أمن

الولايات المتحدة تقدم دعما جديدا للجيش اللبناني بنحو 50 مليون دولار

نهاد طوباليان

قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون يصل إلى حفل استلام 4 طائرات من طراز إيه-29 سوبر توكانو قدمتها الولايات المتحدة في قاعدة حامات الجوية شمال بيروت يوم 12 حزيران/يونيو 2018. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون يصل إلى حفل استلام 4 طائرات من طراز إيه-29 سوبر توكانو قدمتها الولايات المتحدة في قاعدة حامات الجوية شمال بيروت يوم 12 حزيران/يونيو 2018. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

بيروت - يؤكد قرار الولايات المتحدة بإقرار مساعدات إضافية للجيش اللبناني، على الدور الأميركي في حفظ الاستقرار ويدحض الشائعات التي مفادها أنها سلمت لبنان للمحور الإيراني.

ووقّع الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الثلاثاء، 7 أيلول/سبتمبر، أمرا تنفيذيا يفوض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في منح مساعدات فورية للجيش اللبناني بقيمة وصلت إلى 47 مليون دولار.

وجاء في الأمر التنفيذي أن هذا يخول وزير الخارجية بسحب "ما يصل إلى 25 مليون دولار مخصصة لسلع وخدمات من مخزون وموارد أية وكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة لتقديم مساعدة فورية للجيش اللبناني".

ويخوله أيضا "تخفيض تكلفة تصل إلى 22 مليون دولار على المواد والخدمات الدفاعية من وزارة الدفاع لتقديم مساعدة بشكل فوري للجيش اللبناني".

وخلال العام الجاري وحتى اليوم، قدمت الولايات المتحدة 120 مليون دولار لدعم عمليات وقدرات الجيش اللبناني، إضافة إلى 59 مليون دولار تعويضا للتكاليف التي تكبدها الجيش في العام 2018.

وتتزامن هذه المبادرة الجديدة مع ضغوط غير مسبوقة يواجهها الجنود اللبنانيون فيما يسعون لحفظ الأمن والاستقرار وسط الأزمة الاقتصادية.

وتتضمن الصعاب حذف اللحوم من النظام الغذائي للجنود العام الماضي لتوفير المال.

وقال مصدر في قيادة القوات المسلحة إن هذه المبادرة تؤكد استمرار التزام الولايات المتحدة بدعم الجيش منذ عقود.

وأضاف أن "هذه المبادرة تصب بسياق الرهان الأميركي على ضرورة صمود الجيش وما يتطلب منه جهوزية تامة واتخاذ خطوات استثنائية للحفاظ على الاستقرار".

وتابع المصدر أن قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون يقوم بجولات خارجية ويلتقي مع قادة جيوش ورؤساء دول وغيرهم في محاولة لتعزيز الدعم المقدم للجيش اللبناني.

وذكر أن "أولوية القيادة هي تعزيز الجندي اقتصاديا وماليا بما يساعده في القيام بواجباته الوطنية".

ولفت المحلل السياسي الياس الزغبي إلى أن تفويض الرئيس بايدن "يعكس الاهتمام الأميركي بلبنان باتجاه المؤسسة العسكرية واللبنانيين الذين يعانون من الأزمة الاقتصادية والمالية".

دعم للجيش اللبناني واللبنانيين

بدوره، قال مدير المنتدى الإقليمي للدراسات والاستشارات العميد الركن خالد حمادة إن التفويض الأميركي "دلالة على استمرار تمسك الإدارة بدعم الجيش ودوره الأساسي بالحفاظ على الاستقرار الوطني".

وأضاف أن الولايات المتحدة تدرك "وجوب الحفاظ على المؤسسة العسكرية كأحد الركائز التي ستساعد لبنان للخروج من أزمته".

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن المساعدة العسكرية تأتي في وقت اتفق فيه وزراء الطاقة من مصر والأردن وسوريا ولبنان يوم الأربعاء على خطة لنقل الغاز الطبيعي والكهرباء للبنان الذي تعصف به الأزمات، وذلك في اجتماع عقد في عمّان.

وقد عبّرت مصر عن استعدادها لنقل الغاز إلى لبنان في أسرع وقت عبر خط أنابيب الغاز العربي، لكن الضرر الذي لحق بخط الأنابيب وخطوط الكهرباء في سوريا يعني أنه يلزم أولا القيام بالإصلاحات اللازمة قبل أن تبدأ إمدادات الطاقة في التدفق.

وفي إطار المسعى للمساعدة في إنعاش الاقتصاد اللبناني، قدمت الولايات المتحدة موافقة نادرة للدول المجاورة لسوريا لتجنب العقاب بموجب العقوبات التي تستهدف نظام بشار الأسد.

وذكر حمادة أن هذا القرار "لم يكن وليد الصدفة ولا ردة فعل حول [خطة] ناقلة النفط الإيرانية، إنما كان مدار بحث لأشهر".

وكان أمين عام حزب الله حسن نصرالله قد أعلن في 22 آب/أغسطس أن السفينة الأولى من عدة سفن تحمل النفط الإيراني في طريقها إلى لبنان، وهي خطوة تتحدى العقوبات قال عنها المنتقدون إنها يمكن أن تكلف لبنان كثيرا.

وقد أثار إعلانه ردود فعل غاضبة من السياسيين اللبنانيين، واتهامات لنصر الله بأنه يحاول أن يصور نفسه كـ "منقذ" في خضم أزمة الوقود في لبنان، وذلك على نحو يضر بالبلاد.

وأشار حمادة إلى أن "الإدارة الأميركية تحاول وقف الانهيار بلبنان عن طريق حل مسألة الطاقة التي تسببت بمشاكل بالقطاعات الصحية والتربوية والنقل والخدمات المعيشية بشكل أساسي".

مواجهة الهيمنة الإيراني

ولفت حمادة إلى أن تفويض بايدن "يدحض كل الروايات التي قالت إن الولايات المتحدة اتخذت قرارا بتقديم لبنان لإيران أو ترك الأمر اللبناني ومستقبل لبنان بيد الجمهورية الإسلامية بإيران".

وأكد أنه بهذه المبادرات الأخيرة، فإن الولايات المتحدة قد "أعطت أكثر من إشارة بأن لبنان لن يكون ضمن منطقة نفوذ إيرانية".

وفي أماكن أخرى بالمنطقة، كانت هناك بلدان تقاوم الهيمنة الإيرانية.

وأشار حمادة إلى القمة الإقليمية التي عقدت في العراق يوم 28 آب/أغسطس والتي نظر إليها المراقبون على أنها مؤشر على أن العراق يريد استعادة السيطرة على مساره. وقد واجه العراق توترات وصراعات نتيجة نفوذ إيران وتدخلها في شؤونه.

وأوضح حمادة أن تقديم الدعم للجيش اللبناني وتسهيل تدفق الطاقة إلى لبنان عبر جيرانه العرب سيساعد في "عودة لبنان ليكون جزءا من شبكات الربط العربية اقتصاديا وبالطاقة".

واستدرك أن هذا سيخرج لبنان شيئا فشيئا من الفلك الإيراني وسيجهض محاولات تلك الدول التي تسعى للتوصل لتسويات مع إيران وحزب الله على حساب السيادة اللبنانية.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500