الرياض -- قال مسؤولون سعوديون وإيرانيون إن سفير إيران قد نقل يوم السبت من صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون لتلقي العلاج بعد إصابته بفيروس كوفيد-19، وذلك في استثناء نادر للحصار الجوي الذي يفرضه التحالف العربي.
وأوضح مسؤول سعودي بارز على دراية بالشأن اليمني، أن "السفير غادر على متن طائرة عراقية وربما يكون الآن في بغداد".
وأضاف أن الرحلة نظمت بناء على طلب الحوثيين المدعومين من إيران، ووافقت عليها السلطات السعودية عقب وساطة عراقية وعمانية.
يذكر أن العراق استضاف عدة لقاءات استكشافية بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين في مسعى لتحسين العلاقات بين الطرفين بعد سنوات من الحروب بالوكالة في أنحاء عدة من المنطقة.
وتعد سلطنة عمان البلد العربي الخليجي الوحيد الذي ظل محايدا في الصراع اليمني، وقد توسطت مرارا وتكرارا مع الحوثيين.
وقال ناطق باسم الخارجية الإيرانية في طهران إن السفير يعاني من كوفيد-19 وإن الترتيبات اللازمة لإجلائه قد اتخذت.
هذا وأصبح نظام الرعاية الصحية في اليمن في حالة يرثى لها بعد سبع سنوات من الحرب. واتهم مسؤولون حكوميون الحوثيين بنهب قطاع الصحة العامة لتمويل جهودهم الحربية ، حتى في خضم اشتداد جائحة فيروس كورونا.
وقال مسؤول سعودي إن "الإيرانيين أبلغونا عبر العمانيين أن سفيرهم قد أصيب بكوفيد-19 ويجب أن يغادر. وافقنا على السماح له بالخروج لأسباب إنسانية".
وطهران هي الحكومة الوحيدة التي تعترف بإدارة الحوثيين في صنعاء، وقد أرسلت حسن إيرلو كسفير إلى هناك في تشرين الأول/أكتوبر 2020، وهو ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني.
ولم تقدم أي تفاصيل حول كيفية وصوله إلى المدينة رغم الحصار.
ويوم 25 آب/أغسطس، أصدرت محكمة عسكرية في مأرب حكما بالإعدام على إيرلو إذ وجدته مذنبا بدخول اليمن بحجج كاذبة، والتورط في التجسس والمشاركة في جرائم مع الحوثيين.
وسابقا، اتهم مسؤولون يمنيون إيرلو بتوجيه العمليات العسكرية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بما في ذلك هجوم الميليشيا على مأرب، والعمل كـ "الحاكم الفعلي" للمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وابل من الهجمات
في هذه الأثناء، أسفر هجوم حوثي شن الخميس على مديرية حرض في محافظة حجة بالقرب من حدود اليمن الشمالية الغربية مع السعودية عن مقتل 14 جنديا سودانيا كانوا يقاتلون ضمن التحالف العربي، بحسب مصادر عسكرية يمنية.
يذكر أن التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين دعما لحكومة اليمن المعترف بها دوليً من العام 2015، قد اتهم إيران مرارا وتكرارا بتسليح الحوثيين.
إلا أن إيران دأبت على إنكار هذا الاتهام، وذلك على الرغم من وجود أدلة كثيرة تشير إلى عكس ذلك.
وأوردت صحيفة الشرق الأوسط أن الدفاعات السعودية أسقطت يوم الأحد طائرتين مسيرتين حوثيتين استهدفتا مطار أبها الدولي في جنوب المملكة.
ومطار أبها هدف منتظم للحوثيين.
واتهم التحالف العربي الحوثيين بتعمد إلحاق الأذى بالمسافرين.
وأطلقت ثلاث طائرات مسيرة من مطار صنعاء الذي يقول عنه التحالف العربي إنه أصبح منصة لتنفيذ هجمات عبر الحدود، فيما استهدفت المسيرة الثالثة منطقة خميس مشيط، بحسب ما قالت الصحيفة.
وجاء الوابل الأخير من الهجمات في وقت عقد فيه نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مباحثات في الرياض يوم الأحد مع رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك تناولت الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في اليمن.