أمن

الحوثيون يهاجمون الإمارات بعد هزيمتهم أمام المقاتلين المدعومين منها

نبيل عبد الله التميمي ووكالة الصحافة الفرنسية

جنود إماراتيون يشاركون في مناورة عسكرية في كانون الثاني/يناير. [وزارة الدفاع الإماراتية]

جنود إماراتيون يشاركون في مناورة عسكرية في كانون الثاني/يناير. [وزارة الدفاع الإماراتية]

توعد الحوثيون المدعومون من إيران بمواصلة هجماتهم على مصالح الإمارات بعد تعرضهم لسلسة من الهزائم على الأرض في اليمن على يد لواء العمالقة الذي دربته الإمارات، والذي يقاتل إلى جانب الحكومة اليمنية في إطار التحالف العربي.

وقال لواء العمالقة يوم السبت، إن بعض مقاتليه ما يزالون على الخطوط الأمامية في مناطق الصراعات الرئيسة باليمن في إطار التدابير الدفاعية وذلك بعدما طردوا الحوثيين.

ويوم الجمعة، أكد لواء العمالقة إنه بدأ في إعادة نشر قواته على الأرض في محافظة شبوة بعد أن طرد الحوثيين منها، وتمهل في شن هجوم شمالا باتجاه مدينة مأرب المهمة استراتيجيا.

هذا وهدد الحوثيون بشن المزيد من الهجمات على الإمارات ما لم تتوقف مثل هذه العمليات، وذلك بعدما خسروا الأرض أمام القوات التي تدربها الإمارات.

لقطة من شريط فيديو نشره المركز الإعلامي للواء العمالقة تظهر فيه المتفجرات التي أخفاها الحوثيون في صناديق إغاثة أممية قبل تهريبها إلى جبهات القتال في محافظة مأرب.

لقطة من شريط فيديو نشره المركز الإعلامي للواء العمالقة تظهر فيه المتفجرات التي أخفاها الحوثيون في صناديق إغاثة أممية قبل تهريبها إلى جبهات القتال في محافظة مأرب.

مسلحون يمنيون موالون للحوثيين المدعومين من إيران يلوحون بأسلحتهم أثناء مسيرة في صنعاء يوم 27 كانون الثاني/يناير. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

مسلحون يمنيون موالون للحوثيين المدعومين من إيران يلوحون بأسلحتهم أثناء مسيرة في صنعاء يوم 27 كانون الثاني/يناير. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

ويوم الاثنين، 31 كانون الثاني/يناير، فجرت الإمارات موقعا لإطلاق الصواريخ في محافظة الجوف اليمنية، وذلك بعد دقائق من اعتراض صاروخ بالستي أطلقه الحوثيون منه باتجاه الإمارات.

وقالت وزارة الدفاع الإماراتية إن قوات الدفاع الجوي "اعترضت ودمرت صاروخا بالستيا أطلقته جماعة الحوثي الإرهابية" في الساعات الأولى من يوم الاثنين.

وأضافت الوزارة أنها ردت بتدمير موقع إطلاق الصاروخ في محافظة الجوف بشمال اليمن بعد 30 دقيقة بالضبط من اعتراض الصاروخ، ونشرت تصويرا بالأبيض والأسود للانفجار.

وتابعت الوزارة أن الإمارات تؤكد أنها "على أهبة الاستعداد والجهوزية للتعامل مع أي تهديدات"، وأنها "تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الدولة من الاعتداءات كافة".

وأثار هجوم الحوثيين إدانة سريعة من بعض البلدان، منها السعودية والكويت والبحرين ومصر والأردن وفرنسا والولايات المتحدة.

وأثنى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف على "الكفاءة واليقظة" اللتين أظهرتهما قوات الدفاع الجوي الإماراتية التي اعترضت الصاروخ البالستي ودمرته.

ووفقا لوكالة أنباء الإمارات الرسمية، لم يصب أحد بأذى جراء الهجوم إذ أن بقايا الصاروخ سقطت خارج "المناطق المأهولة بالسكان".

وأكدت السلطات الإماراتية أن الحادث لم يكن له أي تأثير على حركة المرور الجوي.

