أمن

سلوك الطيارين الروس المتهور في سوريا ينذر بحسابات خاطئة للمستقبل

فريق عمل المشارق

مقاتلة من طراز ميج-35. [وكالة الصحافة الفرنسية]

مقاتلة من طراز ميج-35. [وكالة الصحافة الفرنسية]

حذر مراقبون من أن الحوادث المتهورة الأخيرة في المجال الجوي السوري تسلط الضوء على عدم مهنية الطيارين الروس وعدم اكتراثهم الصارخ بالقانون الدولي، مشيرين إلى أن مثل هذه التصرفات تؤدي إلى حسابات خاطئة، لا سيما بعد غزو الكرملين لأوكرانيا.

وقال البنتاغون في بيان إنه في 12 و13 شباط/فبراير، "واجهت 3 طائرات تابعة للبحرية الأميركية من طراز بي-8 آي عمليات اعتراض تفتقر للمهنية من طائرات روسية" في المجال الجوي الدولي فوق البحر الأبيض المتوسط.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن مايك كافكا "في حين لم يتعرض أحد لإصابات، قد تنتج عن مثل هذه التفاعلات حسابات خاطئة وأخطاء قد تؤدي إلى نتائج أخطر من ذلك".

وذكر أن الولايات المتحدة تواصلت مع المسؤولين الروس عبر القنوات الدبلوماسية للتعبير عن مخاوفها.

صورة التقطت في 5 تشرين الأول/أكتوبر 2015، تظهر طيارين من سلاح الجو الروسي وفنيين روس يتفحصون مقاتلة روسية من طراز سو-30 في قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية السورية. [كومسومولسكايا برافدا/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 5 تشرين الأول/أكتوبر 2015، تظهر طيارين من سلاح الجو الروسي وفنيين روس يتفحصون مقاتلة روسية من طراز سو-30 في قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية السورية. [كومسومولسكايا برافدا/وكالة الصحافة الفرنسية]

وقال كافكا إن "الولايات المتحدة ستستمر بالعمل بصورة آمنة ومهنية وبالامتثال للقانون الدولي في المياه الدولية والمجال الجوي الدولي. نتوقع من روسيا القيام بالمثل".

وقال مسؤول في مجال الدفاع لمحطة سي إن إن إن التقارير الأولية تشير إلى أن مواجهة أخرى بين مقاتلات أميركية ومقاتلات سوخوي (سو)-35 روسية وقعت عقب هذه الحادثة.

أوردت سي إن إن في وقت سابق أن المقاتلات الأميركية وغيرها من الطائرات التابعة للتحالف الدولي رافقت 3 طائرات روسية في شرقي سوريا في 15 شباط/فبراير، عندما حلّق الروس في مجال جوي مخصص للتحالف.

حيث حلّقت طائرة شحن روسية برفقة مقاتلتين من طراز تو-22 باكفاير عبر العراق وإلى داخل "المنطقة الأمنية" شرقي سوريا من دون إعطاء إشعار مسبق كاف للتحالف، بحسب ما ذكره مسؤولان أميركيان على علم بتفاصيل الحادثة.

هذا وتمتد المنطقة الأمنية من دير الزور إلى الحدود العراقية، ويتطلب التحليق فوقها توجيه إشعار مسبق للقوات الأميركية.

وقال المسؤولان "عندما حذرت الولايات المتحدة الروس بضرورة تقديم إشعار مسبق، أعلن الروس أنهم سيمضون بمهمتهم".

وأضافا "أدى ذلك إلى قيام مقاتلات أف-16 الأميركية وطيران التحالف الدولي بالتحليق إلى جانب الروس لفترة وجيزة إلى أن غادر هؤلاء المنطقة".

استفزازات متواصلة

يُذكر أن للطيارين الروس تاريخ طويل من الاستفزازات في المجالات الجوية، وذلك منذ تدخل روسيا في الحرب الأهلية السورية عام 2015 إلى جانب الرئيس بشار الأسد.

ففي نيسان/أبريل 2020 وفي حادثتين منفصلتين، اعترضت مقاتلات روسية من طراز سو-35 طائرة بي-8 آي تابعة للبحرية الأميركية فوق البحر المتوسط، منفذة مناورات وتقلبات بسرعة عالية ومقتربة على بعد 7.5 أمتار من طائرة المراقبة الأميركية، حسبما ذكرت البحرية.

وأضافت "كانت المناورات غير آمنة وعرّضت الطيارين والطاقم للخطر".

وبعد شهر من ذلك، قالت البحرية إن مقاتلتين روسيتين من طراز سو-35 اعترضتا طائرة أخرى تابعة للبحرية من طراز بي-8 آي فوق المتوسط، وذلك في مواجهة دامت 65 دقيقة.

وأكدت البحرية أن المواجهة كانت أيضا "غير آمنة وتفتقر للمهنية في ظل اقتراب الطيارين الروس من جانبي الطائرة بي-8 آي بصورة متزامنة".

وتأتي آخر حادثة من هذا النوع وسط تصاعد التوترات مع روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير.

وقالت القوات المسلحة السويدية إن 4 مقاتلات روسية دخلت في 2 آذار/مارس المجال الجوي السويدي شرق جزيرة غوتلاند في بحر البلطيق.

وكان مراقبون قد قالوا في حديث للمشارق في مطلع العام 2018 بعد مجموعة أخرى من الاستفزازات قام بها طيارون روس إن روسيا "تغامر" في المجال الجوي السوري في ظل مواصلتها استفزاز سلاح الجو الأميركي.

وفي عام 2015، وقّعت الولايات المتحدة وروسيا على اتفاق "خفض تصعيد"لتنسيق المجال الجوي فوق سوريا وتجنب حصول حوادث جوية فيه.

وفي هذا السياق، قال المحلل العسكري اللواء المتقاعد في الجيش المصري عبد الكريم أحمد إن الاتفاق ينص أيضا على بروتوكول محدد لحل أي نزاع أو خلاف بين مسؤولين عسكريين من الطرفين، هم من رتب عسكرية متوازية.

أضاف أنه بموجب نصوص الاتفاق، يلتزم الطرفان بضمان ألا تتعارض أفعالهما من حيث التوقيت والموقع الجغرافي، وبالتعاون من أجل ضمان عدم استهداف الطائرات من قبل أنظمة الدفاع التابعة لأي طرف أو الخاصة بالنظام السوري.

مع ذلك، يقول طيارون أميركيون إن الروس يميلون إلى تجاهل اتفاقات السلامة الجوية، بحسب ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال في 2017.

وذكرت الصحيفة أن "الطائرات حول العالم مزودة بأجهزة إرسال واستقبال ترسل رمزا مكونا من 4 أرقام يسمح لمراقبي الحركة الجوية بالتعرف عليها، وهي ممارسة تعرف بالإبلاغ. لكن الطائرات الروسية التي تحلق فوق سوريا لا ترسل أية إشارات، وتظهر على شكل صفير غير محدد على أنظمة الرادار التابعة للتحالف".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500