عدالة

ألغام الحوثيين: كابوس اليمن المتواصل

نبيل عبد الله التميمي

عضو في الحكومة اليمنية يبحث عن ألغام أرضية في محافظة الحديدة غربي اليمن يوم 1 آذار/مارس 2021. [خالد زياد/وكالة الصحافة الفرنسية]

عضو في الحكومة اليمنية يبحث عن ألغام أرضية في محافظة الحديدة غربي اليمن يوم 1 آذار/مارس 2021. [خالد زياد/وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن - على مدى سنوات الحرب السبع، لا يكاد يمر يوم في اليمن دون وقوع ضحايا مدنيين بسبب انفجار الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيين المدعومين من إيران.

وفي السنوات الثلاث الأخيرة وحدها، قُتل أكثر من 1400 شخص بسبب هذه الألغام، فيما أصيب أكثر من 4.5 مليون يمني بإعاقة ناتجة عن انفجار لغم أرضي منذ آذار/مارس 2020.

وفي أخر حادث من هذا النوع، أكد المرصد اليمني للألغام إصابة مواطن يمني يوم الثلاثاء، 12 تشرين الأول/أكتوبر، جراء انفجار لغم أرضي أثناء عمله في مزرعته في منطقة المدفون في مديرية نحم غرب محافظة صنعاء.

وقبل ذلك بيوم واحد، أصيب 5 أشخاص عندما انفجر لغم أرضي بسيارة في إحدى الطرقات العامة شرقي مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف، بحسب المرصد الذي يوثق ضحايا الألغام والذخائر غير المنفجرة في اليمن.

إصابة 15 مدنيا بينهم أطفال بانفجار لغم أرضي في منطقة القطابا بمديرية الخوخة في محافظة الحديدة يوم 13 أيلول/سبتمبر. [المرصد اليمني للألغام]

إصابة 15 مدنيا بينهم أطفال بانفجار لغم أرضي في منطقة القطابا بمديرية الخوخة في محافظة الحديدة يوم 13 أيلول/سبتمبر. [المرصد اليمني للألغام]

انفجار لغم أرضي بسيارة نقل أثناء مرورها في الطريق الصحرواي بمديرية خب والشعف في محافظة الجوف يوم 11 تشرين الأول/أكتوبر. [المرصد اليمني للألغام]

انفجار لغم أرضي بسيارة نقل أثناء مرورها في الطريق الصحرواي بمديرية خب والشعف في محافظة الجوف يوم 11 تشرين الأول/أكتوبر. [المرصد اليمني للألغام]

أصيب أحمد بن حمد الشعبي في انفجار لغم أرضي زرعه الحوثيون تحت سيارته في منطقة خب والشعف في 11 تشرين الأول/أكتوبر. [المرصد اليمني للألغام]

أصيب أحمد بن حمد الشعبي في انفجار لغم أرضي زرعه الحوثيون تحت سيارته في منطقة خب والشعف في 11 تشرين الأول/أكتوبر. [المرصد اليمني للألغام]

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن في بيان صدر يوم 6 تشرين الأول/أكتوبر، إن الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون لا تزال تشكل خطرا جسيما ومتواصلا على المدنيين وعمال الإغاثة.

وكشف البيان أن 1424 مدنيا قتلوا منذ العام 2018 جراء انفجار الألغام والذخائر من مخلفات الحرب التي لم تنفجر.

ودعا البيان إلى تقديم المزيد من المساعدات والموارد الدولية لدعم جهود إزالة الألغام في اليمن.

كابوس اليمنيين

وعن هذه القضية، قال المحامي والناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان إن "الحرب [في اليمن] قد تتوقف، لكن استمرار وقوع الضحايا من المدنيين سيتواصل لسنوات عدة".

وأضاف أن معظم ضحايا الألغام الأرضية هم من المدنيين، والعديد منهم من النساء والأطفال.

وأوضح أن الألغام الأرضية زُرعت بشكل عشوائي وفي مناطق رعي الأغنام حيث تكون النساء والأطفال عرضة لها.

وفي حديثه للمشارق، قال وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان نبيل عبد الحفيظ، أن "الألغام تشكل كابوسا للشعب اليمني لأن الميليشيات الحوثية زرعت أكثر من مليوني لغم في مناطق آهلة بالسكان".

