اللاجئين

عودة الكهرباء والمياه إلى مديرية حريب المحررة، لكن المعاناة مستمرة

نبيل عبد الله التميمي

مقاتلون موالون للحكومة اليمنية يحيطون بألغام تمت إزالتها من مديرية حريب في 25 كانون الثاني/يناير، وذلك بعد طرد الحوثيين من المديرية على يد قوات العمالقة المدربة من قبل الإمارات. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

مقاتلون موالون للحكومة اليمنية يحيطون بألغام تمت إزالتها من مديرية حريب في 25 كانون الثاني/يناير، وذلك بعد طرد الحوثيين من المديرية على يد قوات العمالقة المدربة من قبل الإمارات. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن -- بدأ النازحون بالعودة إلى مديرية حريب بمحافظة مأرب بعد استعادة القوات الموالية للحكومة السيطرة على المنطقة التي كانت تحت سيطرة الحوثيين طوال 5 أشهر، ولكن العديد من التحديات لا تزال تواجههم.

وأعلن وزير الإعلام معمر الارياني سيطرة قوات العمالقة المدربة من قبل الإمارات على مديرية حريب في 24 كانون الثاني/يناير.

وقال هادي محسن، وهو من سكان حريب، للمشارق "عشنا 5 أشهر وهي فترة سيطرة الحوثي على المدينة في ظلام دامس".

وأضاف أنه خلال تلك الفترة، انقطعت الخدمات العامة والمياهوبقيت الرفوف خالية من السلع.

أعيد تشغيل محطة كهرباء محافظة مأرب في اليمن بعد استعادة القوات الحكومية السيطرة على المنطقة. [الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين]

أعيد تشغيل محطة كهرباء محافظة مأرب في اليمن بعد استعادة القوات الحكومية السيطرة على المنطقة. [الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين]

يعمل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالسعودية على توزيع السلال الغذائية والخيام ومساعدات الإيواء في مديرية حريب بمحافظة مأرب. [الوحدة التنفيذية للنازحين]

يعمل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالسعودية على توزيع السلال الغذائية والخيام ومساعدات الإيواء في مديرية حريب بمحافظة مأرب. [الوحدة التنفيذية للنازحين]

وذكر محسن أنه عندما سيطرت الحكومة على المنطقة مجددا وتم طرد الحوثيين، "عادت الخدمات وعادت الكهرباء والمياه".

"وتابع أن "فرحة أبناء المديرية لا توصف بذلك"، ولكن في الوقت عينه يحتاج سكان المنطقة والعائدون إليها إلى جانب النازحين المقيمين فيها إلى مساعدات عاجلة.

مناشدات للمساعدة

هذا وأطلقت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب نداء إنسانيا للمنظمات الإغاثية والإنسانية لتقديم المساعدات الإغاثية الطارئة لأكثر من 16 ألف شخص في جنوب المحافظة.

وقالت في بيان إن "16 ألف أسرة من النازحين والسكان المقيمين في مديرية حريب والذين عانوا على مدى 5 أشهر من قطع لكافة الخدمات وإيقاف أسباب الحياة، بحاجة لإغاثة طارئة".

وأكدت الوحدة التنفيذية أن سكان مديرية حريب ونازحيها بحاجة طارئة للمساعدات الإغاثية والإنسانية، كما أن موفري الخدمات بحاجة أيضا لمساعدات كمية وفنية تسمح لهم باستئناف عملهم.

وأضافت أن الوحدة والفرق الميدانية التابعة لها جاهزة لتسهيل أية مساعدات.

وأشارت الوحدة التنفيذية إلى أن هناك طريقين رئيسيين مفتوحين لإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والمواد الإغاثية لسكان مديرية حريب، وهما طريق مأرب-صافر-حريب وطريق شبوة-بيحان-حريب.

ولكن الوحدة دعت كل سكان المنطقة إلى الالتزام بتعليمات فرق نزع الألغام ومخلفات الحرب والعبوات الناسفة، لتجنب المناطق التي لم يعلن أنها خالية من الألغام الأرضية.

من جانبه، قال رئيس الوحدة نجيب السعدي للمشارق إن "الوحدة لا زالت تتابع المنظمات الدولية والمانحين لكن الاستجابة ضعيفة".

وأكد "الحاجة العاجلة والملحة لمساعدات طبية وإعادة تشغيل المرافق الصحية إضافة إلى إعادة تأهيل المدارس التي استخدمت من قبل الحوثيين كمعسكرات ومخازن أسلحة".

وأشار السعدي إلى أهمية تقديم المساعدات، بما في ذلك المساعدات النقدية العاجلة، للفئات الأشد ضعفا.

إعادة تأمين الخدمات

وقال إنه في إطار الجهود المبذولة لإعادة الحياة الطبيعية إلى المديرية، وفرت السلطة المحلية بمأرب الديزل لمحطة الكهرباء وعادت الكهرباء.

وأشار إلى استجابة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والذي قام بتوزيع 500 سلة غذائية و200 خيمة ومساعدات للإيواء في المديرية، بما في ذلك أغراض كالفراش والحصائر.

وقد شكّل محافظ مأرب لجنة لتسهيل عملية إعادة الخدمات إلى مديرية حريب.

وقال عبد الهادي الشبواني مدير فرع مؤسسة الكهرباء بمأرب إن مؤسسة الكهرباء العامة أعادت تشغيل محطة كهرباء حريب بعد استكمال عملية إصلاح الشبكة وتزويد المحطة بـ 90 ألف لتر من الديزل.

يُذكر أن الشبواني هو عضو في اللجنة المكلفة بإعادة الخدمات في حريب.

ومن جانبه، قال وكيل وزارة الصحة عبد الرقيب الحيدري إن الوزارة "تسعى لتوفير متطلبات إعادة تشغيل المستشفيات والمراكز الصحية" في المناطق التي أعيدت مؤخرًا إلى سيطرة الحكومة.

مخاطر مستمرة

وفي هذا السياق، لفت نازحون تحدثوا إلى المشارق إلى المخاطر المستمرة التي تمنع الكثيرين من العودة، ومنها الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون على الطريق الصحراوي.

وتحدث محمد الخشل الذي نزح من المديرية مع عائلته، قائلا إن "وصول خبر تحرير مركز مديرية حريب أسعد أسرتي جدا لكن طريق العودة الذي سلكناه عبر الطريق الصحراوي كان مليئا بالألغام".

وأضاف "ما أرعبنا هو انفجار بعض هذه الألغام بمسافرين ونازحين عادوا، وهذا جعلنا ننتظر الموت في أية لحظة".

وقال الخشل "كان وصولنا لحريب بمثابة معجزة، لكن صعوبة الحياة بعد رحلة النزوح نغصت علينا فرحة العودة".

وتابع "إننا بانتظار ما سيتم توزيعه من مساعدات إغاثية وغذائية تخفف من المعاناة التي نعيشها".

أما أحمد النجار، وهو من أبناء حريب، فقال إن "المنتجات بدأت تتدفق إلى أسواق المدينة بعد معاناة من شحتها".

وطالب النجار بإصلاح خزانات المياه وإعادة تأهيل المدارس التي استغلها الحوثيون كثكنات عسكرية، ومنها مدرسة الثورة في حريب والتي حولتها جماعة الحوثي إلى مركز قيادة ومخزن للأسلحة.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500