عدن -- أجبر العديد من اليمنيين الذين نزحوا جراء الحرب على الهروب مجددا بسبب المعارك، وهذه المرة من مخيمات في محافظة مأرب حيث يشن الحوثيون (أنصار الله) المدعومون من إيران هجوما.
وتشن جماعة الحوثي هجوما على مدينة مأرب في محاولة منها للسيطرة على المنطقة، وذلك في إطار هجوم يهدد فرص إحلال السلام ووضع حد للحرب التي تدوم منذ 6 سنوات.
وقدواصل الحوثيون هجومهم بالرغم من الضغط الدولي عليهم من كل الجهات.
ويوم الثلاثاء، 27 نيسان/أبريل، دعا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي تقود بلاده التحالف العربي الذي يدعم الحكومة اليمنية الحوثيين إلى وقف القتال والدخول في مفاوضات سلام.
وبعد يوم من ذلك، وخلال اجتماع مع الحوثيين في عُمان، حث وزير الخارجية الإيرانية جواد ظريف على العودة إلى المحادثات لإنهاء الحرب، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي هذه الأثناء، يعاني الشعب اليمني في ظل تواصل هجوم الحوثيين.
حيث قالت فاطمة يوسف، وهي أم لأربعة أولاد ونزحت إلى مخيم في صرواح معهم، إنها كانت تعتقد أنها أصبحت بأمان بعد وصولهم إلى المخيم.
ولكن بعد استهداف الحوثيين للمخيم، اضطرت إلى أن تحزم أمتعتها المحدودة والمغادرة مع أطفالها من جديد.
وقالت "تبخرت آمالنا عندما قصف الحوثي المخيم"، مضيفة أنها تتشارك هي وأطفالها الملجأ والمأكل والمياه مع عائلة نازحة أخرى.
وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في 20 نيسان/أبريل أن اشتداد القتال في مأرب يعرّض حياة المدنيين للخطر.
وخلال النصف الأول من نيسان/أبريل، تم تسجيل مقتل 14 مدنيا ونزوح الآلاف.
وأشار المكتب إلى تعرض 4 مخيمات للنازحين في مديرية صرواح للقصف بين 22 و29 آذار/مارس، مع إصابة أكثر من 10 أشخاص بجروح. وتم إغلاق المخيمات الأربعة وإجلاء نحو 555 عائلة إلى موقع السويداء المجاور.
وتوقع المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في 21 نيسان/لأبريل نزوح أكثر من 105 ألف شخص بحلول شهر أيلول/سبتمبر في حال استمرت المعارك في مأرب.
مأرب تستضيف المزيد من النازحين
وقال نجيب السعدي رئيس الوحدة التنفيذية للنازحين إنه عقب الانقلاب الذي نفذه الحوثيون في العام 2014، تدفق العديد من العائلات إلى مأرب.
وتابع أن "مأرب استقبلت حتى اليوم 2.2 مليون نازح موزعين على 138 مخيما وبيت إيجار ومجتمعًا مضيفًا".
وتضم المدينة نحو 60 في المائة من مجتمع النازحين في اليمن، بما في ذلك نحو 96 ألف طفل و429 ألف امرأة.
وأضاف السعدي أن "التصعيد الحوثي أثّر بشكل مباشر على حياة النازحين وعلى وضعهم عبر استهداف المخيمات بشكل مباشر بالقذائف والعيارات".
وقد أجبر ذلك سكان المخيم على التوجه إلى مناطق أخرى.
وتابع "كما اضطررنا لإغلاق 7 مخيمات ونقلها إلى أماكن أخرى بسبب هجوم الحوثي إضافة إلى الأثر السلبي للهجوم على العمل الإنساني".
وأشار إلى أن الوحدة عملت على تتبع حركة النازحين ونقلهم من المخيمات المستهدفة ورفع احتياجاتهم إلى المنظمات الإغاثية والمتابعة معها.
ولفت إلى أن هجوم الحوثيين "سيقوض عملية السلام" عبر تبديد كل آمال التوصل إلى حل وكافة خيوط الثقة التي يحاول رعاة السلام بناءها بين الحوثيين من جهة والحكومة الشرعية والتحالف العربي من جهة أخرى".
النزوح من جديد
وبدوره، قال المحامي والناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان إن بعض النازحين نزحوا من 5 إلى 6 مرات، فتنقلوا بين مخيم وآخر للهروب من القصف.
وأوضح أن "تكرار عملية النزوح أفقد النازحين ما حصلوا عليه من مساعدات إغاثية وجعلهم يعيشون في أصعب الظروف وأصبح الأطفال في الشمس وتحت الأشجار وكل سبل الحياة قطعت عنهم".
وأشار برمان إلى التأثير النفسي للأزمة على النساء والأطفال بشكل خاص، علما أن هؤلاء "ينتظرون الموت في أي لحظة ".
وأكد أن الجهود العالمية تُبذل لإحياء محادثات السلام ووقف الحرب، لافتا إلى أنه مع أخذ ذلك في الاعتبار، يسعى الحوثيون إلى السيطرة على مأرب من أجل زيادة مكاسبهم وفرض شروطهم.
ومن جانبها، قالت وسام باسندوه رئيس تكتل 8 مارس من أجل نساء اليمن، "اضطر النازحون في مخيم الميل للنزوح الى مخيمات بديلة بعد استهداف مخيمهم، كما اضطر النازحون في مخيم الزور الى النزوح مجددا".
وأضاف أن "هذه كارثة حقيقية"، مشيرة إلى أن النازحين أصبحوا "هدفا مباشرا لميليشيات الحوثي".
ودعت إلى "تكثيف" الجهود الدولية لحماية النازحين ووقف استهداف الحوثيين للمخيمات، كما طالبت المنظمات المحلية والدولية بتكثيف تدخلها في المجال الإنساني بالمحافظة.