سلوك روسيا الوحشي والمدمر في كلا الصراعين".

هذا وتجند موسكو في الوقت الراهن آلاف المقاتلين في سوريا، من الجيش النظامي والميليشيات على حد سواء، لوضعهم على أهبة الاستعداد لنقلهم المحتمل إلى أوكرانيا.

ويبدو أن المقاومة الشرسة التي تواجهها القوات الروسية الغازية والنبذ المتزايد الذي يتعرض له بوتين كشخص، قد شجعا الناس على التظاهر في إدلب.

وأكدت المتظاهرة سلوى عبد الرحمن أن "رسالتي للشعب الأوكراني هي 'لا تستسلموا'. لقد مرت 11 عاما، لكننا ما زلنا متماسكين وإن شاء الله سيكون النصر لنا".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500