طهران -- توفي مبعوث إيران لدى الحوثيين حسن إيرلو جراء كوفيد-19 يوم الثلاثاء، 21 كانون الأول/ديسمبر، رغم عملية إجلاء طبي له من مدينة صنعاء اليمنية، بحسب ما ذكرته وزارة الخارجية الإيرانية.
وكان إيرلو ضابطا سابقا في الحرس الثوري الإيراني، وشغل منصب سفير لدى إدارة الحوثيين في صنعاء المدعومة والمعترف بها من طهران.
ووصفته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية يوم الثلاثاء بأنه كان "صديقا ورفيقا" للقائد الراحل لفيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده في بيان "تعلن الوزارة وفاة الشهيد حسن إيرلو سفير جمهورية إيران الإسلامية لدى حكومة الإنقاذ الوطني في اليمن، جراء كوفيد-19".
وتابع أن "الشهيد إيرلو الذي أصيب أيضا في حرب إيران-العراق بثمانينيات القرن الماضي، وقع ضحية كوفيد-19 في البلد الذي تم تعيينه فيه، بسبب التعاون البطيء لبعض الدول"، من دون تحديدها.
وقال "للأسف، عاد إلى دياره في ظروف معاكسة ورغم العلاجات الرامية إلى تحسين وضعه الصحي، توفي صباح اليوم".
وتم نقل إيرلو جوا من صنعاء على متن رحلة عراقية، بعد أن قام الحوثيون بتأمين موافقة من التحالف العربي الذي يفرض حصارا جويا وبحريا على الأراضي الخاضعة للحوثيين منذ آب/أغسطس 2016.
وقال متحدث إيراني إن إيرلو أصيب بفيروس كوفيد-19 منذ عدة أيام، وقد نظم وسطاء عمانيون وعراقيون هذا الاستثناء.
يُذكر أن نظام الرعاية الصحية في اليمن هو في حالة انهيار بعد 7 سنوات من الحرب. وقد اتهم المسؤولون الحكوميون الحوثيين بنهب قطاع الرعاية الصحية لتمويل جهودهم الحربية رغم أنه يرزح تحت وطأة جائحة فيروس كورونا.
وأرسلت طهران إيرلو إلى صنعاء كسفير لها في تشرين الأول/أكتوبر 2020. ومن غير الواضح كيف وصل إلى المدينة الواقعة تحت الحصار.
وفي وقت وفاته، كان إيرلو يواجه حكما بالإعدام بعد إثبات محكمة عسكرية في محافظة مأرب دخوله إلى اليمن تحت مزاعم زائفة وتورطه في أعمال تجسس وجرائم مع الحوثيين.
وكان المسؤولون اليمنيون قد اتهموا إيرلو مسبقا بإدارة عمليات عسكرية في المناطق الخاضعة للحوثيين، بما في ذلك هجوم الميليشيا على مأرب، إضافة إلى اتهامهم له بلعب دور "الحاكم الفعلي" في المناطق اليمنية الخاضعة للحوثيين.
وجاءت وفاة إيرلو وسط شائعات عن حالة توتر مع الحوثيين في صنعاء.
وقال مسؤولون من جماعة الحوثي طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، لوكالة أسوشيتد برس إن مرضه شكّل للجماعة "فرصة" للمطالبة بمغادرته.
وأضافوا أن الحوثيين اشتكوا لدى القيادة الإيرانية من فشل إيرلو في التنسيق معهم في اجتماعاته مع الزعماء القبليين والسياسيين.
ضربات انتقامية
ويوم الاثنين، قال التحالف العربي إنه نفذ "عددا محدودا من الضربات الدقيقة على أهداف عسكرية شرعية في مطار صنعاء الدولي".
وذكر في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن "العملية نفذت ردا على التهديد واستخدام البنية التحتية للمطار لشن هجمات عبر الحدود".
وضرب طيران التحالف العربي 6 أهداف في المطار، بما في ذلك مواقع تستخدم "للتحكم بالهجمات المنفذة بالطائرات المسيرة والمفخخة" أو "لتدريب عناصر إرهابية" لمثل هذه العمليات.
وتم في الغارة تدمير حظيرة معدنية وهياكل إسمنتية بالقرب من برج لمراقبة حركة الجوية، بحسب ما ذكره مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المدير العام لمطار صنعاء خالد الشايف إنه "تم تدمير قاعات الحجر الصحي ومستودعات تخزين الصادرات والواردات".
وطالب المجلس النرويجي للاجئين الطرفين بالعمل مع الأمم المتحدة من أجل إعادة فتح المطار للرحلات الإنسانية والتجارية.
وجاءت ضربات يوم الاثنين على مطار صنعاء بعد قيام الدفاعات السعودية يوم الأحد بإسقاط طائرتين مسيرتين للحوثيين تم إطلاقهما على مطار أبها في المملكة، وقد شكل هذا الأخير هدفا منتظما للحوثيين.
هذا وتم إطلاق 3 طائرات مسيرة من مطار صنعاء الذي قال التحالف العربي إنه أصبح منصة لتنفيذ الهجمات عبر الحدود، مع استهداف الطائرة الثالثة منطقة خميس مشيط في المملكة، بحسب ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط.
وقد نفذت جماعة الحوثي هجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد السعودية المجاورة، فاستهدفت مطارات المملكة وبنيتها التحتية النفطية، وكثفت غاراتها خلال الأشهر القليلة الماضية.