عدن -- قال مسؤولون يمنيون إن سفير إيران لدى صنعاء، حسن إيرلو، يدير المشهد العسكري في مناطق سيطرة الحوثيين، بما في ذلك هجمات الميليشيا المتواصلة على مدينة مأرب.
وأكدوا أن ذلك ينتهك سيادة اليمن ويقوض جهود السلام.
وأضافوا أن إيرلو يتجاوز أيضا حدود دوره وسلطته بطرق أخرى، مشيرين إلى الصور الأخيرة التي التقطت له إبان زيارته مستشفى الجمهوري بصنعاء يوم 6 أيار/مايو والتي نشرتها وسائل الإعلام المحلية.
وتفقد إيرلو خلال زيارته تلك أعمال الصيانة في أحد أجنحة المستشفى، الأمر الذي أغضب بعض اليمنيين الذين قالوا إن هذا النوع من الأنشطة لا يدخل ضمن مسؤوليات السفراء الدبلوماسية.
وفي هذا الإطار، لفت الصحافي خالد أحمد إلى أن زيارة إيرلو للمستشفى جرت دون مرافقة وزير الصحة لدى الحوثيين، إضافة إلى أن تفقده لقسم النساء في المستشفى أغضب البعض في المجتمع اليمني المحافظ.
ووفق إحدى وسائل الإعلام التابعة للحوثيين، عقد إيرلو لقاءات مع عدد من وزراء حكومة الحوثيين منذ وصوله إلى صنعاء العام الماضي.
'الحاكم الفعلي'
وكان إيرلو قد وصل إلى صنعاء في منتصف تشرين الأول/أكتوبر، وهي المرة الأولى التي يُرسل فيها دبلوماسي إيراني إلى اليمن منذ خمس سنوات. وقد قوبل وصوله بموجة من الغضب الشعبي بين اليمنيين.
وإيرلو هو ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني، وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بدأت المحكمة العسكرية في مأرب محاكمته بتهمة "التجسس والتخريب والمشاركة في أعمال عدائية ضد اليمنيين والجيش الوطني اليمني".
بدوره، قال المحلل السياسي محمود الطاهر إن إيرلو يقود معركة مأرب ويوجه دفعة جديدة من المرتزقة التابعين للحرس الثوري الذين وصلوا إلى صنعاء للمشاركة في الحرب الدائرة في اليمن.
وأضاف أن خبر وصول المرتزقة الذي نقلته وكالة الأناضول، يؤكد دور إيرلو.
وكان الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية عبده مجلي قد قال في مقابلة مع قناة "العربية" يوم 5 أيار/مايو، إن إيرلو يدير العمليات العسكرية في مأرب وهي آخر معاقل الحكومة الكبيرة في شمال البلاد.
وذكر أن القوات اليمنية استطاعت السيطرة على عدد من الجبهات في مأرب، وأن القبائل المحلية تقاتل إلى جانبها.
من جانبه، وصف وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إيرلو بأنه "الحاكم الفعلي" للمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وأضاف أن وجود قادة الحوثيين "هو مجرد ديكور لأنهم لا يتحكمون بزمام القرار الفعلي في النواحي السياسية والعسكرية أو حتى الإدارية".
تعيين غير قانوني
إلى هذا، أشار مدير مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد إلى أن إيرلو جاء إلى اليمن لأنه ينتمي إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وهي المؤسسة العسكرية المسؤولة عن التمدد خارج إيران.
وأضاف أن تعيين إيرلو كسفير "يعد عملية غير قانونية، وقد تم لتنفيذ أهداف عسكرية واستخباراتية، وليس دبلوماسية أو سياسية".
وأشار محمد إلى أنه منذ وصول إيرلو إلى صنعاء، تغيرت أولويات الحوثيين وباتت تسلك اتجاه بعيدا عن أولوياتهم السابقة.
وأعطى مثالا على ذلك تركيز الحوثيين على مأرب وتكثيفهمالهجمات على السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة ، وقد تم ذلك على ما يبدو نتيجة لقرارات الحرس الثوري.
من جانبه، قال وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي إن الجمهورية الإسلامية تعتقد أن السيطرة على مأرب ستمكّن إيران من فرض الشروط في أي تسوية سياسية، ما من شأنه أن يحدد مصير اليمن والمنطقة.
وأضاف أن "لقاءات إيرلو مع وزراء حكومة الحوثي تؤكد أنه يشرف على كامل المشهد".
هذا ولا تنقل وسائل الإعلام الحوثية أي أنباء عن لقاءات السفير مع القادة العسكريين الحوثيين بنفس الطريقة التي تنشر بها الأخبار عن لقاءاته مع المسؤولين الحكوميين المتحالفين مع الميليشيا.
ولفت المجيدي إلى أن بعض التصريحات التي أدلى بها مؤخرا قادة الحرس الثوري الإيراني وتصريحات قائد حزب الله اللبناني حسن نصر الله، تؤكد وجود الحرس الثوري في اليمن .