وكان مسؤول إماراتي بارز قد تعهد الأسبوع الماضي أن هجمات الحوثيين لن تصبح "الوضع الطبيعي الجديد" للدولة الخليجية، وذلك عقب هجومين سابقين.

ويوم 17 كانون الثاني/يناير، قُتل ثلاثة عمال نفط في هجوم بطائرات مسيرة وصاروخ بالستي على أبو ظبي، في أول هجوم مميت في الإمارات تبناه الحوثيون، وبعد أسبوع، تم اعتراض صاروخين بالستيين فوق العاصمة.

وفي أوائل كانون الثاني/يناير، استولى الحوثيون على سفينة ترفع علم الإمارات في البحر الأحمر.

الحاجة الملحة لخفض التصعيد

وأثناء رحلة اختتمت مؤخرا إلى المنطقة، التقى المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ مع الدول الشريكة، وذلك بالتنسيق مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانز غروندبيرغ، حسبما قالت وزارة الخارجية الأميركية يوم الجمعة.

وشدد ليندركينغ على الحاجة الملحة لخفض التصعيد وحماية المدنيين، ودعا الأطراف كافة للعمل سويا لدعم عملية سلام شامل بقيادة الأمم المتحدة.

وأثناء زياراته إلى الإمارات والسعودية وعمان ولندن، دعا أيضا إلى تكثيف الجهود لتحسين الاستقرار الاقتصادي وطالب بالتحرك لتحسين وصول الإغاثات الإنسانية وتطرق لأزمة الوقود.

وأعرب عن قلق الحكومة الأميركية البالغ إزاء فجوات التمويل الإنسانية، فيما تُجبر منظمات الإغاثة على تخفيض المساعدات لملايين اليمنيين.

وتقدر الأمم المتحدة أنها ستحتاج إلى 3.9 مليار دولار أميركي في عام 2022 لتلبية احتياجات اليمنيين.

الحوثيون يستمرون في سرقة المساعدات

وكان لواء العمالقة قد أعلن يوم 18 كانون الثاني/يناير العثور على مئات الألغام والعبوات الناسفة التابعة للحوثيين مخبأة داخل صناديق إغاثية تابعة للأمم المتحدة في مديرية حريب بمأرب.

وقالت مصادر عسكرية أن الحوثيين كانوا قد وضعوا المتفجرات داخل صناديق الإغاثة التابعة للأمم المتحدة لنقلها إلى جبهات القتال في حريب.

وحث وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني الأمم المتحدة على فتح تحقيق في الواقعة التي قال عنها إنها تثبت "استغلال الحوثيين للعمل الإنساني والإغاثي كستار للاستمرار في قتل اليمنيين".

بدوره، قال المحلل السياسي فيصل أحمد المشارق إن "استغلال صناديق الإغاثة لعملية التسليح ونقلها لجبهات القتال تعد من أبشع الجرائم"، مشيرا إلى أن الشعب اليمني في أمس الحاجة للمساعدات الإنسانية.

وأضاف أن "هذا الأمر يعد جريمة مزدوجة: سرقة المساعدات الإغاثية وأيضا تسخير هذه الصناديق لحمل أدوات القتل والتفجير والتخريب".

هذا وسبق للحوثيين سرقة المساعدات الإنسانية المخصصة للمدنيين أو التدخل في توزيعها في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، وذلك بحسب ما صرح به المحلل الاقتصادي فارس النجار للمشارق.

وأضاف أن استخدام صناديق إغاثة تابعة للأمم المتحدة لتهريب الأسلحة "هي جريمة يجب ألا تمر مرور الكرام".

من جهته، قال وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان نبيل عبد الحفيظ في حديثه للمشارق، إن "ميليشيات الحوثي تواصل بشكل مقيت عملية نهب المساعدات الإنسانية وإبعادها عن مسارها الحقيقي".

ووصف عبد الحفيظ وضع الألغام في صناديق الإغاثة بـ "المهزلة".

وأضاف "إنهم استغلوا أولا المساعدات للمجهود الحربي ، والآن يستخدمونها لنقل الأسلحة التي ستستخدم في قتل اليمنيين".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500