وأضاف أن الحوثيين يتعمدون ممارسة العنف ضد المدنيين من أجل "إثارة حالة من الهلع والرعب لإجبار المواطنين على النزوح". وأشار إلى أن الألغام كان لها دور كبير في حالات النزوح حيث وصل عدد النازحين منذ بدء الحرب إلى أكثر من 4 ملايين يمني.

وأكد عبد الحفيظ أن الخبراء في مجال نزع الألغام يقدرون أن اليمن "يحتاج إلى 8 سنوات لإزالة الألغام، خصوصا أنها وضعت دون خرائط".

وأشار إلى أنها زرعت "بهدف قتل أو إصابة أكبر عدد ممكن من الناس"، مشيرا إلى الأسلوب التدميري المتمثل في استخدام الألغام المموهة التي تشبه الألعاب أو الصخور، والتي تم بناؤها استنادا إلى خبرة الحرس الثوري الإيراني.

أكثر المناطق ألغاما

وذكر عبد الحفيظ أن المشروع السعودي لإزالة الألغام (مسام) في اليمن وإدارة الأشغال العسكرية التابعة للجيش الوطني واللجنة الوطنية لإزالة الألغام، يحرزون تقدما ملموسا في جهود إزالة الألغام، لكن الطريق ما تزال طويلة وثمة الكثير مما يتعين القيام به.

ومنذ أن بدأ العمل في تموز/يوليو 2018، أزال مشروع مسام 280 ألف و47 لغما زرعها الحوثيون، حسبما أعلن في 10 تشرين الأول/أكتوبر.

ومن جانبه، أكد المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام فارس الحميري للمشارق، أن الإحصاءات التي تعلن حول عدد الضحايا هي نتيجة توثيق مراصد محلية.

وأضاف أن "العدد الحقيقي للضحايا ربما أكبر"، ذلك أن معظم ضحايا الألغام يسقطون في مناطق رعي الماشية والمزارع ويتم دفنهم من قبل الأهالي دون أي توثيق.

وأشار إلى أن الأعداد الكبيرة لضحايا الألغام خاصة بين المدنيين، هي نتيجة زراعة الحوثيين للألغام والعبوات "باستخدام الشراك الخداعية" التي تعلمت الميليشيا تركيبها على يد خبراء الحرس الثوري الإيراني.

وكشف أن أكثر المناطق اليمنية ألغاما هي المديريات الساحلية والغربية في محافظة تعز (بما في ذلك المخا وذباب والوازعية وموزع) والمديريات الجنوبية لمحافظة الحديدة (بما في ذلك الدريهمي والتحيتا وحيس والخوخة).

وتضاف إلى هذه المديريات مديريتا ميدي وحرض في حجة وخب والشعف في الجوف.

مأرب: تصعيد في الحرب وفي زراعة الألغام

وقال الحميري إن المرصد وثّق مناطق جديدة في محافظة مأرب تكثر فيها الألغام، خصوصا في المديريات الجنوبية والشمالية الغربية منها.

وفي بيان صدر يوم الخميس، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي، إن مأرب شهدت أيضا خلال الأسابيع الأخيرة تصعيدا للقتال بين الحوثيين والقوات اليمنية المدعومة من التحالف كانت "تداعياته مدمرة على المدنيين".

ونالت منطقة العبودية بمأرب النصيب الأكبر من التوتر الأمني مع تأكيد الأمم المتحدة أن حركة المساعدات ونحو 35 ألف شخص "مقيدة للغاية"، بينهم 17 ألف شخص من "الضعفاء إلى أبعد الحدود" لجأوا إلى تلك المنطقة هربا من الصراع في مناطق يمنية أخرى.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أصدرت يوم السبت بيانا دانت فيه التصعيد الحوثي حول مأرب، ووصفته بأنه استخفاف صارخ بسلامة المدنيين.

وأكد البيان أن "الولايات المتحدة حثت الحوثيين على السماح فورا بتوفير مرور آمن للمدنيين وللمساعدات المنقذة للحياة وأيضا للجرحى".

وختم برمان "ندعو الحوثيين إلى وقف هجومهم على مأرب والإصغاء إلى الدعوات العاجلة من جميع أنحاء اليمن والمجتمع الدولي لإنهاء هذا الصراع ودعم عملية السلام الشاملة بقيادة الأمم المتحدة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500