موسكو - استنكر المجتمع الدولي قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن حرب غير مشروعة وعدوان، مع اقتراب القوات الروسية من غزو أوكرانيا يوم الثلاثاء، 22 فبراير/شباط.
وفي خطوات منسقة خُطط لها بعناية من أجل خلق تأثير درامي فائق، وضع بوتين يوم الاثنين توقيعه على وثائق تعترف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الخاضعتين للمتمردين، ووقع معاهدات "صداقة ومساعدة متبادلة" معها.
وفي خطاب متلفز ألقاه من مكتبه على مدى 56 دقيقة وبدا في غالبيته غاضبا، قال بوتين إن أوكرانيا هي "دولة أنشأتها روسيا"، مضيفا إنه كان من الخطأ ترك الاتحاد السوفيتي ينهار وترك أوكرانيا والجمهوريات السوفيتية الأخرى تستقل عنه.
وبعد ساعات من الخطاب، أصدر بوتين تعليماته إلى وزارة الدفاع بتولي "مهمة حفظ السلام" في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون، ممهدا بذلك الطريق لدور عسكري روسي مباشرة في شرقي أوكرانيا.
وتشير التقديرات إلى أن روسيا نشرت حول أوكرانيا ما بين 150 ألف و190 ألف جندي.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الثلاثاء "نعتقد أنه بهذا القرار، تخلق روسيا الأساس القانوني لشن عدوان عسكري ضد أوكرانيا، وهي بالتالي تنتهك جميع الالتزامات الدولية".
وأضاف أنه ردا على هذه الخطوة، تبحث كييف في إمكانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا.
’ذريعة لشن الحرب‘
وقوبل تحرك روسيا بإدانة واسعة من قادة العالم.
وفي هذا السياق، عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا طارئا، قالت خلاله سفيرة الولايات المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن خطاب بوتين هو بمثابة "مجموعة من المزاعم الكاذبة والمشينة" التي تهدف إلى "خلق ذريعة لشن الحرب".
وقالت "يسميهم جنود حفظ سلام. هذا هراء. نعرف ما هي حقيقة هذه القوات".
وحذرت الولايات المتحدة الأمم المتحدة من أن روسيا تمتلك لوائح بأسماء الأوكرانيين "الذين سيتم قتلهم أو إرسالهم إلى معسكرات" في حال حدوث اجتياح.
وأعربت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روز ماري ديكارلو، عن "أسفها" لإصدار الأوامر للقوات الروسية بالتوجه إلى شرقي أوكرانيا.
وقالت إن "الساعات والأيام المقبلة ستكون حاسمة"، مضيفة أن "خطر نشوب صراع كبير هو خطر حقيقي وعلينا منعه بأي ثمن".
أما سفيرة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد، فقالت إن "روسيا أوصلتنا إلى حافة الهاوية. نطالبها بالتراجع عن تحركها".
ومن جانبه، أشار سفير كينيا لدى الأمم المتحدة مارتن كيماني، إلى أن العديد من البلدان "ولدت من رحم انهيار الإمبراطوريات"، محذرا من أن الحنين إلى الحدود الماضية هو "حنين خطير".
وأعلنت ألمانيا أنها علقت المصادقة على تشغيل مشروع خط أنابيب الغاز من روسيا نورد ستريم 2، وقالت إن الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات اقتصادية "قاسية وشاملة".
هذا وأكد رئيس حكومة إيطاليا ماريو دراغي أن ما تقوم به روسيا "هو انتهاك غير مقبول لسيادة أوكرانيا الديمقراطية وسلامة أراضيها".
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحرك بوتين بأنه "غير مقبول".
وقال وزير الدولة الأيرلندي لشؤون أوروبا توماس بيرن، "يتعين علينا التأكد من أنه مهما جرى، على الروس أن يشعروا بوطأة ما فعلوه... وهذا بالفعل ما سوف يحدث".
ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، تحرك بوتين بأنه "انتهاك صارخ لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها"، ووعد وزير خارجيته بفرض عقوبات جديدة على روسيا.
وتعهد كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، بأن الاتحاد الأوروبي "سيرد بفرض عقوبات على كل الأطراف المتورطين في هذا الفعل غير القانوني".
ووصف مسؤول حكومي أميركي رفيع المستوى خطاب بوتين بأنه "تهجم على فكرة أوكرانيا كدولة مستقلة وذات سيادة".
وقال المسؤول لصحافيين عبر مؤتمر فيديو "لقد ذكر بوضوح أنه ينظر تاريخيا إلى أوكرانيا على أنها جزء من روسيا، وعرض عددا من المزاعم الكاذبة حول نوايا أوكرانيا بدت وكأنها اختلقت لتبرير عمل عسكري محتمل".
وأضاف أن بوتين "توجه بخطابه إلى الشعب الروسي لتبرير الحرب".
وقال رئيس إستونيا ألار كاريس من كييف حيث توجه لإعلان تضامنه مع زيلينسكي "ستعاقب الأجيال القادمة الرئيس بوتين على أفعاله العنيفة".
وأكد سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة سيرجي كيسليتسيا، أن حدود بلاده ستبقى "كما هي" على الرغم من الممارسات الروسية.