جمعت الأمم المتحدة نحو 1.2 مليار دولار يوم الاثنين، 27 شباط/فبراير، لتسليم المساعدات خلال العام الجاري لملايين الناس الذين يعانون من الجوع في اليمن، علما أن الولايات المتحدة تعهدت بتخصيص أكثر من 444 مليون دولار وتعهدت ألمانيا بتخصيص 127 مليون دولار من إجمالي المبلغ.
وكان المبلغ الذي تم جمعه أقل بشكل ملحوظ من مبلغ 4.3 مليار دولار الذي كانت تسعى للحصول عليه من الجهات المانحة في مؤتمر تعهدات عقد في جنيف، إلا أن الأمم المتحدة قالت إنها تأمل أن يصل الرقم الإجمالي إلى ملياري دولار مع نهاية الأسبوع.
وكان هذا سابع مؤتمر للمانحين يعقد بشأن اليمن في غضون 7 سنوات.
وفي هذا السياق، قال مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة مارتين غريفيث يوم الاثنين "تم الإعلان عن 31 تعهدا اليوم وبلغ الإجمالي نحو 1.2 مليار دولار. إذا استطعنا الوصول إلى ملياري دولار بحلول عطلة نهاية الأسبوع، سيكون ذلك أمرا رائعا".
وتابع "طال أمد الأزمة اليمنية، فعاقبت ملايين الأبرياء الذين لم يريدوها أساسا ويستحقون أوضاعا أفضل بكثير".
هذا ورفع أحدث تعهد أميركي إجمالي المساعدات الأميركية إلى اليمن إلى أكثر من 5.4 مليار دولار منذ اندلاع الحرب في العام 2015.
وقال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في رسالة مصورة إن التزام واشنطن بالتخفيف من معاناة الملايين من الناس في اليمن "يبقى ثابتا"، مطالبا بإنهاء الأزمة بصورة دائمة.
وأضاف "كلما استمرت الحرب، استمرت المعاناة".
وبحسب الأمم المتحدة، يحتاج أكثر من 21.7 مليون شخص في اليمن لمساعدة إنسانية هذا العام. وتهدف مناشدتها إلى الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفا وعددهم 17.3 مليون شخص.
والعام الماضي، جمعت الأمم المتحدة أكثر من 2.2 مليار دولار للسماح للوكالات الإغاثية بالوصول إلى نحو 11 مليون شخص في مختلف أنحاء البلاد كل شهر.
وذكرت منظمة كير الإنسانية أن تعهدات العام 2023 تعني أن الوكالات الإغاثية "ستجبر على خفض عدد المستفيدين" مرة جديدة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها بحاجة إلى 392 مليون دولار للوصول إلى 12.9 مليون شخص وتأمين المساعدة الصحية لهم و"تجنب الانهيار المحتمل للنظام الصحي".
وأشارت إلى أن نحو نصف عدد المرافق الصحية في اليمن يعمل بشكل جزئي أو متوقف عن الخدمة كليا بسبب نقص الكوادر والتمويل والكهرباء والأدوية والإمدادات والمعدات.
ʼفرصة لإنهاء هذه الحربʻ
بدوره، قال مدير عام اللجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني إن التعافي في مرحلة ما بعد الحرب يزداد صعوبة مع مرور كل سنة إضافية.
وتابع "حتى في حال تم التوصل إلى تسوية دائمة، فستبقى الاحتياجات الإنسانية كبيرة على مدى السنوات القادمة".
وقال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في المؤتمر إن الهدنة التي بدأ سريانها في 2 نيسان/أبريل الماضي انتهت في 2 تشرين الأول/أكتوبر ولكن تم التقيد بالعديد من بنودها، ما يوفر "بصيص أمل للمستقبل".
وأوضح "بعد سنوات من الموت والنزوح والدمار والجوع والمعاناة، قدمت الهدنة مكاسب حقيقية للناس".
وتابع "أمامنا هذا العام فرصة حقيقية لتغيير مسار اليمن والتوجه نحو السلام".
كما لفت بلينكن في بيان إلى أنه "رغم الظروف الإنسانية القاسية، هناك بصيص أمل إذ أن اليمن أمام أفضل الفرص لإحلال السلام منذ سنوات".
وقال إن "الأطراف لديها اليوم فرصة لإنهاء هذه الحرب".
وفي هذا الإطار، ذكر رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك سعيد أن "إنهاء الأزمة الإنسانية يبدأ مع وقف الحرب".
هجوم حوثي في مأرب
وطالب العديد من الدول المانحة وضع حد للقواعد المفروضة من قبل الحوثيين المدعومين من إيران في مناطق سيطرتهم، والتي تجبر النساء وبينهن العاملات في المجال الإنساني على التنقل برفقة محرم، ما يعرقل عملية تسليم المساعدات.
وفي هذه الأثناء، تستمر هجمات الحوثيين في شمالي اليمن بحصد الأرواح.
فقال مسؤول بالجيش اليمني يوم الأحد إن ما لا يقل عن 4 جنود يمنيين قتلوا في اشتباكات مع الحوثيين في محافظة مأرب.
وذكر المسؤول العسكري أن "4 جنود قتلوا أثناء مواجهة المتمردين الحوثيين مساء السبت جنوبي مديرية حريب في محافظة مأرب".
وأضاف أن الضحايا سقطوا خلال رد الجنود على "هجوم مباغت".
وأكدت مصادر طبية في مأرب هذه الحصيلة.
وأشار مسعفون والمسؤول العسكري إلى أن عدة جنود آخرين أصيبوا في الاشتباكات التي انتهت بعد ساعات من تنفيذ الحوثيين هجومهم الأول على مواقع الحكومة اليمنية في حريب.